عواصم - (وكالات): أكد وزير الصحة الإيراني حسن هاشمي أن «حادث التدافع في مشعر منى قرب مكة المكرمة صباح أول أيام عيد الأضحى، خارج عن إرادة المملكة العربية السعودية، فيما أثنى على «جهود المملكة والاستجابة في التعامل مع الحادث وتقديمها كل الخدمات الصحية والإسعافية».
واتفق وزير الصحة السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح ونظيره الإيراني في اجتماع بجدة على نقل جثامين الإيرانيين الذين قضوا في الحادث، كما تم الاتفاق على الاستمرار بالتواصل للتعرف على البقية ورعاية حالة المصابين.
وأكد هاشمي التوصل إلى اتفاق مع نظيره السعودي لإعادة جثامين الحجاج الإيرانيين إلى إيران «في أسرع وقت». وقال «تلقينا تأكيدات عن عدم دفن أي إيراني في السعودية بلا إذن الحكومة والأقارب».
وتابع أن الجثث التي تعذر تحديد هوياتها لكن تأكد أنها لإيرانيين ستعاد أولاً ثم سيجري التعرف إلى أصحابها في إيران. ويأتي موقف وزير الصحة الإيراني غداة تهديد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الرياض أمس بعد حملة إيرانية شاملة ضد المملكة.
وبين الضحايا شخصيات إيرانية أحدها السفير الإيراني السابق في بيروت غضنفر ركن أبادي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية التي أشارت إلى أن وزير الداخلية توجه لزيارة عائلته لتقديم التعازي باسم الرئيس الإيراني حسن روحاني. وكانت الخارجية الإيرانية أفادت بأن ركن أبادي «49 عاماً» من بين المفقودين. أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، عبر موقعها الرسمي، وفاة آبادي، الذي كان في عداد المفقودين في حادثة التدافع. وذكر الموقع أن وزير الداخلية، عبدالرضا رحماني فضلي، قد حضر، صباح أمس، في منزل ركن آبادي، لتقديم العزاء لأسرته. غير أن الموقع «عدّل الخبر بعد أقل من 30 دقيقة وأعلن أن ركن آبادي مازال في عداد المفقودين»، حسب وكالة أنباء «تابناك» المقربة من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، والجنرال في الحرس الثوري، محسن رضائي. ونقلت «تابناك» عن شقيق السفير السابق، مرتضى ركن آبادي، قوله إن «الوزير حضر برفقة محافظ طهران إلى منزل السفير لتقديم العزاء». وأكد مرتضى أن «وزير الداخلية قال إنه لا يعلم مصير السفير غضنفر ولا يستطيع أن يعزي عائلته ومازال ينتظر معرفة مصيره ضمن ما تبقى من العدد الإجمالي للمفقودين الإيرانيين بمنى».
يذكر أن غضنفر ركن آبادي دخل السعودية بهوية مختلفة عن هويته، ومن غير جوازه الدبلوماسي.
ويعتبر ركن آبادي أحد الشخصيات المهمة في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، ويعد أبرز شخصية مطلعة على أسرار التسليح الإيراني لحزب الله لبنان. ومازال عدد آخر من ضباط الحرس الثوري في عداد المفقودين، وعلى رأسهم كل من، علي أصغر فولادغر، والذي يشغل منصب مدير مكتب الدراسات الاستراتيجية في الحرس الثوري، وضباط آخرين، مثل حسن دانش وفؤاد مشغلي وعمار مير أنصاري وحسن حسني، وهم ضمن بعثة الحج الإيرانية التابعة لمكتب المرشد.
وكانت مصادر رسمية سعودية أكدت عدم تسجيل اسم آبادي، على منافذ المملكة، ضمن القادمين خلال موسم الحج الحالي، إضافة إلى عدم تسجيل هذا الاسم ضمن قوائم الحجاج، ليأتي بعد ذلك اعتراف وزارة الخارجية الإيرانية التي قالت إن سفيرها المختفي قد دخل السعودية لأداء مناسك الحج بجواز سفر غير دبلوماسي، إلا أنها تجنبت الإشارة إلى النقطة الأساسية، وهو هل دخل باسمه الحقيقي أم باسم آخر؟
وأعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية أمس ارتفاع حصيلة القتلى الإيرانيين جراء حادث التدافع في منى قرب مكة المكرمة من 241 إلى 464 قتيلاً.