لا أريد أن أقدم فلسفة مطولة كما نعهدها في الذين يكتبون عن المرأة وسيرتها مع الرجل العربي، ولا أريد النجاح في الانتخابات كي أحصل على أصوات النساء، وأعتقد أنه لو دخل صوت المرأة الانتخابي إلى مقاعد مجالس الشورى أو الترشح للرئاسة لكان ستون بالمائة من المقاعد الدبلوماسية تشغلها النساء، وهذه النسبة الطبيعية لعدد النساء في العالم كما تدل عليها الإحصائيات السابقة، كما تدل بعض الإحصائيات أيضاً إلى أن ستون بالمائة من النساء يتعرضن للعنف بشتى أشكاله، وهذا العنف موجه من قبل مؤسسة الذكر.
ولا يسعني في هذه المساحة ذكر أشكال الإساءة التي تتعرض لها المرأة من قبل الرجال، والأكثر مصيبة أن للرجال بعض الأذرع التي يسخرونها كلياً للإساءة إلى المرأة ألا وهي «النساء» فهم يجندون بعض النساء ليحملن حزاماً من الأفكار لصالح الرجال.
لقد تربت الكثير من النساء على الفهم الخاطئ لمفهوم «القوامة»، وللعلم فإن الكثير من النساء لديهن مفهوم متدن عن أنفسهن نتيجة هذه المفاهيم الخاطئة، لنأخذ على سبيل المثال موضوع الانتخابات، فالمرأة لا تنتخب المرأة بل تنتخب الرجل لاعتقادها بعدم قدرة المرأة على قيادة الأمور.
إن هذه التربية التي جبلت لصالح الرجال منذ الأزل بدأت تعطي ثمارها في عقل المرأة، والتي أصبح فهمها لذاتها متدنياً، وبظهور شبكات التواصل الاجتماعي بدأت تظهر على هذه الشبكات وسائل عنف أخرى أشد خطورة، ولا أريد أن أذكر في هذا المقام أساليب العنف والتهديد المستخدمة في العنف ضد المرأة.
إذاً، فالصورة الآن ليست قاتمة ومبهمة، وأنا لا أصورها هكذا، ولكن ما أراه بأن هناك ومضات مضيئة بدأت تلوح بالأفق تتجه نحو تحرر المرأة من ثقافة الاستعباد من الرجل، والذي يتطلب بدوره من المرأة بناء مفهوم عن ذاتها بأنها تساوي الرجل في جميع جوانب حياتها، لا أن نؤكد المقولة: «وراء كل عظيم ...» بل علينا أن نقول: بجانب كل عظيم امرأة عظيمة، وكما قال أحدهم «نحن نطالب بحرية المرأة لا بحرية الوصول إليها كما يعتقد بعض المغرضين».

عمار محمود عبدالعال
عضو فريق البحرين للإعلام التطوعي