تستضيف المنامة مساء غد السبت، فعاليات المنتدى العربي الأول لحقوق الإنسان «التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي - لا حقوق بلا أمن»، والذي تنظمه الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان برعاية رئيس مجلس النواب أحمد الملا، حيث سيتم تدشين المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي، لوقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي.
وقال رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان د.أحمد الهاملي: «من منطلق إيماننا بأهمية العمل العربي المشترك في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وأخذ زمام المبادرة والسعي لتوسيع دائرة الحوار حول تفعيل كل إمكاناتنا الوطنية والقومية من أجل حماية الأمن الإنساني العربي، نظمنا هذا المنتدى كباكورة عمل ستقوم به الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بشكل دائم لنشر ثقافة حقوق الإنسان البناءة والقائمة على المواءمة بين القيم الإنسانية السامية وما يستوجبه ذلك من وجود بيئة آمنة ومستقرة قادرة على تحقيق الأمن والسلام والتنمية».
وأضاف أن المنتدى يأتي متزامناً مع ما تشهده المنطقة من صراعات ونزاعات أدت إلى تهديد الأمن الإنساني العربي والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين في العديد من الدول العربية لاسيما سوريا والعراق واليمن، وما تشهده المنطقة من تراجع لحالة حقوق الإنسان ومن التهديد والإرهاب الذي استشرى في المنطقة العربية والعالم، والذي وبحسب التقارير الأممية والدولية تقف وراءه إيران والجمعيات والأحزاب والتنظيمات والحركات التابعة لها.
وقال الهاملي «كما يأتي المنتدى لخدمة القضايا الإنسانية التي نؤمن بها جميعاً ونسعى لتحقيقها خدمة للإنسان، وبعيداً عن أية أجندات أو غايات سياسية أو مذهبية أو طائفية، وتهدف في الأساس لخدمة أمن الإنسان واستقراره بالمنطقة بما يؤدي إلى نشر السلام والأمن والتنمية بالمنطقة والعالم».
وأوضح أن المنتدى يسعى إلى مناقشة واقع التدخلات الإيرانية في الوطن العربي وصورها وتأثيراتها الحالية والمستقبلية على حالة الأمن والسلام بالمنطقة العربية، والعمل على وضع تصور لاستراتيجية وطنية وقومية، وتشكيل لجنة خبراء لمتابعة تطوير وتنفيذ تلك الاستراتيجية، لتكون بمثابة انطلاق لعمل عربي شامل ومشترك لمواجهة تلك التدخلات على مختلف الأصعدة، بالشراكة مع مختلف الأطراف العربية الفاعلية من الأجهزة الرسمية وممثلي المجتمع المدني والمراكز الفكرية والحوارية.
نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب محمد الجودر قال «يأتي انعقاد المؤتمر في سياق ما تشهده المنطقة العربية من توترات كبيرة وصراعات بسبب التدخل الإيراني في الشؤون العربية ومحاولاتها الدائمة التمدد وفرض سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، ما أثر سلباً على الأمن العربي وأدى إلى تراجع أوضاع حقوق الإنسان في الكثير من الأقطار العربية، وخاصة بعد نجاحها في استغلال ظروف عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة».
وأشار إلى أن المنتدى يهدف إلى التصدي لهذا الحراك الإيراني السلبي في المنطقة العربية، وتعزيز الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان في الدول العربية والتأكيد على الهوية الوطنية، ودعم الجهود الوطنية والقومية لنبذ ووقف مختلف الصراعات والنزاعات القائمة على أسس مذهبية أو طائفية.
وسيتم تدشين المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن الإنساني العربي، والتي تأتي لوقف التدخلات الإيرانية في الوطن العربي الذي يأتي في إطار المنهج الثوري الذي تقوم عليه عقيدة النظام الإيراني وممارساته المتطرفة، والتي تستهدف بشكل رئيس أمن واستقرار الدول العربية، وتأجيج النزعات الطائفية وخلق بؤر التوتر والصراعات التي تستهدف التعايش السلمي والأمن الوطني والإنساني.
وتهدف المبادرة لخلق حاضنة وطنية عربية غير حكومية، تسهم في تعزيز الأمن الوطني والتعايش السلمي بين مختلف الشعوب العربية وتكون بمثابة دعامة صد ضد توجهات إيران التوسعية وتمنع تدخلاتها في شؤون الشعب العربي على كافة المستويات الدينية، الثقافية، الاجتماعية، والسياسية.
وستعمل الفيدرالية على وضع استراتيجية عربية قومية شاملة ومستقلة لمواجهة التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في الشؤون العربية والعمل على إفشال حراك إيران الأممي والدولي عبر فضح نواياها التوسعية وممارساتها اللاإنسانية بحق شعبها والشعوب المجاورة لها.
وسيشهد المنتدى 3 جلسات رئيسة، الأولى افتتاحية تلقى فيها كلمات رئيس مجلس النواب، ورئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، والإعلان عن تدشين «المبادرة العربية لتعزيز الحقوق والأمن العربي».
وتناقش الجلسة الثانية التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي من خلال 4 محاور، الأول يتحدث فيه أستاذ القانون الجنائي وعضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بعمان د.راشد البلوشي عن «الأمن الإنساني والأمن القومي كضمانة لتعزيز الحقوق والحريات»، أما المحور الثاني يتناول فيه المفكر والأكاديمي العربي الكويتي المستشار د.فهد الشليمي «التهديدات الإيرانية لأمن الإنسان العربي».
وفي المحور الثالث، يعرض الخبير الأمني والاستراتيجي السعودي المستشار د.إبراهيم آل مرعي «الدور الإيراني في تقويض الأمن والسلام الإقليمي والعالمي – نظرة استراتيجية»، والمحور الرابع تتحدث فيه أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية باليمن د.وسام باسندوة عن «دور المنظمات غير الحكومية في التصدي للتهديدات الإيرانية». أما الجلسة الثالثة فسيتم فيها تحليل ومناقشة المحاور الأربعة للجلسة الثانية، ثم إعلان توصيات ونتائج المنتدى.
يذكر أن الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان التي دشنت رسمياً بمدينة جنيف السويسرية العام 2015 للعمل على توحيد الجهود نحو عمل حقوقي بناء ومتكامل بالوطن العربي، هي نتاج بحث معمق لحالة حقوق الإنسان في الوطن العربي، ولتصبح الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان اليوم إحدى أهم المرجعيات العربية في كل ما يعنى بقضايا حقوق الإنسان بالوطن والمواطن العربي، لتشارك في إدارة حراكه العربي والإقليمي والدولي مع مختلف الهيئات الأممية والعربية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان، ومع المنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية على حد سواء.