واشنطن - (وكالات): يحبس الأمريكيون أنفاسهم عشية انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة غداً الثلاثاء، فيما تسارعت وتيرة الحملة الانتخابية قبل ساعات من الاستحقاق الرئاسي، حيث جاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب 5 ولايات في يوم واحد في حين كثفت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون زياراتها لمعاقل ديمقراطيين يجب عدم خسارتها.
وهذا السباق المحموم إلى البيت الأبيض يستمر حتى في الشوط الأخير بإثارة جدل في أجواء ترقب شديد خاصة بعد تقدم المليادير الأمريكي في بعض استطلاعات الرأي. وأصبح المرشح الجمهوري في موقع يخوله إثارة صدمة عالمية إذا فاز على منافسته الديمقراطية التي لاتزال رغم كل شيء متصدرة نتائج استطلاعات الرأي.
وقبل ساعات من الانتخابات، تتجه أنظار العالم إلى الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا ستنتخب القوة العالمية الأولى امرأة للمرة الأولى رئيسة للبلاد أو مرشحاً شعبوياً يريد إحداث ثورة في مؤسسات واشنطن.
وأظهر آخر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن كلينتون تتقدم بفارق 4 نقاط «44% مقابل 40% لترامب» على المستوى الوطني لكن معدل مختلف استطلاعات الرأي يشير إلى فارق اقل من ذلك. واعتبرت شبكة «سي بي إس» أن المرشحين أصبحا متعادلين في اوهايو وفلوريدا، الولاية التي يمكن أن تقرر مصير الانتخابات الرئاسية إذا خسرها دونالد ترامب.
وقدر خبير التحليلات الانتخابية الأمريكية نيت سيلفر أن كلينتون ستفوز لكنه شدد على أن «موقعها ليس متيناً بما فيه الكفاية» مقارنة بما كان عليه موقع باراك أوباما قبل 4 سنوات.
واعتبر أن موقع كلينتون «هش لأنها نالت 44% فقط من نوايا التصويت، ما يعني أن المترددين قد يصوتون في أي من الاتجاهين». وبالنسبة لترامب، التحدي واضح وهو الفوز بعدد من الولايات المتأرجحة الحاسمة من أجل الوصول إلى البيت الأبيض عبر حشد تأييد الناخبين من أمريكا الريفية بشكل خاص أو حتى التمكن من الفوز بولاية تعتبر تقليدياً محسوبة على الديمقراطيين.
من هنا رغبة المرشحين بأن يجوبا البلاد حتى النهاية بوتيرة مكثفة ويعقدا تجمعات عامة عبر تنقلات بالطائرة ومواكب سيارات.
وكان على برنامج ترامب زيارة ايوا ومينيسوتا وميشيغن وبنسلفانيا وفرجينيا.
وكانت هيلاري كلينتون صباح أمس في بنسلفانيا غداة أمسية أحيتها المغنية الأمريكية كايتي بيري دعماً للمرشحة الديمقراطية.
ومن المفترض أن تكون كلينتون قد عقدت تجمعين انتخابيين في أوهايو ونيوهامبشير، الولايتين الأساسيتين اللتين فاز فيها باراك أوباما في 2012 لكن يمكن أن تغيرا موقفهما في 2016 وتصوتا لترامب.ولا يريد رجل الأعمال الأمريكي «70 عاماً» ولا السيدة الأمريكية الأولى السابقة «69 عاماً» أن يظهرا كأنهما استنفدا كل طاقتهما. ويؤكد المرشحان وفريقا حملتيهما أنهما ضمنا الفوز.
وقال ترامب في كارولاينا الشمالية «نحن على بعد 3 أيام من التغيير الذي انتظرتموه طوال حياتكم» متطرقاً إلى مواضيعه المفضلة وخصوصاً قوله إن رئاسة كلينتون ستؤدي «من اليوم الأول إلى كارثة».
وفي إشارة جيدة لهيلاري كلينتون، سجلت مشاركة الأمريكيين المتحدرين من أصول لاتينية، وهي القاعدة الناخبة المؤيدة للديمقراطية، تقدماً كبيراً مقارنة مع الانتخابات السابقة وخصوصاً في فلوريدا ونيفادا، الولايتين اللتين يمكن أن تقضيا على آمال ترامب بخلافة باراك أوباما.
وبحسب تحاليل الخبراء السياسيين وشركة متخصصة تستخدم معطيات الناخبين «كاتاليست»، فإن المتحدرين من أصول لاتينية صوتوا بأعداد تعتبر أعلى بمعدل مرتين مقارنة مع التصويت في فلوريدا في هذه المرحلة عام 2012، كما أوردت شبكة «سي إن إن». وفي نيفادا، تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن صفوف انتظار طويلة في أحياء المتحدرين من أصول لاتينية في لاس فيغاس.
لكن التوجه الإيجابي للديمقراطية يقابله تراجع ملحوظ في نسبة مشاركة السود في التصويت مقارنة مع الانتخابات التي كان فيها باراك أوباما مرشحاً وخصوصاً في كارولاينا الشمالية. وبالتالي فإن البيض المؤيدين أكثر لترامب والذين أدلوا بأصواتهم حتى الآن يعتبر عددهم نسبياً أعلى.
وهذا أحد الأسباب الذي دفع كلينتون إلى أن تقرر العودة إلى كليفلاند في ولاية أوهايو للمرة الرابعة في 17 يوماً. ودعي إلى التجمع نجم كرة السلة ليبرون جيمس المتحدر من الولاية.
وفي مؤشر إلى التوتر الذي يخيم على نهاية حملة شهدت الكثير من العدائية والهجمات الشخصية، تم إجلاء دونالد ترامب لفترة وجيزة خلال مهرجان انتخابي في نيفادا مساء أمس الأول، بسبب وجود رجل اشتبه بأنه يشكل خطراً، ما أثار ردود فعل قصوى. ورغم عدم العثور على أي سلاح في موقع الحادث، بحسب الجهاز السري المكلف أمن المرشحين، إلا أن أحد أبناء رجل الأعمال دونالد ترامب جونيور أعاد إرسال تغريدة تشير بدون عناصر ملموسة تؤكد محتواها، إلى «محاولة اغتيال».
وأوضح الرجل الذي كان يرفع لافتة كتب عليها «الجمهوريون ضد ترامب» أن الحشد بدأ يضربه وهو مطروح أرضاً قبل أن يصيح أحد وسط الفوضى «سلاح»، ما حمل جهاز الأمن على التدخل. وتم إطلاق سراحه على وجه السرعة.