تتزامن فعاليتان مهمتان وطنيتان في شهر واحد، والجميل أنه شهر ديسمبر الذي يزدحم بالمناسبات الوطنية، إضافة لاجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
الأولى تلك المعنية بـ»يوم الشرطة البحرينية»، والثانية التي تأتي بعدها بأيام «يوم الشهيد»، وكلتاهما مرتبطتان بوثاقة مع بعض، كونهما فعاليتين بحرينيتين خالصتين، تتشاركان في روحهما المعنية بحب الوطن والإخلاص له والافتداء بالروح لأجله.
رجال الأمن البواسل الذين مهما قلنا عنهم لن نوفيهم حقهم، هم الدرع الحصين لبلادنا، وهم من يسهرون لأجل أن تنام أعيننا قريرة، وهم الذين يواجهون الاستهداف والمهددين بالقتل جراء الأعمال الإرهابية القذرة، وبأفعال الخونة والمخربين والإرهابيين.
في هذا اليوم، لا بد من تحيات توجه أولاً لقيادة البحرين التي تحتفي بقوة برجال أمنها البواسل، وتمنحهم حقهم في التقدير والثناء، وثانياً لقيادة هؤلاء الرجال الممثلة بوزير يعد من رموز الرجال الوطنيين المخلصين، الشيخ راشد بن عبدالله، هذا الرجل الذي نشد على يده، وندعو الله أن يسدد على درب الخير خطاه، لم نعرفه يوماً إلا رجلاً وطنياً لا يقبل بذرة إساءة أو تطاول تجاه البحرين وأهلها، والتحية الخالصة برجاله جنود الوطن ورجال أمنها البواسل، هؤلاء الذين عرفنا قيمتهم الحقيقية وقت الأزمات، وحينما عصف الإرهاب ببلادنا، كانوا ومازالوا يرابطون على ثغور بلادنا، يحفظونها من كيد المعتدي، ويصدون عنها صنوف الشرور، فشكراً لكم.
وبالحديث عن المناسبة الأولى، يأتي الحديث عن الثانية التي تهز قلوبنا كبحرينيين، وتحرك فينا مشاعر الوجدان والتقدير تجاه من استشهد دفاعاً عن أرضه وشعبه، يوم الشهيد البحريني، مناسبة وفق الله سبحانه جلالة الملك حمد حفظه الله ليعلنها متزامنة مع أعيادنا الوطنية، وليخلدها في يوم 17 ديسمبر من كل عام، فعالية لم توجد ليعبر عنها بالحزن والأسى، بل على العكس، لتكون فعالية نفرح فيها برجال صعدت أرواحهم لبارئها وهم بإذن الله في جنة النعيم، هم شهداء أبرار، من يستشهد دون أرضه هو في جنات عليين كما أخبر رسولنا الكريم.
يوم الشهيد البحريني، هو يوم نتذكر فيه الرجال المخلصين، يوم نقف فيه مع عوائلهم وأبنائهم ونذكر أجيالنا المتعاقبة بهم، نخلد فيها ذكراهم، نربي أبناءنا على التاريخ البحريني الوطني الصحيح، وكيف أن فيه رجالاً ضحوا بأغلى شيء ملكوه لأجل وطننا ولأجلك يا ابني ويا أخي ويا صديقي، هؤلاء هم الشهداء الفعليون الذين لم تذهب أرواحهم فداء لبشر فانين يستغلون الدين ومنابره، ولم تذهب أرواحهم لأجل مكاسب وأهداف مريضة آثمة، بل ذهب فداء لأرضهم، وما أعظم افتداء الأرض بالروح.
مملكة البحرين قيادة وشعباً مخلصاً تفاعلت مع هذا اليوم بإخلاص ووفاء، ليست فقط «وردة الشهيد» البيضاء هي التي زينت صدورنا، بل رمزيتها أعلى وأكبر، هؤلاء الشهداء من رجال الواجب الأبطال، هم الذين في قلوبنا، ندعو الله ألا يجعل الأيام والسنوات تنسينا ملاحمهم وبطولاتهم، ألا يغيبوا عن ذكرانا، وأن نتذكر دائماً أنه لولا تضحياتهم لربما ضاعت بلادنا وتاهت حقوقنا، وأضحينا مثل دول اختطفت وسرقت وعانى أهلها.
الدولة تقوم بالعديد من الأمور تجاه عوائل الشهداء، لم تنسهم، أنشأت صندوقاً داعماً لهم، وجلالة الملك بنفسه يحيطهم بالرعاية والعناية، وعلى هذا المنوال ندعو دولتنا أن تبني وتطور، حتى لا ينسى أيتام من أبناء الشهداء، ولا تترك أمور عوائلهم عرضة لتقلبات الزمان، فحق هؤلاء الأبطال علينا، دمهم ذهب من أجل الدولة، ودولتنا وملكنا أعظم من يقدر المخلصين الوطنيين، نشد على ما يفعله بوسلمان، ونحن نعلم دوماً أن أبناءه شهداء الواجب وأسرهم في قلبه ووجدانه، فجزاه الله كل الخير على ما يفعله، وشكراً له على تخليد ذكراهم وتخصيصه يوماً دائماً في تاريخ هذا البلد لهم، يتزامن مع احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية، فيوم شهداء الوطن سيظل يوم فرح نتغنى فيه بأبطالنا، وندعو لهم، وهم بإذن الله عند ربهم يرزقون. هؤلاء لم ينسوا البحرين حينما جاء نداء الواجب.. بالتالي هم من الاستحالة أن تنساهم البحرين.. هي تفخر بهم وتزف ذكراهم العطرة وتخلدها للأجيال القادمة من أبنائها المخلصين.