أمهل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المحتجين بميدان بلازا ألتاميرا في كراكاس بضع ساعات لإخلاء المكان وإلا ستقوم قوات الأمن بمهمة طردهم من هناك، ويمثل الميدان معقل المحتجين المناهضين للحكومة الفنزويلية.
وقال مادورو خلال كلمة أمام تجمع عسكري "أمهل القتلة بضع ساعات فقط كي ينسحبوا، وإذا لم يفعلوا فسأحرر الميدان بقوات الأمن"، وتوجه بتحذيره للمحتجين قائلا "أيها الشاكيز استعدوا فإننا قادمون إليكم" مشيرا بعبارته تلك إلى اسم دمية قاتلة في أحد أفلام الرعب لوصف المتظاهرين المناوئين له.
ويمثل ميدان بلازا ألتاميرا في منطقة تشاكاو الراقية شرقي العاصمة الفنزويلة كراكاس مركزا للاحتجاجات المناهضة للحكومة وما تبعها من أعمال عنف والتي بدأت قبل ستة أسابيع وأسفرت عن سقوط أكثر من عشرين قتيلا حتى الآن.
وحول المحتجون ميدان بلازا ألتاميرا قاعدة للعمليات واستخدموه كنقطة تجمع منذ أن بدأت موجة الاحتجاجات بالاتساع في منتصف فبراير الماضي.
ويشتبك في معظم الليالي مئات من المتظاهرين مع قوات الشرطة والجيش بالميدان في محاولة للوصول لأحد الطرق القريبة ومن ثم عرقلة حركة المرور.
من جهة ثانية قال الرئيس الفنزويلي في كلمته "إن اليمينيين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين أوصوا باتخاذ إجراءات متطرفة ضد حكومتي تصل إلى حد اغتيالي".
وتابع مادورو مخاطبا الرئيس الأميركي باراك أوباما "إذا كانت هذه الرسالة تصل إليك فعليك أن تعرف أنه سيكون أكبر خطأ في حياتك أن توافق على اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو".
وقتل ثلاثة أشخاص أثناء الاحتجاجات التي عمت فنزويلا الأربعاء الماضي، وواجهتها قوات الشرطة بقنابل الغاز المدمع وخراطيم المياه.
وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بشأن أسباب قتل المتظاهرين، إذ تقول الحكومة إن قناصين معارضين يقومون بإطلاق النار على قوات الأمن، بينما تقول المعارضة إن قوات الأمن تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
وتشهد فنزويلا الغنية بالنفط تدهورا في الأحوال المعيشية حاليا وتتفشى فيها جرائم العنف والتضخم ونقص السلع، الأمر الذي شكل تحديا جديا للرئيس اليساري مادورو.
وكان مادورو قد وافق الأسبوع الماضي على بدء حوار وطني، غير أن المعارضين والطلاب رفضوا المشاركة في ما وصفوه بأنه "مهزلة"، وطالبوا بإطلاق المعارض ليوبولدو لوبيز الذي أوقف في 18 فبراير الماضي بتهمة "التحريض على العنف".