في الوقت الذي توصلت فيه أوبك إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط العام الماضي جرى النظر إلي قرار استثناء نيجيريا وليبيا من القيود باعتباره مصدر خطر لجهود المنظمة لكبح تخمة المعروض من الخام. وبعد التوصل للاتفاق تعثرت بالفعل موجة ارتفاع أسعار النفط لكن نيجيريا وليبيا لا تتحملان المسؤولية عن هذا. وانخفض إنتاج البلدين منذ ديسمبر كانون الأول كما أن العنف الذي تشهداه يجعل طموحهما لزيادة الإنتاج يبدو متفائلا. وقال حمزة خان المحلل لدى آي.إن.جي "نجاح تلك التخفيضات -مهما كان الخلاف في هذا الصدد- ليس مرهونا بنيجيريا وليبيا." واتفق أعضاء أوبك ومنتجون من خارج المنظمة على خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا لمدة ستة أشهر اعتبارا من الأول من يناير كانون الثاني. وخفضت أوبك بوجه عام الكمية التي جرى التعهد بها بينما لم ينفذ آخرون التخفيضات بالكامل. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت لما يزيد عن 58 دولارا للبرميل في يناير كانون الثاني ولكنه انخفض في الوقت الحالي إلى قرابة 51 دولارا تحت ضغط من زيادة المخزونات الأمريكية وارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي. ومنذ اتفاق أوبك انخفض إنتاج ليبيا إلى 615 ألف برميل يوميا من 630 ألف برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول في الوقت الذي تتصارع فيه جماعات مسلحة للسيطرة على مواقع التصدير في شرق البلاد. وكانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يوميا في 2011. وفي نيجيريا عرقلت هجمات مسلحين على منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط الإنتاج مما أدى إلى إغلاق خط أنابيب ترانس فوركادوس منذ فبراير شباط باستثناء أسابيع قليلة. كما أثرت أعمال صيانة في حقل بونجا الذي تديره شركة شل سلبا على الإنتاج. ومن المتوقع الآن أن يبلغ إنتاج نيجيريا في مارس آذار نحو 1.43 مليون برميل يوميا انخفاضا من 1.54 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول بعدما ارتفع الإنتاج في فبراير شباط إلى 1.65 مليون برميل يوميا لفترة وجيزة. وتستهدف نيجيريا إنتاج 2.2 مليون برميل يوميا وهو المستوى الذي حققته في 2012 وفقا لحسابات رويترز. وتوقع مورجان ستانلي ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط إلى 900 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2017 بينما من المحتمل أن تنتج نيجيريا 1.6 مليون برميل يوميا في نفس الفترة. لكن البنك الأمريكي يقول إن الاضطرابات يمكن أن تعرقل المستوي المستهدف في البلدين. وقال مورجان ستانلي في مذكرة صادرة في العاشر من مارس آذار "من المحتمل أن تتزايد التوقفات المفاجئة." *صعوبة التنبؤ ويصعب التنبؤ بما سيحدث في ليبيا. ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 شهدت البلاد انقساما مع تصارع جماعات مسلحة على السلطة. وقال محللو رويال بنك أوف كندا في مذكرة "في وجود ثلاث حكومات متصارعة، ومؤسسات حكومية ضعيفة للغاية، وكثرة الأطراف المسلحة لم تعد ليبيا منتجا مستقرا يُعول عليه." وفي نيجيريا قالت مصادر بالقطاع لرويترز إن الإصلاحات في خط أنابيب ترانس فوركادوس تقارب على الانتهاء مما يمكن أن يضيف سريعا 250 ألف برميل يوميا إلى الإنتاج. لكن الهجمات أوقف تشغيل الخط بشكل متكرر وقد يحدث هذا الأمر إذا ما فشلت محادثات السلام مع المسلحين الراغبين في حصة أكبر من إيرادات النفط. وحتى إذا ما بلغت نيجيريا وليبيا المستويات المستهدفة للإنتاج - لتضيفا سويا 550 ألف برميل يوميا وفقا لأكثر السيناريوهات تفاؤلا- فإن التأثير سيظل ضعيفا مقارنة مع التحدي الذي يواجه أوبك من منتجي النفط الصخري الأمريكي الذين يزيدون طاقتهم الإنتاجية. ومن المتوقع أن تضيف شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي 79 ألف برميل يوميا من الإنتاج الإضافي في مارس آذار وحده مدعومة بارتفاع الأسعار منذ وافقت أوبك على التخفيضات ليصل إجمالي الإنتاج إلى 4.87 مليون برميل يوميا. في الوقت نفسه يلقي ارتفاع المخزونات الأمريكية بظلاله على جهود أوبك مع إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية زيادة في الأسبوع المنتهي في الثالث من مارس آذار بمقدار 8.2 مليون برميل يوميا لتصل المخزونات إلى 528.4 مليون برميل. وقال خان "بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة تقض مضاجع المراهنين على ارتفاع الأسعار."