لطالما نددت مملكة البحرين بالإرهاب، وأكدت على أنه خطر عالمي قد يطال جميع الدول، وبينت أهمية التعاون المشترك في اجتثاثه، ودعت إلى عدم التستر على الدول التي تدعم الإرهاب، والتي تزودهم بكل ما يحتاجونه من أسلحة ومتفجرات، أو تدعمهم بالتدريب المستمر في فنون القتال وإدارة الإرهاب وتمدهم بالمال أيضاً، ولطالما أكدت مملكة البحرين على أن ما تقوم به بعض الجماعات المتطرفة ليس المطالبة بالحقوق وممارسة الحريات، إنما هي كما نعلم صاحبة أجندات، قد اتخذت الدين وملف حقوق الإنسان رداء لتستتر من ورائه وتحتمي به، فالبحرين كما بعض الدول تعاني من الإرهاب وخاصة الإرهاب المستهدف من قبل النظام الإيراني.

يؤسفنا ما وقع من إرهاب في قلب لندن من قتل ودهس وطعن أمام مقر البرلمان البريطاني، الذي ربما استهدف اجتماع النواب في مجلس العموم البريطاني، وسواء كان هذا الإرهاب ينتمي إلى تنظيم الدولة أو إلى إرهاب ميليشيات النظام الإيراني، فهو إرهاب مس المجتمع البريطاني أجمع، وبث الخوف في صفوفه وشل الحركة في قلب لندن، وبالتأكيد هذا الهجوم الإرهابي سوف تتأثر به جميع فئات المجتمع البريطاني منها الأقليات المسلمة التي تعيش بسلام في المملكة المتحدة. ما يحزننا هو أن يطلق بعض من المجتمع الدولي على هذا الإرهاب الذي استهدف البرلمان البريطاني بأنه «الإرهاب الإسلامي»، فديننا الحنيف أبداً لا يدعو للعنف ولا للإرهاب ولا للتطرف، فديننا رمز للسلام والوسطية والاعتدال، ما هزه الإرهاب في قلب لندن هز به قلوبنا أيضاً لما لبريطانيا من مكانة كبيرة في نفوسنا، ولا نرتضي أبداً أن تعم الفوضى في بلاد الضباب التي لطالما احتضنتنا بحب كسائحين ومقيمين لبعض الوقت.

قبل الهجوم الإرهابي على مقر البرلمان البريطاني، كان نواب المجلس البريطاني يناقشون ملف النظام الإيراني الإرهابي والحقوقي في جلسة استماع على ما يقوم به النظام الإيراني من انتهاكات واضحة على الشعب الإيراني والأقليات التي تعيش في إيران مثل البلوش والأحواز والأكراد، بالإضافة إلى الانتهاكات الإرهابية التي تستهدف فيها الدول العربية. الحرس الثوري الإيراني كان على قائمة المناقشات المهمة في ملف النظام الإيراني الإرهابي، حيث طالب بعض من أعضاء البرلمان تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية تضعها الحكومة البريطانية ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية، لما للحرس الثوري الإيراني من دور واضح في دعم الإرهاب وتأجيج الحروب من خلال إرسال الأسلحة والذخائر إلى كل من سوريا واليمن، ناهيك عن التجنيد الذي يقوم به لبث الفوضى في الدول الإسلامية منها العراق ولبنان بجانب اليمن وسوريا. ولا يخفى على الجميع تجنيد عملاء النظام الإيراني في البحرين، وهذا الملف بالتأكيد حساس لأنه يصنف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، أي تصنيف النظام الإيراني كنظام وكيان إرهابي، وزعيم في رأس الهرم للإرهاب.

الحرب على الإرهاب لا تعني استخدام الأسلحة فقط لصده، ولكن استخدام العقل، فهو السلاح الذي سوف يجتثه من الأرض التي زرع فيها، والاعتراف بأن النظام الإيراني هو النظام الداعم للإرهاب، سوف يختصر كل القصص والتمثيليات التي تقوم بها بعض الدول التي تظهر دور الصديق بينما تستتر بالخفاء وتصافح العدو في صفقات مساندة لهذا الإرهاب. الإرهاب كما نعلم صناعة دولة عظمى زرعته لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، ولكن ما لم يكن في الحسبان أن الإرهاب بات يتمرد على صانعه، فهو يكبر ويتمدد ويقوى بمسميات كثيرة، ولم يعد يهمه أي دولة يضرب. ربما نفتقر إلى العدة والعدد والعقول للقضاء على الإرهاب، ولكن بالتأكيد نفتقد إلى النوايا الحسنة في صد هذا العدوان الإرهابي. ولا يخفي على الجميع أيضاً بأن القضاء الإرهاب ليس بالأمر السهل، فالإرهاب كارثة هذا العصر، فالطعم الذي وضع في دولنا سوف ينال كل دولة شاهدت وسمعت ولم تتكلم بل باركت هذا الطعم.