وجد الشباب الجزائري في فن الراب بديلاً للتعبير عن آرائهم ومشاغلهم وهمومهم ووسيلة لانتقاد واقع المجتمع ولفت نظر السلطات لمشاكله، حتى أصبح هذا الفن في طريقه لخلافة موسيقى الراي.

وخلال السنوات الماضية أصبح هذا الفن المتنفس الوحيد للشباب، ومن أهم وسائل التعبير وأكثرها تأثيراً في الجزائر، فبرز عدد كبير من فناني الراب وحاولوا كسر حاجز الصمت والثورة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد من خلال أغانٍ قوية وجريئة.

الفقر، البطالة ، الهجرة، الفساد، أزمة النظام السياسي، الرشوة ، المخدرات ، و الخيانة الزوجية تعد أبرز المواضيع التي يتطرق لها فنانو الراب في أغانيهم.



فريد كالاميتي

الفنان فريد كالاميتي ، اعتبر أن "الراب دخل إلى الجزائر منذ أواخر التسعينيات وتطرقت أغانيه ورسائله في ذلك الوقت إلى رفض الإرهاب و التطرف والتعبير عن التحرر، وبعد تجاوز فترة العشرية السوداء وتغيّر الأوضاع تطور وأصبح يعالج كل المشاكل التي طغت على الساحة معتمداً على ألفاظ بسيطة ولغة من الشارع، وهو ما جلب انتباه الناس لهذا خاصة فئة الشباب، واستطاع كسب جمهور واسع وجد فيه وسيلة للنقد البنّاء والتغيير".

وأضاف في تصريح لـ"العربية.نت" أن "أغاني الراب في الجزائر لا تعالج فقط المشاكل الاجتماعية أو تنتقد النظام، بل أيضاً تقوم بدور تربوي وتوعوي وتروج لرسائل إيجابية وجادة"، مضيفاً أنها "نقلت أغلب الجوانب السلبية لدى الشباب بغرض تقويم سلوكياتهم وتهذيب نفوسهم ودعتهم إلى التهدئة والصبر عند مواجهة المشاكل الصعبة في حياتهم وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة".

وبيّن #كالاميتي أنه "للابتعاد عن التضييق التي تمارسه أحيانا السلطات على موسيقى الراب، التجأ أغلب الفنانين إلى مواقع التواصل_الاجتماعي أهمها فيسبوك و يوتيوب حيث يوجد هامش من الحرية لترويج منتجاتهم ونشرها باعتبار أن هذه المواقع هي الأكثر استعمالاً لدى الشباب في الجزائر، مما مكنه من كسب قاعدة جماهيرية كبيرة".

وخلص إلى أن "فن الراب يتجه إلى أن يصبح أكثر شعبية من فن الراي ويخلفه بسبب عدم تطور فن الراي وانحصاره في مواضيع الأحلام والحب و الرومانسية مع اعتماده على الموسيقى والإيقاع أكثر باستثناء بعض الفنانين الذين حافظوا على مكانتهم، في حين أن فن الراب أصبح أقرب إلى الناس لأنه يلامس حياتهم اليومية ويعبّر عما بداخلهم، كما ينقل واقعهم كما هو".

كريم الغانغ

من جهته اعتبر الفنان كريم الغانغ في تصريح لـ"العربية.نت"، أن "فن الراب أصبح مؤثراً في صنع القرار في الجزائر من خلال المواضيع التي يتطرق لها والتي أصبحت تجلب اهتمام السلطات وتأخذها بعين الاعتبار"، مضيفاً أن هذا "الفن في تقدم وتطور وسيكون له مستقبل كبير ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة في كل المدن الجزائرية".