تلقفت المواقع الإيرانية، على رأسها موقع قناة «العالم» و«المنار» ومن على شاكلتها التي دأبت على مهاجمة البحرين، تصريحاً أصدرته جمعية «الوفاق» الانقلابية المنحلة قانونياً، تقول فيه إن «البحرين عادت لنقطة الصفر فيما يتعلق بمسألة الحقوق».

مناسبة التصريح تزامنت مع اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والذي فيه أثبت الوفد البحريني عبر مداخلاته وردوده القوية المدعمة بالأدلة والشواهد، كيف أن التضليل بالكذب يمكن أن تقع ضحيته وفريسته منظمات دولية كالمفوضية السامية.

ولأن الموقف البحريني واضح، ولأن الدعم الخليجي والعربي لا جدال فيه بشأن ما تعرضت له البحرين من محاولة انقلابية طائفية، تقف وراءها إيران، وتحركت لأجل تحقيق أهدافها الطوابير الخامسة التي تتصدرها «الوفاق»، فإن حفلات «الزار» زادت، والصراخ في القنوات الإيرانية بلغ أقصاه.

وطوال سباتها في الفترة الماضية، رغم أنها تحيك ما تحيك في الخفاء، خرجت «الوفاق» لتتحدث بنفس اللهجة الإيرانية التي تسعى فيها للنيل من البحرين، وليتها سكتت، لأن الحديث في هذا التوقيت وبهذه المضامين والنشر المقتصر على إعلام خامنئي، كله يثبت للعالم قوة موقف البحرين، وأنها تواجه استهدافاً إيرانياً لا يتوقف.

نقطة الصفر التي تتحدث عنها «الوفاق»، والتي يمحور عناصرها -بعضهم الموجودين في إيران- كلامهم بشأنها، ما هي إلا وصف ينطبق عليه بالحرف، فمن عاد إلى نقطة الصفر في مشروعه الآثم تجاه البحرين ليس إلا أنتم. من حرق سنوات طويلة من التخطيط والتدبير لأجل اختطاف البحرين، حرقها في لحظات حينما ظن أن موجات «الربيع العربي» تنطبق عليه، فاعتلى منصة الدوار وقالها بصراحة إن هدفه إسقاط النظام، فما كان منه إلا أن سقط بإرادة شعب خليجي عربي حر، الشعب البحريني المخلص لتراب بلاده، المتعاضد مع قيادته السياسية.

خذوها قاعدة أثيره، يعلو صراخهم، ويئن إعلامهم، حينما تحصل تطورات تثبت فشلهم، وتؤكد خيبة مساعيهم، وما يقومون به إلا محاولة إحياء لمخططاتهم، ومساعٍ لاستدرار عواطف الغرب والخروج بكلمة هنا وهناك.

وصلت الأمور بهم للمطالبة -كالعادة- بأن يتدخل الأجنبي في بلادنا، أيا كان طبعاً، وهذا الكلام بنصه الصريح لا تجدون من ينشره إلا الإعلام الإيراني، الذي يمضي لتنفيذ سياسته بدعم ونشر ما يصدر عن عملائه.

الخيبة مكتوبة لكل من خان بلاده، فليس البحرين قابلة اليوم بأن تضيع وقتها المفترض أن يستغل في عمليات التطوير والتحديث، ليست مستعدة لتضيعه بالاستماع لانقلابيين، أو منحهم صفة تخولهم الجلوس مع الدولة والشعب والحديث عن حوارات وتفاهمات، إذ فرص إثبات حسن النوايا، والتأكيد على الانتماء للبحرين منحت لكم مرات ومرات، لكن الخائن والحاقد والكاره والانقلابي لا يفيد معه كل ذلك، فهدفه سرقة مقدرات الوطن والتحكم في مصيره.

حكمهم مثل حكم إيران ولية نعمتهم، والتي شخص حالتها بكل وضوح ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلته أمس الأول. فحينما سُئِل عن إمكانية فتح حوار مع إيران، كان رده حاسماً وواضحاً ومنطقياً، كيف أجلس وأتحاور مع جهات تضمر لي الكره، وتعلن عن سوء نواياها، وتعمل جاهدة ضمن مخططات آثمة لاستهدافي واستهداف أشقائي في مجلس التعاون الخليجي، وتمارس صناعة الإرهاب وزراعة العملاء والخلايا النائمة والمتحركة؟! هؤلاء لا تتخاطب معهم إلا بلغة القوة والحزم، وأذيالهم لا يتحاور معها إلا تطبيق القانون الصارم، فلا مكان لإرهابي ومحرض وخوان على مائدة حوار أو نقاشات، هذه الطاولات هي للوطنيين المخلصين، الذين إن جلسوا عليها كان همهم صالح بلادهم، وكانت نقاشاتهم وحتى انتقاداتهم مرتكزة على كيفية تطوير منظوماتهم وإصلاح عملياتهم.

نقطة الصفر هي أنتم، فكروا فيها جيداً، بفضل الدولة ومشروع جلالة الملك الإصلاحي أين كنتم، وبسبب عمالتكم لإيران وخيانتكم للوطن أين صرتم؟!

الصفر لكم ولا لأحد غيركم.