حسن الستري

أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، أن التكنلوجيا الرقمية تلعب اليوم دوراً مهماً وفاعلاً في كبريات الاقتصاديات العالمية، حيث دخلت بقوة في عالم المال والأعمال وباتت رقماً صعباً في المعادلات الاقتصادية الدولية، كما أصبحت منافسة للوظائف التقليدية، ما يحتم على صناع القرار وضع العلوم التكنولوجية ضمن أولويات السياسات والاستراتيجيات المستقبلية، لمواكبة هذه الطفرة التقنية الهائلة والمؤثرة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في العالم.

وأناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وزير العمل والتنمية الاجتماعية لحضور حفل افتتاح المؤتمر الخامس عشر للمنظمة العالمية للتنمية المستدامة بعنوان "التكنولوجيا الرقمية: نحو تنمية مستدامة" بمشاركة 120 باحثاً من أكثر من 22 دولة.



وأكد وزير العمل، أن رعاية صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء هذا المؤتمر العالمي، يعكس اهتمام سموه البالغ بضرورة الاستثمار الأمثل للتكنلوجيا الرقمية والاقتصاد المعرفي، واستقطاب الاستثمارات في هذا القطاع المتنامي، لتنويع مصادر الدخل بما يحقق أهداف التنمية المستدامة في مملكة البحرين.

وأضاف حميدان أن اختيار المنظمة العالمية للتنمية المستدامة البحرين لاستضافة هذا المؤتمر، وللمرة الثانية، يعكس ما تحظى به المملكة من سمعة في تنظيم المؤتمرات والفعاليات العالمية، فضلاً عن اهتمام الحكومة الموقرة بالتنمية المستدامة على مختلف الأصعدة وفي شتى القطاعات.

وأكد حميدان أن حكومة مملكة البحرين، وانطلاقاً من حرصها على التنمية المستدامة في مجال التكنلوجيا الرقمية اتخذت العديد من المبادرات لإنشاء منظومة تقنية متكاملة من خلال تأسيس بنية تحتية الكترونية متقدمة في مختلف القطاعات، إضافة إلى إعداد كوادر وطنية لإدارة نظم المعلومات والتقنية عبر تدريب مهني متطور، على ضوء توجه سوق العمل نحو الصناعات الرقمية، وتغيير نمطية الوظائف التي تتطلب مهارات مهنية وتقنية تختلف عما كانت عليه قبل سنوات.

وبين حميدان أن القضاء على الفساد من أولويات العمل الأهلي والحكومي، وهناك جهات رقابية وهناك جهات متابعة تضمن شفافية سير العمل بما يضمن تلافي التجاوزات والفساد والأخطاء، معرباً عن أمله الخروج بتوصيات مهمة خاصة في ظل وجود نخبة متميزة من العلماء والمفكرين وصناع القرار لمواجهة التحديات التي تفرضها النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية.

فيما أشاد الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية ورئيس مجلس الأمناء البروفيسور عبدالله الحواج بالرعاية الكريمة للمؤتمر من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، قائد التنمية المستدامة، ومفجر الهمم والطاقات، ومحفز الأمم والشعوب والمنارات.

وأكد الحواج أن البحرين تقدمت بفضل إيمان قادتها خطوات مشهودة في التنمية القائمة على التراكم والتراتب والتتبع الحثيث، منوهاً إلى أن الجامعة الأهلية أخذت على عاتقها منذ انطلاقها في عام 2001 مسؤولية المشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع بوصفها جزءاً أصيلاً من رسالتها، مشيراً إلى حرص الجامعة على أن تكون في طليعة الجامعات التي تساهم في تأكيد الانطباعات التنويرية عن رسالة التعليم، وتوطين المعارف، لكي يصبح للنكهة الأصيلة ذلك التلاحم والارتباط مع الاجتهادات المعاصرة.

وذكر: "أن سمو رئيس الوزراء بحسه التقدمي الفارق، وإيمانه الوطني القويم، يحثنا دائماً على ربط التنمية بالأمن، وعلى التخطيط العميق من أجل الارتقاء بالإنسان، والتدوير المبرمج لاستراتيجيات النماء بمفهومها الأممي الشامل، وبشخصيتها العربية الخالصة، لذلك حصد سموه الجوائز والتقديرات من مختلف الهيئات والمؤسسات الدولية الفاعلة، وعلى وجه الخصوص في مجال التنمية المستدامة".

رئيس المنظمة العالمية للتنمية المستدامة البروفيسور علام النور أحمد أكد "إن المؤتمر يعالج عدة موضوعات نعتبرها من الأهمية بمكان منها: الثورة الرقميّة لنظم المعلومات وتأثيراتها، وسياسات المدن الذكية، وتحسين الأداء في القطاعين العام والخاص. إضافة إلى ذلك وضع استراتيجية نحو معالجة راشدة للغلو والإرهاب والتطرف في سبيل استدامة التعايش السلمي بين كافة ألوان المجتمع".

وأشاد أحمد بالدور الذي تضطلع به مملكة البحرين في احتضان لقاءات العلم والمعرفة، ومواكبة التطور الذي يكتنف العالم، شاكراً الجامعة الأهلية، لما حققته في فترة وجيزة من تفرد في الأداء الأكاديمي والعلمي، ولما نجحت فيه من استقطاب نخبة متميزة من أكفأ العلماء فضلاً من كافة أنحاء العلم والتي لولاها -من بعد الله تعالى- ما كان لهذا اللقاء العلمي أن يخرج بهذا الثوب، والحلة القشيبة. وفي الختام كرم وزير العمل المشاركين بالمؤتمر.