الرياض - (وكالات): عقدت قمة بعد ظهر السبت في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود والرئيس الامريكي دونالد ترامب بحضور كبار مسؤولي بلديهما، وتخللها الاعلان عن توقيع عقود تسلح بقيمة 110 مليارات دولار. وقد بدأ ترامب السبت زيارة الى السعودية هي الاولى الرسمية له الى الخارج منذ تسلمه منصبه في يناير الماضي في اطار جولة ستقوده الى الاراضي المحتلة ثم الى اوروبا. وحظي باستقبال حار في المملكة. وقال مسؤول في البيت الابيض ان عقود التسلح للسعودية تشمل تجهيزات أمريكية وخدمات صيانة لتعزيز قدرات المملكة ودول الخليج في مواجهة "التهديدات الايرانية". وأوضح المسؤول ان ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون "سيحضران حفل توقيع (...) لنحو 110 مليارات دولار من مبيعات الاسلحة" الى السعودية. وأشار الى ان مبيعات الاسلحة تشمل معدات دفاعية وخدمات صيانة "تدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج على المدى الطويل في مواجهة التهديدات الايرانية". في طهران، في الوقت ذاته، كان يتم الاعلان رسميا عن إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لولاية ثانية وهو الرئيس الذي أبرم مع الولايات المتحدة الاتفاق النووي التاريخي. وتتهم السعودية جارتها ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة. وتجد الرياض في ادارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من "التدخلات الايرانية"، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الادارة اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ اجراءات بحق طهران. وتقود الرياض في اليمن المجاور منذ مارس 2015 تحالفا عربيا لدعم الشرعية والرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران. من جهة ثانية، قال المسؤول الامريكي ان مبيعات السلاح تهدف ايضا الى "تعزيز قدرات المملكة في المساهمة في عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة، ما يخفف من الثقل الملقى على القوات الامريكية في تنفيذ تلك العمليات". ورأى ان الاتفاق على المبيعات "يظهر التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع السعودية والشركاء الخليجيين، واتاحة فرص إضافية للشركات الامريكية في المنطقة وخلق عشرات آلاف الوظائف الجديدة في قطاع الصناعة الدفاعية الامريركية". وأعلنت شركة "جنرال الكتريك" الامريكية السبت توقيع عقود ومذكرات تفاهم أيضا بقيمة 15 مليار دولار مع السعودية في اليوم الاول من زيارة ترامب. وقالت الشركة التي تتخذ من بوسطن مقرا ان العقود وقعت بحضور العاهل السعودي والرئيس الامريكي، مع وزارة الطاقة وشركة "ارامكو"، عملاقة النفط السعودي وجهات حكومية سعودية اخرى.

وبدأت القمة بعد ساعات على وصول ترامب السبت الى السعودية في بداية أول جولة خارجية له. وجلس الملك سلمان وترامب وجها لوجه بين أعضاء الوفدين حول طاولة مستطيلة في قصر اليمامة الملكي. وقبيل بدء المحادثات، كتب العاهل السعودي في تغريدة على تويتر "نرحب بفخامة الرئيس الامريكي (...) في المملكة. ستعزز زيارتكم تعاوننا الاستراتيجي، وستحقق الامن والاستقرار للمنطقة والعالم". وكتب ترامب من جهته على حسابه الشخصي على تويتر "شعور رائع ان أتواجد في الرياض". وكانت طائرة الرئيس الامريكي "اير فورس وان" حطت في مطار الملك خالد. ونزل ترامب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا. وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء. وخصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الامريكي. ووصفت وسائل الاعلام السعودية زيارته بـ "التاريخية". وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والامريكية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".

وكان الملك سلمان دعا الى "شراكة جديدة" بين الولايات المتحدة والدول العربية والاسلامية التي سيشارك العشرات من قادتها في قمة تستضيفها الرياض الاحد ويحضرها ترامب. وسيلقي الرئيس الامريكي امام القمة خطابا يشدد فيه على "آماله" بـ "نظرة مسالمة" للاسلام. وكان سلفه اوباما ألقى قبل 8 سنوات في جامعة القاهرة خطابا دعا فيه الى "انطلاقة جديدة" بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم اجمع، "انطلاقة اساسها المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل".