جددت افتتاحيات الصحف السعودية ومقالات الرأي بها التأكيد على أن مسؤولية تداعيات قرار قطع العلاقات الخليجية مع قطر يعود بالأساس إلى ممارسات الدوحة غير المسبوقة بحق جيرانها، وأنه لا يمكن القبول باستمرار الأذرع الإعلامية التابعة لها إيهام الشارع القطري بأن هناك محاولة للانتقاص من سيادة بلادهم أو التأثير على استقلالية صنع القرار فيها.

وأشارت إلى أن الشعوب الخليجية كلها على قلب رجل واحد مع الشعب القطري، بيد أن قرار قطع العلاقات، إضافة إلى أنه كان ضروريا، فإن الغرض منه وقف سلوكيات الدولة القطرية العدائية تجاه الشعوب المجاورة، وليس معاقبة الأشقاء في قطر الذين يملكون الوعي والإدراك بحقيقة الممارسات التي ستودي ببلادهم موارد الهالكين، وما زالت تنتهجها دوائر صنع القرار هناك، معتبرة أن هؤلاء القطريين الواعين يُعول عليهم في الفترة القادمة العمل بكل جهد ممكن لإثبات حقيقة انتمائهم وهويتهم وعمقهم الخليجي.

من ناحيتها، أكدت صحيفة الرياض في كلمتها أنه لم يرد أحد في دول مجلس التعاون أو حتى في الدول العربية أن تصل الأمور في العلاقات مع قطر إلى ما وصلت إليه، مؤكدة أنه لا يمكن الرضا باستمرار اختطاف القرار القطري، وأن على قطر إثبات حسن نواياها بأن تلفظ ممن أرادوا استغلال ثرواتها لتحقيق مآربهم.


تجاهل قطري

ورأى فضل بن سعد البوعينين بصحيفة الجزيرة أن حكومة قطر لم تستوعب حجم الكارثة الاقتصادية؛ والعزلة الدولية المتوقع حدوثها؛ معتبرا أن استمرار التجاهل القطري لأصل القضية يعني رفضها الالتزام بالحلول المطروحة؛ واصطفافها في صف أعداء الأمة؛ ما قد ينذر باتخاذ إجراءات دولية أكثر تشددًا وإيلامًا.

واعتبر نبيل عمرو بصحيفة الشرق الأوسط أن الملهاة بدأت حين أصاب دولة قطر فيروس التطلع للعب دور كبير، ورأى أن الحصار والعزل سوف يتواصل مترافقاً مع فاتورة فيها بنود متعددة خلاصتها أن تعود قطر لحجمها الحقيقي وتمتثل بالمطلق بقواعد التعامل مع دول الاعتدال، وإلا فلا بد أن توجد وسيلة لتغيير حاسم في النظام من داخل البيت القطري.

وكتب علي الصراف بصحيفة الجزيرة إن «صناعة القرار» في قطر تخطئ لو ظنت أنها تستطيع أن تحصل على حماية أفضل من الحماية التي يوفرها مجلس التعاون، كما أنها تخطئ لو ظنت أنها تستطيع أن تعيش حياة طبيعية بمعزل، أو بالضد، أو بمناكفة، أي طرف خليجي آخر.

وتساءل محمد الحرز بصحيفة اليوم أليس من الحكمة أن تراعي الحكومة القطرية المصير الحتمي المشترك لدول الخليج، مؤكدا أن بناء الدولة الحديثة والقوية لا يأتي إلا عن طريق سياسة واضحة وواثقة من نفسها، لا تعتمد على خطابين مزدوجين كالسياسة القطرية، بل على خطاب ثقة متبادلة يقوم على مبادئ وقيم تربى عليها الشعب الخليجي كالمحبة والتسامح والكرم والتعاون.

وأكد د.علي القرني بصحيفة الجزيرة أن ما تحتاجه قطر الآن وفي كل وقت هو أن تصحو غدا لتتعرف على محيطها الخليجي، قبل أن تبحث عن محيط بعيد عنها، وتعلم أن قطر هي جزء ويجب أن تكون جزء من المنظومة الخليجية، ولا يجب أن تغير من جلدها لتتواءم مع الغير من الخصوم والأعداء المتربصين بمصالح دول الخليج العربية.

تسونامي اقتصادي

وقال حسين شبكشي بصحيفة الشرق الأوسط إن ما ستتعرض له قطر هو تسونامي اقتصادي سيزلزل قواعدها المالية، وستكون نتائجه الأولية ارتفاعاً حاداً جداً في تكلفة الإنتاج، فضلا عن ربطها بتمويل الإرهاب، والذي سيدخل الدولة وشركاتها تحت لائحة الترقب والفحص ما سيعصف بتصنيفها الائتماني، وتجعلها أقل جاذبية وتنافسية للاستثمار.

وكتب خالد بن حمد المالك بصحيفة الجزيرة عما يُسمى إعلام الظل الذي تموّله قطر، وتستخدمه في تحقيق أهدافها، بعد أن فقدت قناة الجزيرة مصداقيتها، مشيرا إلى أن هذا الإعلام الرخيص يقوده عزمي بشارة الإسرائيلي من أصول عربية.

وأكد محمد العصيمي بصحيفة اليوم في رسالة للإعلام القطري أن أقسى ما على الخليجيين، بدون استثناء، أن يضار مواطن خليجي بأي صورة من الصور. وأشار إلى أن النظام القطري وليس غيره هو من قطع كل سبل التواصل للأرحام وغير الأرحام على مدى أكثر من عشرين سنة.

وكتب سمير عطا الله بصحيفة الشرق الأوسط عن تجربته مع قيادات البحرين، خاصة أبان أزمة الخلاف الحدودي مع قطر، مشيرا إلى أنه كلما مضت البحرين في الوداعة التي عُرفت بها في قضية جزر حوار، ازدادت الدوحة تعالياً. وأكد: لم يعامل بلد عربي بلداً آخر كما عاملت قطر البحرين. ولم يرد بلد بالوداعة التي ردّت بها البحرين. ومع ذلك، لم تغلق الدوحة الصفحة، ولا فتحت صفحة جديدة.

وذكر جاسر عبدالعزيز الجاسر بصحيفة الجزيرة أنه إذا أراد من يسعى للوساطة أن يبدأ وساطته بالطلب من دولة قطر أن تنسجم مع محيطها الخليجي العربي، وأن تكون وفية للقيم الإسلامية والعربية، وأهل الخليج من العرب المسلمين، مسالمين وطيبين ألا يتدخلوا في شؤون غيرهم وألا يدعموا الإرهاب وألا يحرضوا الأبناء على أهلهم، والشعوب على قادتها.

مراهقات قطر

وأشار أمجد المنيف بصحيفة الرياض إلى أن مراهقات قطر وحماقاتها لا علاقة للشعب القطري بها، وأن الشعب القطري واعٍ ومدرك، مشددا على أن الداخل القطري قبل خارجه يدرك أن حكومة قطر قررت القفز من أحضان الخليج إلى أحضان الملالي، وأن تتجاهل كافة المعاهدات والسياسات والروابط والعمق الاستراتيجي والمجتمعي.

ورأى فهد عبدالله العجلان بصحيفة الجزيرة أنه لم يكن أحد في الخليج يتمنى أن تصل الأمور بين دول التعاون وحكومة قطر إلى ما وصلت إليه. واعتبر أن قطع العلاقات والإجراءات الاقتصادية ضد دولة قطر تمثل قناعة دولية بخطورة الدور القطري في تمويل ودعم الإرهاب بالمنطقة.

ورأت منى يوسف حمدان بصحيفة المدينة أن قرار قطع العلاقات مع قطر لم يكن مستغربًا، بل كان متوقَّعًا؛ خاصة أنها دولة مارقة اختطفها نظام الملالي في إيران، ولابدَّ أن تتم محاسبتها، وكفّ يدها عن الأذى بجيرانها، والحد من خطرها.

وأشار د.عبدالرحمن الشلاش بصحيفة الجزيرة إلى أنه كان مؤلمًا أن يدفع الشعب القطري ثمن سياسات حكومته العدائية. وذكر بأن الشعب القطري شعب نبيل ومثقف ومدرك أن مصلحته تكمن في علاقته بجيرانه لذلك لن يكون هذا الشعب محل مزايدة من أحد.

وتابعت لمياء باعشن بصحيفة المدينة الحديث بالتأكيد على أن سياسات قطر الخارجيَّة تقومُ على كتلة من التناقضات الصارخة. وتساءلت كيف يمكن لقطر أن تضع أمريكا، وإسرائيل، وإيران، وحزب الله، وحماس، والإخوان، والحشد الشعبي العراقي، وجبهة النصرة، والعرب، والخليج، في موضعٍ واحدٍ غير حياديٍّ؟

وقال د.عبدالمحسن بن وني الضويان بصحيفة الجزيرة إن حكومة قطر تجنح إلى رسم سياسات غريبة وربما عدوانية ضد دول المنطقة بأسرها، وذهبت إلى دعم جماعات مسلحة وميليشيات متطرفة وظفتها دول مارقة مثل إيران التي تستخدم الجماعات الإرهابية مخلب قط وأذرع فتنة هدفها الرئيسي زرع الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار.

وبيَّن سلمان بن محمد العُمري بصحيفة الجزيرة أن ثمة فارقا قد يبدو طفيفاً بين الحرية والفوضى، وخيطاً رفيعاً بين الحوار الهادف البناء وتفاعل الآراء وبين إثارة العداوة والبغضاء والفرقة والفتن تحت دعاوى زائفة، مشيرا إلى أن (قناة الجزيرة) أثبتت زيفها من خلال التركيز على بعض الأحداث وتجاهل الآخر.