السنون وتعاقب الأيام كفيلة بأن تكشف معادن الناس، وتتضح مع مرور الوقت ملامح من يقف معك ومن يخاف عليك، ومن يجاملك ومن يطعنك في الظهر، وعلى كثر ما مرت به منطقتنا العربية من حروب ونزاعات وتآمر وخداع تبقى بعض الدول هي ملاذك وهي سكنك وهي عزوتك ما تبدلها قسوة الأيام، فالذهب يبقى معدناً نفيساً لا يتغير ولا يصدأ بل يقاوم كل ما حوله ليبقى الذهب معدناً لكل زمان، وها هي المملكة العربية السعودية مواقفها ثابتة إزاء القضايا العربية والإسلامية لا تتبدل ولا تتلون، يتعاقب ملوك المملكة في حكمها فلا تتغير سياسة من ينتهج كلام الله وسنة رسوله، نوراً وهداية في الحكم والتعامل.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، يؤكد على أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة يحمل هموم الأمة وهو من كل خير لها قريب وهو الذي بمبادراته سيعزز أمنها واستقرارها وسيقوي وحدتها وترابطها» هذا التأكيد والإيمان بدور خادم الحرمين الشريفين على وحدة بلادنا وشعوبنا العربية والإسلامية، جاء من مواقف عظيمة شهدها العرب والمسلمون بدور المملكة العربية السعودية وملوكها السابقين رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ودور الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، ومساعيه لحفظ السلام والاستقرار في المنطقة، ونهجه السوي وتعامله بحب لأوطان العرب والمسلمين وإخلاصه لله عز وجل، كل ذلك كان منبعه الأساس القوي المتين الذي تربى عليه من آل سعود الكرام، وأنهل من مدرسة الحياة وما خاضه مع من سبقه من ملوك المملكة في مجال الحكم والسياسة والقيادة وفن الإدارة.

لا أحد ينكر مواقف أسود المملكة العربية السعودية المشرفة وحكمتهم في التعاطي مع كل أزمة تمر بها المنطقة، فالملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله شهد الكثير من الأحداث التي أثبتت للعالم قوة وحنكة من يقود الأمتين العربية والإسلامية عندما أعلن من غير تردد بقطع النفط عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل، وموقفه الثابت مع القضية الفلسطينية.

الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، دعم العمل الخليجي لقيام مجلس التعاون الخليجي من أجل أمن واستقرار المنطقة لتحقيق الوحدة والمصير المشترك نحو القيادة الحرة لدول مجلس التعاون.

كما شهد العالم وقوف المملكة العربية السعودية الثابت بجانب دولة الكويت الشقيقة إزاء احتلال العراق، والفزعة الخليجية كان يقودها الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، ومقولته الشهيرة «الكويت والسعودية بلد واحد نعيش سوى أو نموت سوى» دليل على المصير الواحد المشترك في السراء والضراء لدولنا الخليجية.

أما مملكة البحرين أبداً لا تنسى مواقف المملكة العربية السعودية وموقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، خاصة أيام المؤامرة الكبرى على مملكة البحرين في 2011، وكيف ساند رحمه الله قيادة وشعب البحرين من هذا التآمر القذر الذي تبينت لنا هذه الأيام خيوط، أسفنا كثيراً، كانت تحاك في الظلام بدهاء من دولة حسبنا مصيرنا معها مشتركاً في الشدة والرخاء، أبداً لا ينسى الشعب البحريني مواقف الملك عبدالله رحمه الله ووقفته ضد كل من يهدد استقرارنا وأمننا، واليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وألبسه لباس الصحة والعافية يقف بثبات مع الحق ضد من يريد بأمتنا الفوضى والهلاك، ويحمل لواء العزة لنا، نعم الملك سلمان ملك الحزم يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية ويحمل هم دول مجلس التعاون حتى تبقى في ترابطها وتعاضدها، ويشد على من تسول له نفسه بأن يتخذ من الأعداء حصناً وملاذاً لهلاك الدول التي تعيش بسلام واستقرار، أو أن يتخذ من الإرهاب سلاحاً للاستعلاء وبسط السيطرة والنفوذ في المنطقة. المملكة العربية السعودية هي قائدة الأمة العربية والإسلامية للخير والصلاح فهي الشقيقة والصديقة والحليفة على مر العصور، وستبقى المملكة بإذن الله شامخة وعــالية وقــائدة لا يسبقها أحد.