نقل المرشدون السياحيون البحرينيون بجمعية تاريخ وآثار البحرين تجربة واقعية لرحلة استخراج اللؤلؤ خلال حفل اليوم البحريني ضمن رحلة تحت شعار "من لؤلؤ البحرين إلى تونس الخضراء"، والتي لاقت إعجاب الحاضرين، بل وأسست لإقامة معرض تاريخي تراثي مشترك بين البلدين، بل وتساهم في نقل التراث البحريني وجذب السواح من دول المغرب العربي.

وأشار رئيس أصدقاء دلمون والممثل الإقليمي لاتحاد المرشدين السياحيين العرب، ميرزا النشيط الثلاثاء، إن فعالية فلق المحار الحي في مجتمع يسمع الكثير عن اللؤلؤ لكنه لا يعرف الكثير عن معاناة الغوص على اللؤلؤ والبحث عنه، إنها تجربة ذات نقلة نوعية في عالم الترويج السياحي لثقافة التراث المادي، وهو أحد المهام الرئيسية المسندة للمرشد السياحي في نقل موروث الأجداد إلى العالم الخارجي، حيث إن المرشد السياحي هو خير سفير لبلده.



وذكر إن اللؤلؤ ممكن أن يلعب دوراً كبيراً في الترويج للسياحة القادمة إلى البحرين عندما يكون جزءاً من برامج التسويق السياحي واستثماره كمصدر جذب يدهش السياح وترقب فلق المحارة هي "لحظة الحظ" تجتمع فيها كل الأحاسيس، وكانت هذه الفكرة ناجحة جداً واستحوذت على اهتمام الحضور وقد حصلنا على 17 لؤلؤة من مجموع ألف محارة أكبرها في حجم حبة العدسة حصل عليها المحظوظين من المشاركين، كما تم توزيع هدايا تذكارية من أكواب وقمصان وميداليات جميعها تحمل شعار مملكة البحرين.

وتعتبر تونس من الدول العربية المتقدمة في مجال السياحة وفي مهنة الإرشاد السياحي، وهي عضو مؤسس في الاتحاد منذ 2004 ضمن 14 دولة عربية، ويتحلى المرشدون فيها بثقافة تاريخية غزيرة بسبب التنوع التاريخي الموجود لديهم من فترة ما قبل التاريخ ومروراً بالإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وحتى العصر الإسلامي، وتستغرق الدراسة الأكاديمية 4 سنوات للتخرج كمرشد سياحي أكاديمي.

وتضمن برنامج الرحلة عقد لقاء مع المرشدين التونسيين استعرض فيه تجربة الإرشاد السياحي التونسية منذ تأسيسها حتى اليوم حيث وصل عدد المرشدين 1000 مرشد مرخص في شتى المجالات كسياحة الغطس والسياحة البيئية والجبلية والتاريخية.

وقدم رئيس لجنة الآثار والدراسات بجمعية تاريخ وآثار البحرين د.عبدالعزيز صويلح محاضرة ضمن برنامج الرحلة تحت عنوان "تاريخ وآثار حضارة دلمون" وقد سلط الضوء على دورها الحضاري وموقعها الجغرافي وارتباطها التجاري مع الحضارات المعاصرة الأخرى كحضارة ماجان وحضارة وادي السند وسومر وأكاد وصور والفيلكة، وتحدث عن الملامح التاريخية لتعاقب الحضارات على مملكة البحرين.

وساهمت وزارة السياحة وجمعية الأدلاء السياحيين في تونس بإثراء برنامج الزيارات الميدانية للمرشدين البحرينيين، والاطلاع عن قرب على المعالم التاريخية والسياحية والتي تضيف إلى تجربة المرشدين في ربط التقارب الحضاري بين الشعوب خلال الإرشاد السياحي، كما تساعد إلى حدٍ كبير المرشدين ومكاتب السفر والسياحة في الترويج إلى تونس كمحطة سياحية تستحق الزيارة لما تتميز به من تنوع كالسياحة العلاجية والقرى التراثية كمدينة سيدي بوسعيد والمدينة العتيقة والجوامع الإسلامية كجامع قيروان والمسرح الروماني ومتحف باردو للفسيفساء، بالإضافة إلى الأسواق الشعبية التي تزخر بالمنتجات التقليدية الجميلة.