قبل يومين وتحت عنوان «استتب الأمن.. فتحركت المشاريع» كتبت هنا ما مفاده بأن هناك حركة إيجابية ومتسارعة لدى الحكومة باتجاه حل كثير من الهموم، والنهوض بالمشاريع، والتعامل السريع مع ملفات تحتاج لحلحلة لأنها تمس المواطن في معيشته.

وشددت على منظومة الأمن والتنمية، وكيف أن العلاقة بينهما لازمة لا تنفك، إذ كل عمليات النهوض والتطوير لا بد وأن تتوفر لها البيئة المستقرة، التي تمكن الحكومة من العمل بتركيز على الجوانب التنموية، بعيداً عن الانشغال والتركيز على الملف الأمني، لا لأن الأخير ليس مهماً، بل هو العصب الرئيس، لكن لأن البحرين وصلت لمرحلة متقدمة جداً في محاربة الإرهاب وكسر شوكته ودحر المحرضين، وثبتت دعائم الأمن والاستقرار والقانون طبعاً.

هذا الكلام الذي كتبناه، سمعناه أمس بكل وضوح من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في مجلسه العامر.

حديث سموه ركز على هذه الجوانب التي وفقنا في الإشارة لها قبل يومين، من أن البحرين اليوم بعد بسط سيادة القانون ودحر المخططات الآثمة، لا بد وأن تركز بشكل كلي على عمليات النهوض والبناء.

الأمير خليفة بن سلمان رجل بناء وتعمير وتطوير، هو علمنا مراراً في مدرسته الإدارية بأن الحياة مراحل، وفيها أولويات، وكل أولوية بحسب تراتبيتها تجر وراءها الأخرى، ففن الإدارة يعتمد على المنظومة والتي تفرض عليك ضرورة الاهتمام بالأهم ثم المهم، لكن دون إغفال لكل مرحلة، فهي لم تتحول إلى مرحلة إلا لما لها من أهمية.

أقول إن الأمير خليفة علمنا كيف يكون التعامل بحس وطني وبدافع الانتماء والولاء للوطن، حينما تلم بنا الملمات، كيف يكون الثبات والدفاع عن بلادنا، وأن الأمن أساس بناء المجتمعات.

لكن الحياة ليست كلها حروباً، فالأخيرة تنتهي، والمنتصر فيها هو من يكتب التاريخ، والمولى عز وجل بفضله ومنته، وبإكرامه لقيادة البلد وشعبها المخلص كتب لنا دحر العدو الكاره، والخائن الغدار، وبقيت ذكريات تلك المرحلة الصعبة دروساً نتعلم منها للمستقبل، فبعض الأخطاء التي حصلت جعلتنا نتألم، خاصة عمليات التساهل مع المتلون والخائن والسماح للطوابير الخامسة بالتغلغل السلس في المفاصل بدعم الداعمين.

لكن وقت الحرب حرب، ووقت السلم سلم، وخليفة بن سلمان أول من طبق هذه المعادلة، فبعد أن تصدت البحرين وهو في صدارة شعبها لأطماع الشاه الإيراني، اتجهت البوصلة اتجاه التنمية والتعمير والتطوير، فحدثت المنظومات وزادت الخدمات وارتقت أعمال الحكومة بما عاد بالنفع على الناس. أمس في مجلس سموه قالها بوضوح إن المرحلة القادمة لا بد وأن تكون «التنمية» شعارها، علينا أن نهتم بالداخل أكثر، أن يركز المسؤولون على هموم الناس، وأن يسارعوا لوضع الخطط والاستراتيجيات التي تطور مختلف المواقع في البحرين، والتركيز على الارتقاء بالبيئة الخدمية، وكيف أنه شخصياً يتابع كل الأمور ولا يقبل بأي تأخير أو تعطيل في المشاريع التي تعود بالنفع على الناس.

حين يتحدث رجل التنمية، لا بد وأن يستمع الجميع، خاصة وأن التاريخ يشهد لخليفة بن سلمان على امتداد العقود في شأن التنمية والتطوير، وفرضت جهوده ومساعيه الاحترام الدولي لها، وتحصلت على الأوسمة والتقدير الأممي والعالمي.

أكرر ما قلته قبل يومين، وهو ما أكد عليه سمو الأمير في مجلسه يوم أمس، البحرين اليوم عليها التركيز في التنمية والتطوير والعمل لخدمة الناس اجتماعياً ومعيشياً، فملفاتنا الأمنية الساخنة نجحنا في التعامل معها والأمن القومي مستتب ولله الحمد.

ووسط مشوار التنمية والعمل لأجل الوطن والمواطن، إن ظن عابث ما بأن الدولة والحكومة ستعطيه المساحة ليعيد ترتيب صفوفه ليضرب ويستهدف من جديد، ليتذكر فقط بأن هناك عيوناً ساهرة أيضاً ترصده وأيادي من حزم ستتصدى له كما هو شأنها دائماً، فإن عدتم عدنا.