إذا كنا نؤمن بالشفافية وحرية الرأي والتعبير فعلينا أن نتقبل آراء الآخرين بصدر رحب سواء كنا نتفق معها أو نختلف من منطلق الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية..

أما أن نحجر الرأي الآخر ونجرد صاحبه من الوطنية هكذا بجرة قلم فقط لأنه لا يتفق مع رأينا أو مع توجهاتنا فهذا خروج سافر على الشفافية وحرية الرأي والتعبير وهو ما يجب أن نترفع عنه..

الوطنية أكبر بكثير من أن نختزلها في آراء الناس وتعبيراتهم الشخصية، فليس كل من ينتقد وضعاً - يراه من وجهة نظره بأنه وضع خاطئ – نعتبره خائناً ونجرده من وطنيته، وليس كل من يختلف مع الآخر في وجهة النظر نضعه خارج إطار الانتماء للوطن!

ليس هكذا تصنف الوطنية وليس كل من يسير مع التيار ويتخذ من التهليل والتطبيل والتزمير أسلوباً هو من يصنف وطنياً أميناً وحريصاً على مصالح الوطن!

أبداً ليست هذه معايير الوطنية بل هي معايير من يريدون أن يفصلوا الوطنية على مقاسهم الشخصي ليتباهوا بالوطنية على حساب الآخرين وهؤلاء أقرب إلى المنافقين - والعياذ بالله - الذين ما أن تمس مصالحهم الشخصية إلا وانقلبوا على أعقابهم!

دعونا نعمل بعقلية العصر ونسمي الأشياء بمسمياتها ونتعامل مع الرأي الآخر بنوايا حسنة لا بنوايا سيئة إذا كنا فعلاً ننشد حرية الرأي التي كفلها لنا الدستور.

هي وجهة نظر شخصية تنطبق على مختلف القطاعات ومن بينها القطاع الرياضي الذي ننغمس فيه نحن معشر الإعلامين الرياضيين الذين يستوجب علينا أن نكون أول من يحترم آراء الآخرين مهما تباعدت مسافات الاختلاف بيننا وبينهم، كما يستوجب علينا أن نكون أكبر من أن نقحم الوطنية فيما لا يعنيها لأننا وبكل بساطة لسنا في مواقع من يقيم وطنية الآخر!..