لا يوجد ما يؤكد على أن هناك ترتيبات قد تفضي إلى تسلم الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني «شقيق الشيخ أحمد بن عبد الله آل ثاني حاكم قطر حتى العام 1972 والذي تم الانقلاب عليه من قبل ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، والذي برز اسمه إثر سعيه لتسهيل نقل الحجاج القطريين حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية ثم زار خادم الحرمين الشريفين في مقر استراحته بالمغرب والذي استجاب لطلبه وأمر بفتح المنفذ البري مع قطر لدخول الحجاج القطريين من دون تصريح إلكتروني ونقل من يختار طريق الجو منهم من مطاري الدمام والأحساء إلى مطار جدة.

لا يتوفر حتى الآن ما يؤكد وجود مثل ذلك الترتيب إلا أن اسم الشيخ عبدالله صار متداولاً بطريقة لافتة خصوصاً بعد توجيهه الإثنين الماضي رسالة إلى القطريين عبر حسابه على «تويتر» يدعوهم فيها إلى استغلال المعبر الذي فتح بشكل استثنائي لحل مشكلة الحجاج القطريين لإنهاء مصالحهم ومعاملاتهم في السعودية، وكذلك ترؤسه غرفة عمليات خاصة في السعودية لإدارة ممتلكات القطريين وتسهيل تنقلاتهم في المملكة.

بروز اسم الشيخ عبدالله بن علي دون غيره من أفراد العائلة الحاكمة في قطر في هذه الفترة على وجه الخصوص يدفع تلقائياً إلى التفكير في أنه قد يكون البديل المناسب والمدخل إلى حل الأزمة القطرية وعودة قطر إلى الحضن الخليجي، يساعد على هذا التفكير أن الشيخ عبدالله ليس من المعارضة ولا يوجد -حسب معلوماتي- حظر على سفره إلى أي مكان من قبل السلطات في الدوحة، فمثل هذا الوضع قد يدفع أيضاً إلى الاعتقاد بأن العائلة الحاكمة في قطر تدرس فكرة تسليمه الراية بدلاً عن الشيخ تميم كحل للمشكلة، وليعود الحق إلى أهله أيضاً.

كل هذا يدخل في باب التحليل لأنه لا تتوفر أي معلومة دقيقة في هذا الشأن، كما أنه لا يوجد أي تسريبات عن الترتيب لأي شي يفضي إلى تنصيب الشيخ عبدالله أو غيره، ولم يتحدث أحد عن دعم سعودي أو خليجي للشيخ عبدالله، فمثل هذا الأمر شأن داخلي يحسمه أهل قطر بأنفسهم ولا تتدخل فيه دول التعاون، والأكيد أن عملية الاستبدال في مركز القيادة لو تمت فإن الشعب القطري سيكون عارفاً بخلفياتها ومتأكداً أنه لم يبايع بسبب عيب في من تمت مبايعته من قبل ولكن بغية إيجاد مخرج لمشكلة متوقع أن تطول وتتعقد إن لم يحدث شيء من هذا القبيل.

طبعاً بإمكان قطر أن توفر كل هذا وغيره بالتوقف للحظة والتلفت في كل الاتجاهات وتبين ما فعله عنادها وإصرارها على نفي التهم التي تم توجيهها لها من قبل شقيقاتها التي قررت محاربة الإرهاب بكل ما تملك من قوة وعزم، فمثل هذه الوقفة من شأنها أن توفر على قطر ومنظومة مجلس التعاون وكامل المنطقة الكثير من الآلام خصوصاً وأن قطر تعرف تماماً أن الدول الأربع لا يمكن أن تتراجع أو تقبل بالحلول المائعة.

المتابع لتصريحات الشيخ عبدالله والمدقق فيها لا بد أنه لاحظ أنه لم يطرح نفسه كبديل ولم يدعُ إلى تغيير السلطة في قطر وأن ما أراده بخروجه المفاجئ للساحة هو المساهمة في حل مشكلة الحجاج القطريين وغيرها من المشكلات التي طرأت وأربكت حياة أبناء وطنه بسبب اضطرار الدول الأربع قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر واتخاذ بعض الإجراءات أملاً في عودة الدوحة إلى حيث كانت وحيث ينبغي أن تكون.

ومع هذا يظل السؤال عن احتمالية التغيير في قيادة قطر يشاغب الكثيرين.