* المرعبي: النازحون السوريون سيعودون بتوفر الظروف الآمنة ورعاية الأمم المتحدة

* هل يمكن لعاقل أن يطرح العودة بالتنسيق مع الجلاد والقاتل لتسليمه الضحية؟!

* لا تنسيق مع نظام مجرم هجر مواطنيه



* حدودنا مفتوحة لمن يريد العودة من النازحين السوريين

* 1.5 مليون نازح سوري في لبنان بين لاجئ وعامل وطالب ورجل أعمال

* الحديث عن الترحيل أمر غير واقعي ويخالف التزامات لبنان واحترامه للقانون وحقوق الإنسان

* لبنان استضاف النازحين بعدما هربوا قسراً من إجرام نظام الأسد وجماعات الإرهاب

الوطن - (بيروت - خاص): أكد وزير الدولة لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي أن "نظام الرئيس بشار الأسد و"حزب الله" اللبناني تآمرا على الشعب السوري وهجروه قسراً، مضيفاً أن "النازحين السوريين سيعودون حين تتوفر الظروف الآمنة برعاية الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "حدودنا مفتوحة لمن يريد العودة من النازحين السوريين".

وأوضح المرعبي في تصريح خاص لـ"الوطن" أن "لبنان استضاف النازحين السوريين لأنهم هربوا قسراً من إجرام النظام السوري والجماعات الإرهابية".

وفي رد على سؤال حول العدد الحقيقي للنازحين السوريين الذي يتمّ التداول به داخل الحكومة اللبنانية، أفاد الوزير المرعبي بأننا "نحن للحقيقة أمام تباينات في الإحصاء نتيجة عدم ضبط الآلية الإحصائية في عام 2011، أي عام وفود النازحين من سوريا".

وتابع الوزير اللبناني "في تقديرنا أنّ هناك 1.5 مليون نازح سوري، ولكن يجب التنبّه لتصنيفهم بين نازح وعامل وطالب ورجل أعمال، وهذا ما نسعى للتوصل إليه".

واستطرد المرعبي قائلاً "في المقابل، تفيد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوجود 1.001.051 لاجئ سوري مسجل لديها، ويبقى من المهم أن يتمّ توحيد هذه الإحصاءات".

وبشأن موقف وزارة شؤون النازحين من السجال الحاصل داخل الحكومة حول هذا الموضوع، حيث هناك من يطالب بترحيل النازحين السوريين بالتنسيق مع نظام الأسد دون الأخذ بعين الاعتبار وضع النازحين المعارضين للنظام، أوضح الوزير اللبناني أن "لبنان عضو مؤسس في منظمتي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وهو يحترم قرارات كل من هاتين الشرعيتين الدوليّة والعربية، ولبنان استضاف النازحين السوريين لأنهم هربوا قسراً من إجرام النظام والجماعات الإرهابية، وهؤلاء النازحون سيعودون حين تتوفر الظروف الآمنة برعاية الأمم المتحدة، والعودة طوعية وآمنة، وحدودنا مفتوحة لمن يريد العودة، غير أنّ الحديث عن الترحيل أمر غير واقعي، ويخالف التزامات لبنان واحترامه للقانون الدولي ولحقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة التي يعتبر لبنان عضواً مؤسساً فيها".

وشدد المرعبي على أنه "من الأهمية والحكمة بمكان التنبّه إلى النفس العنصري السائد حالياً، فهذا غير مفيد، والعودة الآمنة بالتنسيق مع الأمم المتحدة هي الحل"، مؤكداً "عدم التنسيق مع نظام مجرم قام بتهجير مواطنيه، من أجل عودتهم فهذا يخالف الحد الأدنى للمنطق".

وفي رد على سؤال لـ"الوطن" فيما إذا كانت عودة النازحين تتطلب التطبيع مع الحكومة السورية كما ينادي "حزب الله"، أفاد الوزير اللبناني بالقول "لنكن واقعيين، فعودة النازحين الطواعية والآمنة بضمانات قانونية وأمنية وحياتية توفّرها الأمم المتحدة فقط لا غير، و"حزب الله" و"النظام السوري" تآمرا على الشعب السوري، فهجروه من أرضه وبلده، فهل من الممكن لعاقل وحكيم ان يطرح العودة من خلال التنسيق مع الجلاد والقاتل لتسليمه الضحية؟!".

وتابع المرعبي "وهنا أريد أن أؤكد رفضنا لتورّط "حزب الله" في سوريا والتاريخ لن يرحم إجرام هؤلاء".

وبشأن مشروع الوزارة لعودة النازحين والتنسيق مع الأمم المتحدة، أوضح المرعبي أن "عودة النازحين السوريين تتطلّب عملاً دبلوماسياً هادئاً من خلال مجلس الأمن ومنصتي مفاوضات جنيف وأستانة، لتحديد مناطق العودة الآمنة، ولكن بالتوازي مع هذا الأمر يجب إعادة إطلاق آلية تسجيل جميع الإخوة السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية بالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة، من أجل تحديد من ينطبق عليه وضع النازحين وتمييزهم عن المتواجدين لأسباب تختلف عن التي تستدعي النزوح، وإعطاء أذونات الإقامة بناء على هذا المسح والتسجيل، علماً بأن هذا الأمر يساعد على تحديد أماكن تواجدهم لضرورات عديدة، كما يجب تسهيل تسجيل الولادات خاصة ما مضى عليها أكثر من سنة مما يسهل لوجستية العودة ويمنع تحولهم إلى مكتومي قيد، "ممنوعي قيد"".