أربيل - (أ ف ب): قرر برلمان إقليم كردستان العراق الثلاثاء تأجيل الانتخابات البرلمانية 8 أشهر جراء الأزمة السياسية الحادة مع حكومة بغداد التي استعادت السيطرة على مناطق مهمة متنازع عليها مع أربيل.

وقد اصر رئيس الإقليم مسعود بارزاني على إجراء استفتاء في 25 سبتمبر، حول استقلال الإقليم، الأمر الذي تم اعتباره مغامرة في ظل رفض الحكومة الاتحادية ومعارضة إقليمية ودولية.

ورغم الفوز الساحق لمؤيدي الاستقلال، أدى الاستفتاء إلى أزمة خانقة مع حكومة بغداد التي عاقبت الإقليم بدفع قواتها واستعادة غالبية المناطق المتنازع عليها من البشمركة.



وسيطرت قوات البشمركة على مناطق متنازع عليها بين أربيل وبغداد، خلال الفوضى التي اجتاحت العراق في ظل هجمات تنظيم الدولة "داعش"، عام 2014.

وصوت برلمان الإقليم الثلاثاء، في غياب كتل معارضة، على تأجيل الانتخابات البرلمانية مدة 8 اشهر، بعد أن كان مقرراً إجراؤها مع انتخابات رئاسية في الأول من نوفمبر المقبل.

ويتطلب من البرلمان كذلك الإعلان لاحقاً عن موعد جديد لإجراء الانتخابات الرئاسية التي كانت الأكثر عرضة للتأجيل لعدم وجود مرشح رئاسي غير محمد توفيق كمنافس لبارزاني، والذي تم رفضه بسبب تأخر ترشيحه يومين.

وكانت مفوضية الانتخابات في الإقليم أعلنت الأربعاء تعليق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بسبب عدم وجود مرشحين وتداعيات الوضع بعد استعادة الحكومة المركزية مناطق متنازع عليها بينها كركوك وحقولها الغنية بالنفط.

وقال النائب بهزاد زيباري عن كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني، "قرر برلمان إقليم كردستان خلال جلسته الثلاثاء تأجيل الانتخابات البرلمانية في الإقليم 8 أشهر".

وأضاف أن "البرلمان كذلك قرر تجميد "عمل" هيئة رئاسة الإقليم" التي تضم بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني ونائبه كوسرت رسول وهو احد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس ديوان الرئاسة فؤاد حسين.

وانتهت ولاية بارزاني الذي يعد أول رئيس للإقليم عام 2013، وتم تمديد فترته الرئاسية عامين، بسبب هجمات المتطرفين التي وقعت عام 2014.

بدوره، قال فرست صوفي النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن البرلمان سيتولى "تحديد الموعد الجديد لإجراء الانتخابات".

وصدر قرار تجميد الأنشطة الرئاسية لبارزاني بسبب عدم تمديد برلمان الإقليم ولايته الرئاسية مجدداً بشكل قانوني، الأمر الذي ينهي صلاحياته الرئاسية.

ووفقاً لقانون الانتخابات في الإقليم، كان الموعد المقرر لإجراء الانتخابات الأول من نوفمبر.

وسيتولى برلمان الإقليم تحديد جدول زمني لإجراء الانتخابات المقبلة.

واتخذ القرار خلال جلسة حضرها معظم نواب الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني.

وقاطعت الجلسة كتلة "التغيير" والجماعة الإسلامية اللتان تشغلان 30 مقعداً من أصل 111 في برلمان الإقليم.

وكانت حركة "التغيير" دعت الأحد إلى استقالة بارزاني وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، لتجنب إقليم كردستان الذي يعيش أزمة خانقة، المزيد من الانقسامات والانتكاسات السياسية.

وتبادلت بغداد وأربيل خلال الأيام القليلة الماضية، مذكرات توقيف بحق مسؤولين بارزين شملت نوابا وقادة عسكريين.

وبعد أسبوع على تحرك القوات الحكومية واستعادتها مناطق متنازع عليها ما أسفر عن سقوط نحو 30 قتيلا، مازال التوتر مستمراً بين بغداد وأربيل.

ودارت الثلاثاء اشتباكات بين قوات من فصائل الحشد الشعبي والبشمركة، لدى محاولة تلك الفصائل التقدم باتجاه منفذ فيشخابور الحدودي مع تركيا، حسبما أفاد مصدر أمني.

من جانبها، انتقدت وزارة البشمركة التحركات في بيان.

واعتبرت أن "هذه التحركات لقوات الحشد وإصرارها على التقدم (...) إشارة واضحة إلى وجود نوايا سيئة لديها".