القاهرة – عصام بدوي بين ليلة وضحاها، تحول حمار إلى نجم مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" في مصر، وأطلقوا عليه لقب الحمار "المحظوظ"، وذلك بعد أن وهبته الظروف فرصة السفر خارج البلاد على نفقة سياح سويسريون، بعد أن اشتروه من صاحبه، الذي كان يسيء معاملته. وتعود تفاصيل الواقعة لسائحين من سويسرا، شاهدوا تعرض الحمار لضرب عنيف من صاحبه، في منطقة سقارة الأثرية، والمدخل الرئيس لمنطقة الأهرامات جنوب غرب القاهرة، ما دفعهم إلى التدخل لإنقاذه، وشرائه بـ 34 ألف جنيه "1930 دولارا"، ونقله لتلقي العلاج واتخاذ الإجراءات القانونية لتسفيره إلى سويسرا. ولقب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحمار بـ "المحظوظ"، لما ناله من معاملة خاصة، كما تناقلوا أنباء عن استعانة السياح السويسريين بمكتب استشارات قانونية، لرفع دعوى قضائية ضد مالك الحمار السابق، بتهمة تعذيبه. وقال محمد النووي، رئيس مستشفى بروك لعلاج الحمير والخيول، "السائحين عرضوا على صاحب الحمار شرائه حتى يتمكنوا من أخذه، لكن المالك رفض ذلك". واتصل السياح السويسريون، الذين يزورون مصر لعدة أيام، فيما بعد بوزارة الآثار وشرطة السياحة، حيث اصطحبوا صاحب الحمار إلى مركز الشرطة، وتوصلوا إلى اتفاق مع السائحين السويسريين بدفع مقابل مادى لشراء الحمار. والحمار الآن في مستشفى بروك لتلقي العلاج حتى الانتهاء من إجراءات السفر اللازمة. ولم تكن هذه الواقعة هى الأولى، التى يصبح فيها الحمار بطلا على مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، حيث انتشرت منذ فترة فى العديد من محافظات مصر، وقائع لذبح الحمير وسلخها، إلى أن أصبحت حديث برامج "التوك شو" المصرية، أدت إلى حالة من الهلع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى. وأرجع البعض، فى بداية الأمر إلى غياب ضمير بعض الجزارين، واتجاههم لبيع لحوم حمير على انها لحوم مواشى للمواطنين، خاصة بعد موجة غلاء شهدتها مصر فيما يخص أسعار اللحوم. لكن كانت المفاجأة، عندما كشف بعض المتهمين بجرائم ذبح الحمير، عن قيامهم ببيع جلودها، تمهيدا لتصديرها إلى الصين بمبالغ ضخمة، واستخدامها فى تصنيع المنشطات جنسية. ويتم سنوياً تداول ما لا يقل عن 1.8 مليون من جلود الحمير، ولكن من الممكن أن يصل الطلب في الصين سنوياً إلى 10 ملايين من جلود الحمير، وفقاً للمنظمة الدولية للرفق بالحيوان، "دونكي سانكتشري"، "أي ملاذ الحمير". ومع انخفاض أعداد الحمير في الصين إلى النصف تقريبا، أي حوالى 6 ملايين، على مدار السنوات الـ25 الماضية، وجهت الصين أعينها إلى أفريقيا، التي تضم نحو ربع أعداد الحمير حول العالم، أي حوالي 11 مليون حمار، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو". ويصل ثمن بيع كيلوجرام واحد من الـ"إيجياو" أحد المنشطات الجنسية، التي تعتمد صناعتها على المواد المستخلصة من جلود الحمير، إلى 375 دولاراً، بحسب ما قال مايك بيكر، المدير التنفيذي لمنظمة "دونكي سانكتشري". وقد وافقت مصر منذ شهرين على عرض تقدمت به إحدى الشركات المصدرة لجلود الحمير، لتصدير 10 آلاف حمار حيّ إلى الصين، حيث علل المسؤولون، أن ذلك الإجراء سيحد من مخالفات ذبح الحمير، وتداول لحومها. وتصل صادرات مصر من جلودِ الحمير إلى نحو 8 آلاف جلد سنوياً، وتنتج من الحمير التي يتم إعدامها، لتتغذي عليها الحيوانات المفترسة في حديقة الحيوان بالجيزة أو في السيرك القومي القريب منها. لكنَّ هناك إحصائيّاتٍ أخرى غير رسمية تقدر الصادرات بنحو 120 ألف جلد حمارٍ سنويًّا عن طريق التهريب وتحت مسميات مختلفة. وتوجد في مصر شركة وحيدة مُرخّص لها تصدير جلود الحمير للخارج، لكنَّ هناك العديد من الأشخاص يصدرون هذه الجلود بشكلٍ عشوائيٍّ، نظراً لأنّها تجارةٌ رائجةٌ، حيث يتم تصدير جلد الحمار بنحو 70 دولارًا إلى الصين. بينما يُقدّر البعض حجم مبيعات مصر من جلود الحمير ما بين 600 إلى 700 مليون جنيه سنويًّا، فى حين يبلغُ حجم مبيعات المنشطات الجنسية في مصر ما يتجاوز المليار و200 مليون جنيه، ويتم استيراد أغلبها من الصين.