* المدينة السمكية الأضخم على مساحة 13 ألف فدان بكلفة 227 مليون دولار

القاهرة - عصام بدوي

امتلاك أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط.. حلم مصري تحول إلى حقيقة، ففي منطقة بركة غليون التابعة لمحافظة كفر الشيخ شمال الدلتا، والتي تبعد عن القاهرة بـ163 كيلو متر، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت المرحلة الأولى من مزرعة "بركة غليون" السمكية التي تؤكد القاهرة أنها الأكبر في الشرق الأوسط والتي تستهدف سد فجوة الاستهلاك في البلد العربي الأكثر سكاناً.



وتعتبر مصر، ضمن قائمة أكبر عشر دول إنتاجاً للأسماك في العالم، بطاقة إنتاجية 1.6 مليون طن في السنة معظمه من المزارع بالإضافة إلى الصيد البحري والصيد من النيل وبنسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 87%.

ويقع مشروع "بركة غليون" بمنطقة غليون في كفر الشيخ إحدى محافظات دلتا النيل في مصر ويهدف إلى زيادة الثروة السمكية في محاولة لتوفير الغذاء للمصريين بأسعار مناسبة.

وتبلغ مساحة المرحلة الأولى من مشروع "بركة غليون" 4000 فدان تشمل 1359 حوضاً للأسماك والقريدس وبدأ العمل فيها منذ 2015 وتهدف إلى إنتاج أكثر من 6000 طن من الأسماك والقريدس بدورة الإنتاج الواحدة والتي تمتد من 6 أشهر وحتى عامين باختلاف الأنواع، حسب ما تم استعراضه خلال المؤتمر الصحافي للمشروع.

وتبلغ المساحة الكلية للمشروع 13 ألف فدان وتتولاه الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للجيش المصري بالتعاون مع شركة "ايفرجرين" الصينية. وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 4 مليارات جنيه مصري "227 مليون دولار".

وأقيمت المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 3 آلاف فدان، بكلفة بلغت مليار و700 مليون جنيه "97 مليون دولار".

كما شملت المرحلة الأولى من المشروع، إنشاء 4 مصانع لتعبئة الأسماك والأعلاف وإنتاج الثلج والفوم.

ويضم المشروع أكبر مصنع لإنتاج الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط بطاقة إنتاجية 100 طن يوميا، وذلك من خلال 453 حوض سمك بحري، و626 حوض سمك جمبري، و186 حضانة لتحصين الزريعة ورعاية الأسماك، بالإضافة إلى مصنع لإنتاج أعلاف الأسماك والجمبري، وآخر لإنتاج عبوات التعبئة، وثالث لإنتاج الثلج والفوم.

وتم داخل المشروع، إنشاء مركز للأبحاث والتطوير والتدريب، يشتمل على معمل جودة المياه ومعمل للغذاء الحي، ووحدة للإرشاد والتدريب، ومعمل صحي للكشف عن أمراض الأسماك، إضافة إلى معمل للكشف عن جودة الأعلاف، كما تم إقامة 3 محطات عملاقة، منها محطتان لتزويد الأحواض السمكية بالمياه العذبة والمالحة ولصرف المياه.

وتحتل مصر المركز السابع عالمياً في الاستزراع السمكي طبقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة "FAO"، والمركز الأول أفريقيا في إنتاج الأسماك، وبلغ إنتاجها من الأسماك 1.5 مليون طن، كما بلغ حجم الواردات السمكية 236 ألف طن تقريباً بنسبة 16% من الإنتاج العام.

وتعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، القائمة على المشروع، الذي من المقرر أن يسهم في تخفيض واردات الأسماك بنسبة 27% تقريباً، أحد أبرز الكيانات الوطنية، التي أنشئت حديثاً، بهدف تنمية الثروة السمكية في مصر، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

والمشروع، الذي يوفر في المرحلة الأولى 5000 فرصة عمل ما بين عامل وفني ومهندس، يقام على 3 مراحل، حيث تستهدف الأولى إنتاج أسماك من أصناف عالية القيمة مثل الجمبري، والعائلة البورية، ويتم توجيه الإنتاج إلى الداخل والخارج في نفس الوقت، ومن المتوقع أن يصل إنتاج هذه المرحلة إلى 3000 طن أسماك، و5000 طن جمبري سنوياً، وقد استغرق العمل في هذه المرحلة عاماً ونصف العام، وتم الانتهاء من هذه المرحلة في أغسطس 2017، أما المرحلة الثانية، فمن المقرر أن تستهدف إنتاج 10 إلى 12 ألف طن سنوياً من أسماك المياه العذبة، والثالثة تستهدف إنتاج 18 ألف طن أسماك بحرية، و24 ألف طن أسماك مياه عذبة.