مخطئ من يعتقد بأن تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2022 يندرج تحت بند المعجزات، فلقد أثبتنا في مناسبتين متتاليتين قدرتنا على مقارعة كبار القارة الآسيوية والاقتراب كثيراً من المونديال عندما تأهلنا لملحق مونديال 2006 وخرجنا أمام «ترينداد وتوباغو»، ومونديال 2010 وخرجنا أمام «نيوزيلندا» وهاتان المناسبتان لن ينساهما كل البحرينيين وبالأخص الرياضيين منهم وعشاق كرة القدم على وجه التحديد..

هذا يؤكد بأن التأهل إلى نهائيات كأس العالم في ظل النظام الحالي الذي يمنح القارة الآسيوية أربعة مقاعد ونصف المقعد لن يكون بالأمر المستحيل بل على العكس من ذلك فالفرصة مؤاتية إذا ما تم الإعداد والتحضير المبكر القائم على أساس الاستقرار الفني والاعتماد على النخبة الشابة الموهوبة و المتميزة من اللاعبين كما حدث في مطلع الألفية الثالثة حين أسندت مهمة القيادة الفنية إلى المدرب الألماني «سيدكا» الذي منح مطلق الصلاحيات الفنية فنجح في تشكيل توليفة متجانسة عمل على رفع منسوبها البدني ليجعل منها منتخباً صعب المنال ليأتي من بعدة الكرواني «ستريشكو» ويكمل احتياجات الفريق من الناحية الخططية ويصل به إلى المربع الآسيوي..

إذاً المهمة تحتاج إلى عمل يبدأ من الآن بانتقاء أبرز المواهب الشابة وإخضاعها لبرنامج تدريبي وتحضيري متكامل تحت إشراف طاقم فني ذو كفاءة عالية تترك له حرية الإدارة الفنية للفريق مع ضمان الاستقرار من أجل أن تتاح له فرصة العمل كاملة من أجل بلوغ الهدف المنشود..

أنا أتحدث هنا عن فرصة التأهل إلى النهائيات وليس فرصة المنافسة على اللقب العالمي ولذلك أرى بأن الوصول إلى المرتبة الرابعة على مستوى القارة الآسيوية ليس بالمعجزة وبالتالي فإن مسألة التأهل ليست كذلك أيضاً..

لدينا الخامات والمواهب الوطنية الشابة ولسنا بحاجة إلى تكرار تجربة التجنيس الكروي التي لم تحقق النجاح المأمول ليس عندنا فحسب بل حتى في بعض دول الجوار، وكما يقول المثل الشعبي: «ما يحك جلدك إلا ظفرك» ولنا في أبطالنا لاعبو كرة اليد خير مثال!!

كل ما نحتاجه الآن هو العمل الجاد القائم على التخطيط السليم طويل الأمد وإسناد المهمة إلى أصحاب الاختصاص وتطبيق قاعدة الثواب والعقاب حتى يدرك كل مسؤول مدى حجم مسؤوليته.

بالطبع هذه الآلية ستحتاج إلى دعم مادي ولوجستي وهنا لا يبدو الأمر بتلك الصعوبة بعد أن كشف قائد المسيرة الرياضية في المملكة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة عن اهتمامه وطموحاته الشخصية لجعل البحرين من بين الدول التي ستتواجد في مونديال الدوحة 2022، فهذا التصريح في حد ذاته يعبر عن صدق سموه في دعم الخطط الرامية لإعداد منتخب وطني بحريني يحقق حلم كل البحرينيين بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم..