القاهرة - عصام بدوي

لطالما كانت مساعدة الفقراء، منبعاً للأفكار الجديدة، وهذا بالفعل ما حدث لطبيب مصري قرر أن يعالج الفقراء مجاناً خلال وقت فراغه، ولكن بطريقة جديدة ومبتكرة، حيث قام الطبيب سيد شكري، الذي يعمل في منصب كبير الأخصائيين بإدارة بركة السبع بمحافظة المنوفية، التي تبعد عن القاهرة 70 كيلومتراً بقضاء وقت فراغه في التنقل بين القطارات لعلاج مرضاه مجاناً، إذ لا يمتلك عيادة ولا يشترط حجزاً مسبقاً، ولا يستطيع المريض أن يصل إليه، بل هو الذي يصل إلى المريض طالما هو موجود بالقطار.

يقول الطبيب، إنه كان يبحث عن وسيلة لمساعدة المرضى، فوجد ضالته في القطارات العادية، التي تمثل وسيلة انتقال ذوي الدخل المنخفض، فقرر التوجه إلى المرضى دون انتظار مجيئهم إليه.



ويقدم شكري استشارات لعدد يتراوح بين 10 و20 شخصاً طوال رحلة القطار من القاهرة إلى مدينته، والتي تستغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، جنباً إلى جنب مع إلقاء محاضرات عليهم في التنمية البشرية حول "كيف تعيش سعيداً".

وأكد شكري، الذي يقوم بتلك المهمة منذ سنوات، أنه لا يجري كشفاً طبياً بالمعنى الكامل، إذ يتطلب الأمر استخدام الأجهزة الطبية المتخصصة بالعيادات، لكنه يقوم بالاكتشاف المبكر للمرض، أو إزالة أصماغ شمعية، ويحيل من يعاني من مشكلات أكبر إلى عيادات أطباء آخرين.

ويدعو الطبيب جميع ركاب القطارات إلى عدم الخوف من المستقبل، وكسر روتين الحياة بقضاء العطلات في أماكن جديدة وممارسة الرياضة بانتظام.

وقال الطبيب، إنه بدأ بسائقي القطارات لتوجيه نصائح عن استشارات طبية لهم، إذ يتسبب تكرار السفر في امتلاء الأذن بالأتربة والغبار حيث تلتصق بالصمغ الذي تفرزه فتتحول إلى مزيج صلب يقلل من كفاءة السمع، وتكون سبباً في أمراض أخرى كاختلال توازن الجسم. وينتظر بعض مستقلي القطارات الرحلات التي يعتاد الطبيب المذكور ارتيادها أسبوعياً، ليقدم لهم توجيهات حول استشارات عن أمراض تتعلق بالأذن أو تساؤلات أخرى لا تتعلق بالطب، يجيب عن بعضها وترتبط بالنواحي الدينية والصحية وبشؤون الحياة. ويرتدي شكري ثياباً تشبه الزي التقليدي الماليزي، أثناء تنقلاته، واضعاً كشافاً على رأسه، فالبعض من المسافرين يتجاوب معه، والبعض الآخر يرفض أن يسمح له بالاقتراب من أذنه، قبل أن يطلب منه رؤية هويته الشخصية التي تظهر فيها مهنته.