النظام القطري يؤكد الشبهات التي نسبت له كونه داعماً للإرهاب ومسانداً للعناصر المتطرفة من خلال أوجه عديدة، المساعدات بالمال وإيواء العناصر الإرهابية والحملات الإعلامية التي تشنها قناة الجزيرة من حين إلى حين على كل من يعارض توجهها وسياسة نظام الحمدين للسيطرة على زمام دول الخليج، وها هو أمير قطر تميم بن حمد يتعهد بملياري دولار من مال الشعب القطري لإخماد انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام الظالم، ليس بمستغرب على تميم أو على نظام الحمدين في مساعدتهم للظلم والإرهاب ضد السلام والحق، فسقوط النظام الإيراني في هذا الوقت يعني سقوط النظام القطري، يعني تعثر أجندة قطر ووقف استراتيجيتها نحو تغلل الدولة الصفوية بين ربوع دول الخليج، يعني الاستيقاظ من حلم شرق أوسط جديد، لم يأتِ في حسبان دولة قطر ما يجري اليوم في إيران من انتفاضة مباركة من أجل إيران كدولة إسلامية تساعد الإسلام وليست دولة تتستر بالإسلام على مصائب الإرهاب باسم ولاية الفقيه، هي كارثة بالنسبة للنظام القطري، لذلك يعد النظام القطري اليوم عدته من أجل أن يبقى الجوكر عضيد قطر في المنطقة، فهل أعد نظام تميم العدة لما بعد سقوط النظام الإيراني؟ فهذه الانتفاضة ليست كسابقاتها فهي انتفاضة مصيرية من أجل البقاء بعدما نفض الإرهاب كل مدخرات الوطن والسعي وراء دولة لن تعود كما التاريخ القديم، الأسئلة كثيرة ولكن ما يستفز عروبتنا وإسلامنا هو مساندة تميم للنظام الإيراني الذي يحارب بدوره العروبة والإسلام، فهل تبقت نقطة دم عربية واحدة في عروق تميم ونظامه الإرهابي بعد هذا الإمداد المالي من أجل بقاء «ولاية الفقيه» عظمة في حنجرة السلام؟

لا ننتظر من قناة الجزيرة أن تثبت لنا النهج الحيادي الموضوعي في ممارساتها الإعلامية وما تقدمه من تقارير وأخبار عن الوضع الراهن في المنطقة، فسياستها الإعلامية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عرتها المواقف وسقط قناعها الذي باتت تتستر وراء شعارات لا تمت للحق بصلة، هي حرباء تتلون وأفعى تنفث سمومها وعقرب تلدغ كل من يحاول أن يكشف قناع الدويلة الإرهابية أو يبعثر أوراقها وأجندتها الإرهابية، فما دامت قناة الجزيرة كذلك أبداً لا ننتظر منها أن تكون منصفة وعادلة ومحايدة في جميع ما تطرحه من موضوعات تمس الرأي العام العربي.

قطر تخصص ميزانية خاصة لتقارير الجزيرة تهدف للإطاحة بالشرعية في كثير من الدول، تصور في إعلامها بأن الإرهابي معارض يطالب بحقوقه، وأن النظام الشرعي في الوطن العربي نظام ظالم، قناة تبرز السلبيات وتتكتم على أهم الإنجازات، تخفي الحقيقة حتى وإن كانت بحجم الفيل وتضخم الزيف على أنه صواب وصحيح وحق، هي أشبه بالدجال الأعور، تحمل نفس مواصفاته بصفة اعتبارية، عنده الباطل حق والحق باطل، يصور للمخدوع بأنه في الجنة ليكتشف بعد فوات الأوان بأنه في النار، قناة الدجل تخصص مساحتها الإعلامية لمحاربة المملكة العربية السعودية، نشاهد كماً هائلاً من تقارير ضد المملكة قائدة الأمة العربية والإسلامية، وتضع على استحياء تقريراً واحداً لما يحدث في إيران من مظاهرات وانتفاضة وثورة إيرانية ضد النظام الإيراني الظالم الذي ترك الشعب يعاني الفقر والبطالة والجوع بينما يجاهر بمساعدة ومساندة الإرهاب وعناصر التطرف في لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين.

الإعلام والمال سلاحان يتخذهما النظام القطري من أجل أن يشق الغير حلمه في شرق أوسط جديد، من أجل ن تنتهي العروبة، ليست كلمات إعلامية، لكنها حقيقة موجعة، فمن يساند ولاية الفقيه يساند المد الصفوي حتى ينخر جذور العروبة من الأعماق، ولأننا على حق ولأن نهجنا السلام، سوف ينقلب السحر على الساحر، وينتهي عهد نظام الملالي وعهد نظام الحمدين بانتصار ثورة الشعب الإيراني على النظام الظالم بإذن الله.