استحق المنتخب العماني لقب النسخة الثالثة والعشرين لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي اختتمت أمس بدولة الكويت بعد تفوقه على المنتخب الإماراتي بركلات الترجيح في واحدة من أفضل نهائيات هذه البطولة الغالية على قلوب كل الخليجيين.

مثلما استحقت دولة الكويت لقب البطولة التنظيمية لهذا الحدث الرياضي الخليجي الاستثنائي، فقد استحق المنتخب العماني اللقب الميداني عن جدارة واستحقاق لأنه الفريق الأبرز والأكثر تنظيماً وانضباطاً تكتيكياً والأكثر حيوية ونشاطاً وحماساً وانسجاماً بالإضافة إلى ما يتمتع به من أسلوب رجولي في الأداء.

كل تلك السمات الإيجابية لمسانها على أرض الواقع في جميع مباريات الفريق العماني الذي سجل تفوقاً على منافسيه بما في ذلك مباراته الافتتاحية التي خسرها أمام منتخب الإمارات بركلة جزاء، وباستثناء الشوط الثاني من لقائه مع منتخبنا الوطني.

هذا التفوق رفع من أسهم الفريق في بورصة الترشيحات للظفر باللقب ولم يخيب العمانيون آمال جماهيرهم وكل من راهن عليهم بل نجحوا في اعتلاء منصة التتويج للمرة الثانية وبفريق جله من الوجوه الجديدة الشابة التي جذبت أنظار الكشافين المتواجدين في كواليس البطولة ولا نستبعد أن نسمع ونقرأ قريباً عن صفقات احترافية للعديد من نجوم هذا المنتخب الواعد.

تبارك للأشقاء العمانيين قيادة وشعباً هذا الإنجاز الرياضي المستحق ونهنىء اتحاد كرة القدم العماني على هذا الفريق الذي يعد ثمرة عمل احترافي مدروس من أجل إعادة كرة القدم العمانية إلى الواجهة الخليجية والآسيوية من جديد.

كما ونبارك للأشقاء في كويت الصداقة والسلام نجاحهم اللافت في التنظيم الذي تم بسواعد وطنية كويتية وبمباركة ودعم من رأس الدولة وبتضافر جهود مختلف وزارات الدولة مما جعل سقف الإيجابيات مرتفعاً جداً حتى أن الحادث العرضي المفاجىء المتمثل في انهيار أحد الحواجز الزجاجية في إحدى جوانب المنطقة المخصصة للجماهير العمانية بعد انتهاء مراسم التتويج تم التعامل معه بسرعة قياسية ونقل جميع المتضررين إلى أقرب مستشفى وحرص كل من وزير الصحة ووزير الشباب والرياضة وكبار المسؤولين في اللجنة المنظمة العليا للبطولة على التواجد في المستشفى للاطمئنان على تلك الحالات وتأمين كل سبل العلاج لهم بالإضافة إلى تأمين إجراءات عودتهم إلى السلطنة بعد الاطمئنان على اكتمال علاجهم، فشكراً للكويت على هذا التنظيم المميز الذي يعد تدشيناً لعودة الرياضة الكويتية إلى الحياة من جديد.