غزة - عز الدين أبو عيشة

وقفت أمام الجهور، بدأت تلوح بيدها، حتى أخذ صوتها بالارتفاع تدريجيًا، وفي مشهدٍ أخر، اعتلت منصة المسرح، وقامت بدورها وهي تأخذ حقوقها، أسدل الستار وارتفع صوت التصفيق، عادت إلى بيتها مثقلة متعبة، أعدت الطعام وجلست مسرعة على مكتب طفلها تدرسه.

هي تلك المرأة الفلسطينية التي استشهدت أختها في قطاع غزة، وسقطت صديقتها جريحة في الضفة الغربية، وما انفكت قريبتها وهي تصارع الاحتلال الذي سلب أرضها، وتشتاق يوميًا لابنتها في زنازين الاحتلال، غرست الزيتون، وطبخت السبانخ، وحرثت في الأرض لأجل الأرض.



هن نون النسوة اللاتي يشكلن نحو 49.2% من إجمالي المجتمع الفلسطيني، يحتفلن بعيدهن في 8 مارس من كلّ عام، وسط الانتهاكات الجسيمة بحقهن من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تمر ذكرى يوم المرأة على نساء فلسطين وهن يواجهن ممارسات الاحتلال المنتهجة ضدهن، واعتقالهن وزجهن في زنازين السجون، وكانت آخرهن والدة الطفلة عهد التميمي، إضافة إلى تطبيق سياسة العقاب الجماعي عليهن، فلم يميز الاحتلال في حصار غزة بين رجل وامرأة، ومنعهن من تلقي العلاج في الخارج.

مديرة مركز شؤون المرأة آمال صيام قالت إنّ "مشاركة النساء في القوى العاملة زادت، إلا أنها ما زالت تمثل نسبة ضئيلة رغم ازديادها، فبلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 19.1% من مجمل الإناث في سن العمل عام 2017، مقابل 10.3% عام 2001".

وذكرت صيام في حديثها مع "الوطن" أنّ "هناك ارتفاع في مستوى النساء القادرات على القراءة والكتابة خلال العقد الماضي فبلغ المعدل 94.9% مقابل 98.5% للذكور".

واعتبرت صيام أن "اليوم العالمي للمرأة فرصة لنساء العالم من أجل التعبير عن قضايا الظلم والتعسف والقهر، وأن المرأة الفلسطينية تتميز بواقع مختلف، نتيجة الممارسات الإسرائيلية والضغوط التي تتعرض لها من مختلف الجهات، داعية الجميع إلى مساندة المرأة للحصول على حقها في المساواة والعدالة".

وأضافت صيام "المرأة الفلسطينية ماضية في تحقيق الإنجازات في المجالات المعرفية والعلمية والعملية، فقد سجلت نجاحات فلسطينية وعربية ودولية مميزة، واستمرت مساعي المرأة الفلسطينية لتبلغ نسبة معرفة القراءة والكتابة لدى الإناث في فلسطين 95.6% خلال العام 2017".

بدورها، أكدت مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية آمال حمد "أهمية تفعيل دور المرأة في المقاومة الشعبية لتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة"، مبينةً "أهمية مشاركة المرأة على الصعيد السياسي والاقتصادي، من أجل رفع جميع أشكال التمييز على أساس الجنس".

وشدّدت حمد في حديثها مع "الوطن" على "ضرورة المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الأسيرات، وتفعيل المطالبة بالإفراج الفوري عنهن، وبذل كل الجهود من أجل استعادة الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقسام الفلسطيني".

وتابعت "سطرت المرأة بنضالها المستمر والدؤوب ضد الاحتلال الإسرائيلي أبرز معاني الكفاح والتضحية، فاعتقل الاحتلال أكثر 15 ألف امرأة منذ عام 1967 حتى يومنا الحالي، كما يوجد نحو 60 أسيرة في سجون الاحتلال".

وأشارت حمد إلى "عمق دور المرأة الكفاحي لإنجاز استقلالنا الوطني والانعتاق من الاحتلال"، مشددة على أن "المرأة كانت ولا تزال الفدائية والجريحة، ماضية في مسيرتها النضالية".

على صعيد آخر، قال مدير مركز نادي الأسير الفلسطيني رأفت حمدونة إنّ "إسرائيل لا زالت تعتقل في سجونها 59 أسيرة في ظروف حياتية صعبة، وبينهن أصغر أسيرة في العالم، وهي ديما الواوي، وعدد الفتيات القاصرات وصل إلى 13 أسيرة".

وتابع حمدونة في حديثٍ لـ "الوطن"، "هناك 15 أسيرة صدرت بحقهن أحكام متفاوتة، و41 موقوفة و3 أسيرات معتقلات إدارياً بذريعة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتاً إلى أن "بين المعتقلات خالدة جرار، النائبة في المجلس التشريعي".

ومن المتوقع أن تحيي مئات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية اليوم العالمي للمرأة، ومن المقرر أن يسلمن مذكرة لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين.