قبل أيام معدودات مضتْ، وحين دُعيت كإعلامي لافتتاح أكاديمية كيلوباترا للتعليم والتدريب بالرفاع الشرقي من طرف صاحبة المشروع الدكتورة حنان السويدي، أكد وقتها راعي الحفل الشيخ خالد بن حمد بن أحمد آل خليفة على أهمية بث العلم والتعلم والمساهمة في نشر الوعي بين فئات المجتمع، متمنياً أن تكون الأكاديمية أحد الروافد التعليمية والتدريبية بمنطقة الرفاع، وذلك لأهميتها خصوصاً في ظل تسارع وتيرة النهضة العلمية في كافة أنحاء العالم.

في حديث ودي على هامش افتتاح أكاديمية كيلوباترا جمعني بالشيخ خالد بن حمد بن أحمد آل خليفة أخبرتُ معاليه بضرورة أن تتوسع دائرة المعاهد والأكاديميات في منطقة الرفاع تحديداً، وهو بدوره أكد على ضرورة هذا الأمر. فالرفاع تحتوي اليوم على مجموعة كبيرة من المجمعات التجارية وعلى متاجر متنوعة في مختلف الأنشطة التجارية، كما أنها تضم حزمة كبيرة جداً من المطاعم والمخابز ومحلات الأطعمة والحلويات، حتى أنها أصبحت مشبَّعة «على الآخر» من كل شيء يخص جسد الإنسان إلا من المعاهد المهتمة بالعقل وخلوها من الأكاديميات العلمية المتخصصة بالتدريب والتعليم.

هذا هو الهمّ المشترك الذي أكدنا عليه وأكد عليه بعض الحضور حين أشاروا على ضرورة وجود معاهد علمية في منطقة الرفاع التي تخلو من هذا الأمر البالغ الأهمية. فالرفاع لم تعد المدينة الصغيرة الهامشية، بل تعتبر اليوم من أكبر المناطق في مملكة البحرين إن لم تكن أكبرها من حيث المساحة وعدد السكان، وعليه يجب أن نلفت أنظار المستثمرين والتجار والمهتمين بالشأن العلمي أن يحذوا حذو الدكتورة حنان السويدي من أجل الإستثمار في الإنسان وفي التعليم. فمنطقة الرفاع من دون معاهد ستكون من أكبر الخاسرين لو لم يتم الإهتمام في هذا الجانب الناقص من الإستثمارات الذكية هناك، فالشاب «الرفاعي» لا يحتاج لهذه الكميات الكبيرة من المجمعات والمطاعم وصالات كمال الأجسام، والشابة «الرفاعية» لا تحتاج هي أيضاً لهذا الكم الهائل من متاجر «العبايات» والفساتين ومساحيق التجميل بقدر حاجتهم الملحَّة لمعاهد تنمي قدراتهم النفسية وطاقاتهم العقلية وتوظيفهما على طريق العلم والمعرفة.

الرفاع مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالاهتمام بهذا الشأن المعني بالإنسان والعقل، كما يجب أن تُستكشف الطاقات الكبيرة لشبابنا وشاباتنا في منطقة الرفاع في المجال العلمي والإبداعي وهذا لن يكون أو يتحقق إلا بمزيد من المشاريع التي تعني برقي الإنسان وتقدمه ووعيه، تماماً كما أدركتْ الدكتورة حنان السويدي هذا الأمر فقامت بإنشاء أكاديمية لها بمنطقة الرفاع، وفي الواقع فإنها تستحق هي وكل طاقمها الدعم الكامل والمساندة الحقيقية كما تستحق أن نرفع لها القبعة كذلك. فحنان أنموذج للمرأة البحرينية القوية الناجحة والشجاعة.