اتحادان فقط من الاتحادات الثلاثة عشر الذين مثلوا البحرين في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة التي أقيمت مؤخراً في مدينتي «جاكرتا» و«بالمبانغ» بإندونيسيا، هما من أوفيا بوعودهما ونجحا في تحقيق الهدف الذي شاركا من أجله في هذه الدورة القارية الكبرى «أولمبياد آسيا».. وفيما عداهما من الاتحادات لم يوفقوا في تحقيق أهدافهم ولم يوفوا بوعودهم، وهنا تبرز أهمية الثواب والحساب!

اتحاد ألعاب القوى حصد 25 ميدالية بينها 12 ذهبية محافظاً على صدارته للدول العربية الآسيوية ومتفوقاً على ما حققه في النسخة السابقة بكوريا الجنوبية قبل أربعة أعوام، واتحاد كرة اليد الذي حقق فضية منتخبات كرة اليد متفوقاً على ما حققه في النسخة السابقة عندما احتل المركز الثالث، وفوق هذا وذاك قدم المنتخب أداء بطولياً رائعاً في المباراة الختامية وكانت تفصله عن البطولة ثوانٍ عديدة!!

هذان الاتحادان بأبطالهما وطواقمهما الإدارية والفنية يستحقان الشكر والثناء والتكريم المادي والمعنوي اللائق لأنهما شرفا البحرين ووضعاها على لائحة الشرف لهذا الأولمبياد الآسيوي.. ولأنهما أوفيا بوعودهما وصدقا في تقديراتهما وحققا ما ذهبا من أجل تحقيقه.

في المقابل لا بد من محاسبة -ولن نقول معاقبة- بقية الاتحادات التي جاءت مشاركتها مخيبة للآمال خصوصاً تلك الاتحادات التي كانت ضمن المرشحين الأقوياء لاعتلاء منصة التتويج!

المحاسبة هنا أمر ضروري من أجل أن تراجع تلك الاتحادات تقديراتها ومعاييرها الفنية قبل الشروع في أي مشاركة تنافسية مستقبلية، بحيث يكون التركيز على المعايير الواقعية كالأزمنة والأرقام حتى لا يتكرر ما حدث في الآسياد الأخير من مفارقات أدت إلى ضياع ميداليات كانت في المتناول!

الحساب أمر حضاري تتبعه الدول المتقدمة من أجل الوقوف على السلبيات ووضع الحلول المناسبة، وحبذا لو أن معايير المشاركة في الدورات الآسيوية والأولمبية تكون مشروطة بالحصول على ألقاب خليجية أو عربية، بالإضافة إلى الأرقام والأزمنة بالنسبة للألعاب الفردية، حتى تكون المشاركة مبنية على تقديرات واقعية لا تقديرات شخصية و عاطفية!