أحياناً تعتقد أن هناك درجة من درجات الحقد هي الأخيرة، ولن تكون هناك بعدها درجة، ولن يتدرج أي إنسان مهما بلغ مرض قلبه أن يزيد عن هذه الدرجة، فتكتشف أن هناك المزيد وقدرة الشر عند إبليس وجمعه عجيبة تودي بصاحبها للدرك الأسفل من قعر الحقد والحسد، فتنعكس أحقاده سبحان الله حتى على قسمات وجهه، فكيف يشفى من به حقد؟

تخيلوا -لأنه من الصعب أن تتخيلوا- ولكن حاولوا أن تستحضروا المشهد.. ما إن علمت قطر أن عضو من الكونغرس سيقدم قراراً يمنع فيه تصدير السلاح في البحرين "سنحسن النية ولن نقول إن نظامه هو من حرك هذا العضو" وهذا العضو كان يتوسل ويستعطف الكونغرس أن يقبلوا قراره ولو مرة، إذ صرح السيناتور راند بول أن هذه الخطوة "لن تكون حظراً مفتوحاً على بيع الأسلحة للبحرين" "بالأحرى، هذا إجراء لمرة واحدة يقتصر على طلب شراء البحرين للصواريخ. إن وقف هذا البيع هو خطوة صغيرة، لكنها يمكن أن تكون بمثابة بداية النهاية للحرب في اليمن".

ولشدة فرحة النظام القطري بهذه الجلسة التي سيرد فيها اسم البحرين، كلف قناته الشريرة أن تنقل الحدث مباشرة على الهواء لتكون القناة الوحيدة في العالم التي تنقل هذه الجلسة!! تخيلوا؟ رغم كلفة النقل المباشر المادية، إنما كي يتشفى ويفرح بالضرر الذي قد يحدث للبحرين أمر القائمين على القناة أن ينقلوها مباشرة رغم وقتها المتأخر، هذه الحركة وحدها تدل على أن الأمر خرج عن السيطرة والتحكم، فهي مفضوحة الدلالة.

وجلس ينتظر واضعاً رجلاً على رجل وبابتسامته الصفراء ينتظر الحدث "السعيد" ولشدة فرحته تسرع وأمر جميع الصحف أن تزين صفحتها الأولى لليوم الثاني بهذه العناوين "مشروع قرار أمريكي لوقف السلاح للبحرين"، "الكونغرس يبحث وقف بيع الأسلحة للبحرين"، "لمشاركتها في جرائم التحالف السعودي باليمن قرار وقف بيع الأسلحة للبحرين أمام الكونغرس"، "معهد باريس للحريات يندد بسجن ناشط بحريني"، "بسبب تورطها بالحرب الإجرامية على اليمن تحرك بالكونغرس لمنع بيع أسلحة للبحرين"!!

ولأن التصويت جرى متأخراً فجر الجمعة ونظراً لفارق التوقيت، كانت الصحف القطرية قد طبعت طبعتها، وإذ بالكونغرس يقرر بالأغلبية بيع السلاح للبحرين! فظهرت الصحف يوم الجمعة والعناوين كما هي"منع بيع السلاح للبحرين"!!

المضحك أنه أثناء التصويت وحين اتضحت النتيجة قبل إعلانها قطعت الجزيرة البث لكن الصحف كانت قد نزلت، وافضيحتاه واخزياه، لم تعذب نفسك هذا التعذيب؟ المسكين جرى لفراشه وتدثر يزم شفتيه حسرة وغيظاً كما فعل "قحطة" حين ضبط مع "نبوية" في مسلسل درب الزلق!! إنما "قحطة" تدثر خجلاً وهذا تدثر غيظاً!

الجميل في الأمر أننا نسير ونكمل ونستمر وننساه لولا أنه يظهر لنا على الرادار متعقباً يسير خلفنا يراقبنا علنا نكبو فيشمت علنا نتضرر فيفرح.. اللهم شافنا وعافنا مما ابتليتهم به.

اعذرونا يا أهلنا في قطر، كما ترون نحن نضطر اضطراراً للعودة للحديث عن نظامكم، والله إننا نتمنى أن ينصلح الحال معكم ولكنه لا يتركنا في حالنا، فإن كان عندكم كلمة تنشدون بها وجه الله سبحانه وتعالى وتتمنون بها الخير لنا ولكم، فانصحوه أن ينسانا كما نسيناه، أن يغفل عنا كما تركناه، أو ارقوه فالرقية فيها الشفاء إن شاء الله، وصدق عنترة بن شداد حين قال "لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب".