اليوم هو يوم انتخاب من يستحق الانتخاب، ولا يمكن للمنتخِب أن يتراجع عن قراره بعد الإدلاء بصوته، فلا مجال لتبديل الصوت ولا الورقة، فمن ستختاره اليوم سيظل يلاحقك أو تلاحقه مدة أربعة أعوام كاملة هي عمر المجلس القادم، ولهذا يجب أن تفكر في مصلحتك ومصلحة عيالك ومصلحة دائرتك ومصلحة الوطن ومصلحة الأجيال القادمة ومصلحة المجلس كذلك قبل أن تعطي صوتك لمن يستحقه فقط.

نعم، هي الفرصة الأخيرة جداً للسنوات الأربع القادمة، وصوتك سيكون مَثَلُكَ ومن يمثِّلكَ فاعطه من يستحقه. أمَّا من لا يستحقه فلا تفرضه على نفسك بقوة النسب والجيرة والصداقة، فالنائب هو من سيعطيك ويقدم للوطن أفضل ما يمكن أن يعطى، أمَّا قضايا النسب والمصاهرة والقبيلة «والفزعة» فهذه كلها أمور يمكن أن تصلح وقت العزائم والأعراس والمناسبات العائلية، لكن حين تود الإدلاء بصوتك فلا مفر من أن تعطيه الشخص الأفضل والأكفأ والأجدر بالمسؤولية.

أيها الناخب، حين تذهب لمركز الاقتراع الخاص بك اليوم لا تتردد في أن يكون أمام عينيك مصلحة الوطن ومستقبل الأجيال القادمة فقط، أمَّا بقية التفاصيل العرقية والمناطقية فاتركها وراء ظهرك، فأنت ذاهب لاختيار أعضاء مجلس للتشريع وليس ديوانية للأصدقاء والأقارب حتى «تعمل فيها فزعة». ولهذا على هؤلاء النفر أن «يركزوا» قليلاً في مستقبل البحرين ليُتْقِنوا اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وأن يعرفوا جيداً ما هي وظيفة النائب ليختاروا نائبهم بدقة، وأن يعرفوا واجبات العضو البلدي كذلك ليختاروه بأمانة.

أيها الناخبون، من الآن وحتى أغلاق مراكز التصويت في تمام الساعة الثامنة مساءً يكون لزاماً عليكم تفعيل الحس الوطني لديكم، وأن لا تصغوا لصوت الدعايات التي سمعتموها والوعود البراقة من هذا المترشح أو من ذاك، فمن تجدوه مناسباً ليمثلكم ويضمن سلامة مستقبلكم فاختاروه براحة بال، وما دون هذه الرؤية الناصعة والواضحة فلا تتوقفوا عندهم فضلاً أن تعطوهم صوتكم، لأننا آمنَّا بأن «الرجال يُعرفون بالحق، لا أن يُعرف الحق يعرف بالرجال» ولهذا سيكون صوتك صدى ضميرك. فهل ستختار من يستحق الاختيار؟ أم سيختارك من لا يستحق المجلس؟ إن الإجابة على كل هذه الأسئلة ستوضح لنا من أنت، وكيف تفكر، وما هو حقيقة وعيك بأهمية المستقبل. بالتوفيق للجميع، وإننا على قدر لا بأس به من اليقين بأن الجميع سيكونون على الوعد وعلى قدر كبير من المسؤولية الوطنية.