تونس – منال المبروك

تمكنت المخرجة التونسية الشابة كوثر بن هنية من اقناع عارضة الأزياء والممثلة العالمية مونيكا بلوتشي بأن تكون بطلة شريطها السينمائي الجديد الذي تبدأ في تصويره بداية فبراير 2019 لتحقق مكسبا مهما للسينما التونسية بعد اقتناع بلوتشي بالدور الذي عرضته عليها المخرجة بن هنية .

وقالت بن هنية في تصريح لـ"الوطن نها "عرضت على بلوتشي عبر وكيل أعمالها سيناريو فيلمها الجديد الذي ينتظر أن يحمل اسم "الرجل الذي باع جلده"، وأن السيناريو نال إعجاب الأخيرة وقررت أن تنظم لفريق عمل فيلمها الجديد".



واعتبرت المخرجة كوثر بن هنية أن "مشاركة ممثلة بحجم مونيكا بلوتشي في شريطها القادم يمثل نقلة نوعية في مسيرتها الفنية وللسينما التونسية التي ما فتئت تحقق نجاحات كبيرة".

وعن تفاصيل الفيلم الجديد، قالت بن هنية انه "سيصور بين تونس وفرنسا وأنه يروي موضوعاً شديد الراهنية "هجرة السوريين"، ويروى الشريط القادم قصة شاب سوري يريد الهجرة إلى أوروبا بأي ثمن ما يضطره إلى قبول عرض يقترحه عليه فنان تحديثي يقوم في أن يرسم له هوية ما على جلد ظهره، في شكل لا يعود معه في وسع سلطات الحدود الأوروبية رفض دخوله منطقة شنغن".

وصرحت الممثلة والعارضة الإيطالية مونيكا بلوتشي على هامش مشاركتها مؤخرا في مهرجان مراكش السينمائي بالمغرب بأنها "عملت كثيراً مع مخرجين رجال وأنها ترغب المشاركة في عمل سينمائي لمخرجة"، مشيرة إلى أنها "اختارت العمل مع كوثر بن هنية بعد اعجابها بأعمالها السابقة ولا سيما شريط على "كف عفريت"، "اخرج سنة 2017 وتم عرضه في مهرجان كان".

وأضافت أنها "أحبت طريقة عمل المخرجة التونسية وتعاملها مع الكاميرا وموهبتها في إدارة فريق عملها وأنها اقتنعت بسيناريو "الرجل الذي باع جلده" وأن القصة شدت اهتمامها ما جعلها توافق على المشاركة في الفيلم".

يذكر أن كوثر بن هنية مخرجة تونسية ولدت بمدينة سيدي بوزيد وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة لا فيميس بباريس، لتلتحق سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس. وقدمت فيلمها القصير الأول "أنا وأختي والشيء". وفي سنة 2010 قدمت الفيلم الوثائقي "الأئمة يذهبون إلى المدرسة"، كما شاركت في عديد المهرجانات بشريط قصير هو "يد اللوح" الحاصل على أكثر من 10 جوائز. أما شريطها الطويل الأول "شلاط تونس" فقد افتتح في مهرجان كان قسم الأسيد وحاز على عديد الجوائز العالمية. كما حصدت سنة 2016 التاتيت الذهبي بعد تتويج فيلها الوثائقي، "زينب تكره الثلج" في أيام قرطاج السينمائية. أما فيلمها الثالث والأحدث "على كف عفريت" "2017"، فعرض ضمن تظاهرة "نظرة ما" في دورة عام 2017 لمهرجان "كان" السينمائي.

وخلال أقل من 5 سنوات عرفت السينمائية التونسية الشابة، كيف تحقق لنفسها مكانة هامة في سينما بلادها، وتوزع أعمالها القليلة في مجال الفيلم الروائي الطويل "ثلاثة أفلام بين 2014 و2017"، على عدد من أبرز المهرجانات السينمائية المحلية والعالمية.