تونس – منال المبروك

فتحت زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إلى المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في التعاون الاقتصادي بين البلدين بعد حصول اتفاق على مضاعفة المبادلات التجارية بين البلدين في الفترة القريبة القادمة والعمل المشترك على تنمية التعاون الاقتصادي في قطاعات عديدة.

من جانبه، اعتبر خبير الاقتصاد محمد صالح الجنادي أن "دعم العلاقات الاقتصادية بين تونس والمملكة العربية السعودية سيساعد على إنعاش اقتصاد تونس وضمان تدفق استثمارات مهمة للبلاد"، مشيراً في تصريح خاص لـ"الوطن" إلى أن "العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية ضاربة في القدم ولها كل المقومات التي تساعد على مضاعفة المبادلات الاقتصادية"، موضحاً أن "هذه الزيادة ستمثل نقطة تحول وستساعد على ضخ استثمارات مهمة في تونس".



من جهته، أعرب نائب رئيس مجلس الغرف السعودية عبد الله بن مرزوق العديم خلال لقائه رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالرياض مساء الخميس عن استعداد المملكة لمضاعفة التبادل التجاري بين البلدين في القريب العاجل، مشيراً إلى بلوغ قيمة المبادلات في 2017 إلى 266 مليون دولار.

وقال إن "رئيس الحكومة التونسية قدم لهم شرحاً عن التسهيلات التي ستقدمها تونس للمستثمرين"، متابعاً "أعتقد أن هذه التسهيلات ستؤثر في القريب العاجل على الاستثمار السعودي في تونس".

والتقى رئيس الحكومة التونسية بالرياض مع أعضاء مجلس الغرف السعودية وعدد من رجال الأعمال السعوديين من اجل دعم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.

وقدم يوسف الشاهد بهذه المناسبة عرضاً شاملاً لفرص الاستثمار التي تتيحها بلاده في مختلف المجالات الاقتصادية وتوقف بالخصوص عند انخفاض قيمة الاستثمارات السعودية منذ 2011 إلى الآن معبراً عن أمله في أن يعود نسق الاستثمارات إلى مستواه الطبيعي.

من جهته، دعا رئيس مجلس الغرف السعودية سامي بن عبد الله العبيدي إلى "ضرورة التسريع في بعث خط بحري بين البلدين لتسهيل تنقل البضائع، وإلى إبرام اتفاقيات إضافية تهم تسهيل المبادلات التجارية بين البلدين".

وأشرف خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ورئيس الحكومة يوسف الشاهد على موكب توقيع مجموعة من الاتفاقيات تبلغ قيمتها 350 مليون دينار، لتمويل مشاريع تنموية فلاحية والتزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي وتشمل عدداً من المناطق ذات الأولوية من بينها جومين وغزالة وسجنان ومنح لصيانة بعض المعالم الدينية.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالرياض صباح الخميس.

واستعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات ذات الأولوية على غرار الاقتصاد والمالية وتشجيع الاستثمار والتعاون الأمني والعسكري لمجابهة مخاطر التطرف والإرهاب وتبادل التجارب والخبرات في المجالات العلميّة والثقافية.

كما تناول الاجتماع واقع وآفاق التعاون بين البلدين إلى جانب التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك عربياً وإقليمياً ودولياً والاستعدادات الجارية لاحتضان تونس فعاليات الدورة العادية 30 للقمة العربية في مارس 2019 والجهود المبذولة لإنجاح هذا الاستحقاق الهام في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية. وأبلغ رئيس الحكومة التحيات الأخوية للرئيس الباجي قائد السبسي لأخيه خادم الحرمين الشريفين.

وأدى رئيس حكومة تونس يوسف الشاهد زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر 2018.

ويعتبر خبير الاقتصاد محمد صالح الجنادي دعم العلاقات الاقتصادية بين تونس والمملكة العربية السعودية سيساعد على انعاش اقتصاد تونس وضمان تدفق استثمارات مهمة للبلاد مشيراً في تصريح لـ"الوطن" إلى أن العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية ضاربة في القدم ولها كل المقومات التي تساعد على مضاعفة المبادلات الاقتصادية"، مشيراً إلى أن "هذه الزيادة ستمثل نقطة تحول وستساعد على ضخ استثمارات مهمة في تونس".

وبحضور خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، جرى الخميس في قصر العوجا بالدرعية بالعاصمة السعودية الرياض توقيع اتفاقيتين ومذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية.

ووقع من جانب المملكة رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية أحمد بن عقيل الخطيب، ومن الجانب التونسي وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي زياد العذاري، اتفاقية قرض مشروع التنمية الفلاحية المندمجة في جومين وغزالة وسجنان "المرحلة الثانية"، بين الصندوق السعودي للتنمية والجمهورية التونسية، واتفاقية قرض مشروع تحسين التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي بولاية بنزرت بين الصندوق السعودي للتنمية والجمهورية التونسية، ومذكرة تفاهم منحة المملكة العربية السعودية لمشروع صيانة جامع الملك عبدالعزيز في العاصمة تونس، بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية.

حضر توقيع الاتفاقيات، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء د. مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء د. عصام بن سعد بن سعيد الوزير المرافق، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي.

كما حضرها من الجانب التونسي، وزير التجارة عمر الباهي، ووزير العلاقات مع مجلس النواب والناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، وسفير الجمهورية لدى المملكة لطفي بن قائد.