الكثير من التساؤلات التي تم طرحها في وسائل إعلامنا الرياضي بمختلف تخصصاته ولم تجد لها الإجابات الشافية بل غالباً ما تتلوها مبررات واهية أو إجابات ملتوية لا تلامس الواقع!

اليوم سأضطر إلى طرح بعض من هذه التساؤلات لعلها تجد من يجيب عليها بجرأة وشجاعة وشفافية طالما أننا نعيش عهد الشفافية والديمقراطية.

- إلى متى سيظل منتخبنا الوطني لكرة القدم يتنقل من ملعب إلى آخر بحثاً عن أنسب الأماكن لإجراء تدريباته اليومية التحضيرية لنهائيات كأس أمم آسيا التي تفصلنا عنها ثلاثة أسابيع؟!

هل يعقل أن يحدث مثل هذا الأمر في الوقت الذي نتحدث فيه عن طموحات كروية عالية السقف كالمنافسة على اللقب الآسيوي والتأهل لنهائيات كأس العالم؟

- إلى متى سيظل إعلامنا الرياضي يستجدي هذا وذاك من أجل التكرم عليه بإيفاده إلى الدورات والبطولات الخارجية التي تكون فيها منتخباتنا الوطنية طرفاً؟!

- مثل هذا الاستجداء لا يليق بمكانة الإعلام ولا يتوافق مع استقلاليته ولطالما طالبنا وسائل إعلامنا الرياضي بمختلف مؤسساته بأن تعتمد على نفسها في تحمل تكاليف موفديها لمثل هذه الدورات حتى يكونوا أكثر استقلالية وحرية في طرح آرائهم.

وفي حال بادرت المؤسسات والهيئات الرياضية من تلقاء نفسها -كما كان يحدث سابقاً- بدعوة الإعلام الرياضي لمرافقة وفودها الرياضية إلى البطولات أو الدورات الخارجية فإن الأمر هنا يكون مقبولاً ولكن المتعارف عليه عالمياً ومهنياً أن هذه المؤسسات والهيئات الرياضية ليست مسؤولة بتحمل تكاليف الوفود الإعلامية بقدر ما هي مسؤولية المؤسسات الإعلامية نفسها!

- الوضع اليوم اختلف كثيراً عن السابق حيث أصبحت المادة تشكل كثيراً من العوائق وأصبح لزاماً على مؤسساتنا الإعلامية أن تتبنى بنفسها إيفاد مندوبيها إلى الدورات والبطولات الرياضية كما تفعل جل المؤسسات الإعلامية في العالم من أجل أن تحفظ للإعلام هيبته ومكانته.

- حتى جماهيرنا الرياضية لا بد من أن نجد لها الوسائل التي تيسر أمر تواجدها في الدورات والبطولات الخارجية كأن تساهم شركات الطيران ومؤسسات ومكاتب السفر والسياحة في توفير باقات سياحية مخفضة جداً تشمل السفر والإقامة ودخول المباريات كما يحدث في أغلب دول العالم، ولعلكم شاهدتم بأم أعينكم عشرات الآلاف من جماهير الناديين الأرجنتينيين «ريفر بليت» و»بوكا جونيوز» وهم يتواجدون في العاصمة الإسبانية «مدريد» لمؤازرة فريقيهما متحملين بأنفسهم تكاليف الرحلة ودخول الملعب وفق باقات سياحية مخفضة.

- لم يعد الدخول المجاني متاحاً إلا في بعض البطولات الخليجية (من باب الكرم الخليجي) ولم يعد بمقدور المؤسسات الحكومية تحمل مصاريف آلاف الجماهير الراغبة في مرافقة منتخباتنا الرياضية في الخارج في ظل سياسة التقشف العامة، الأمر الذي يحتم وجوب تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص بالإضافة لوجوب تفهم الجماهير الراغبة في مرافقة المنتخبات إلى أهمية مساهمتها بتحمل جزء من الأتعاب المادية.

- تساؤلات ورسائل نأمل أن تجد صداها بين جدران وسطنا الرياضي.