رغم تناقل وسائل الإعلام في العالم لأحداث سوريا الميدانية لحظة بلحظة، فإن مناطق معتمة ما زالت بعيدة عن عدسات الكاميرا. معاناة من نوع آخر. ففي سوريا ليس ضرورياً أن يموت المرء بقذيفة حرب أو رصاصة ميليشيا أو جوعاً أو قهراً في السجون، بل قد يموت برصاصة شجار جراء حادث سير.

انفلات أمني يضيف إلى معاناة السوريين أسباباً أخرى، ومشكلات اجتماعية خلفتها الحرب وراءها لن تنتهي بانتهاء المعركة.

تزداد عند السوريين نسب الطلاق، ويرتفع عدد حالات الاغتصاب إلى حد يصفه البعض بالممنهج، وتنتشر السرقة وقطع الطريق وتتفكك أسر معلنة خارطة جديدة في أصقاع العالم.



جيل كامل ينشأ وسط كل هذا العبث، ضحية كل شيء، ونقمة على كل شيء، وما أضيق الحياة في زمن الضحايا.

إنها سوريا التي لا تعرفونها جيداً، بعيداً عن مشاهد المعارك والقتل اليومية، وبعيداً عن انهيار العملة، وبعيداً عن التصريحات السياسية، واللعبة الدولية، والأطماع الإقليمية، وقرارات مجلس الأمن. إنها الحياة الاجتماعية لمدنيين وضعهم القدر في زمن الحرب.