غزة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات المتظاهرين الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرة في إطار "مسيرات العودة" في المنطقة الحدودية، أطلق عليها المحتجون جمعة "عائدون رغم أنف ترامب".

وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان "استشهد الشاب بلال مصطفى خفاجة "17 عاماً"، برصاصة في الصدر شرق رفح"، مضيفاً "كما أصيب 94 فلسطينياً بإصابات مختلفة منها 30 بالرصاص الحي وتم تحويل 37 إصابة إلى المستشفيات".



وبذلك، يرتفع إلى 174 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة والاحتلال أواخر مارس الماضي.

وذكرت مصادر أن المواجهات شهدت حدة أكثر من الأسابيع الماضية، وتم إشعال طائرات ورقية وبالونات حارقة.

وقالت وزارة الصحة في غزة "بعد متابعة حالات الإصابات وجدنا أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الحلو غريبة في هذه الجمعة ونوع الغاز لم يعرف بعد، ما يدلل على أنه محرم دولياً".

وتوافد مئات آلاف المواطنين في قطاع غزة في مسيرات العودة وكسر الحصار، على حدود غزة الشرقية التي تربطها مع الجانب الإسرائيلي، وحملت هذه الجمعة اسم "عائدون رغم أنف ترامب".

وتأتي المشاركة في مسيرات العودة، بدعوة من الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، والتي تنظم من يوم الأرض في 30 مارس هذه المسيرة لمحاولة الضغط على إسرائيل لكسر الحصار عن القطاع.

وأشعل المتظاهرون في مخيمات العودة الخمسة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، الإطارات المطاطية والبالونات الحارقة والطائرات الورقية تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، وتمكن متظاهرون من حرق برج إرسال للاحتلال شرق رفح.

ورصد مراسل "الوطن" إطلاق قوات الاحتلال النار وقنابل الغاز صوب المشاركين في مسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، منذ بدء وصول المواطنين تجاه مخيمات العودة

وفي رفح أطلق جنود الاحتلال النار صوب مرصد تابع للمقاومة، كما استهدفت طائرات الاحتلال تجمعاً للمواطنين، فيما أطلق جنود الاحتلال النار تجاه المتظاهرين بشكل عشوائي، كما واستهدفت طائرات الاحتلال المسيرة مطلقي البالونات الحارقة مرتين شرق غزة وجباليا.

عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار محمد الحرازين قال إن "مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها"، داعياً الجماهير العربية أيضاً "لأوسع مشاركة في بلدانهم دعما للقضية الفلسطينية سواء مسيرات العودة أو دعم الخان الأحمر".

ونوه الحرازين في تصريح لـ "الوطن" الى أن "الفلسطينيون وقيادتهم لن يمرروا المؤامرة التي تحاك لإكساب الإسرائيلي شرعية، وتختزل القضية الفلسطينية على ملفات صغيرة".

وأكد الحرازين أن "المقاومة مع الشعب وقيادته متكاتفة لإفشال المؤامرات وستعيد لقضيتنا الوطنية كرامتها".

ولفت إلى أن "المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية، التي تستهدف حقوق اللاجئين تسعى لطمس حقوقنا المشروعة وفي مقدمتها حق العودة".

وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن "عدد شهداء مسيرة العودة التي انطلقت في 30 مارس الماضي، بلغ 174 فلسطينياً، بينما فاق عدد الإصابات أكثر من 19 ألف جريح في مناطق مختلفة".

وفي القدس المحتلة، انطلقت مسيرة حاشدة في تجمع الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، من خيمة الاعتصام الرئيسية التي أقيمت هناك، نحو الشارع الرئيس، احتجاجاً على قرار سلطات الاحتلال بهدم الخان وتهجير أهله.

وندد المشاركون في المسيرة بالاستيطان ورفعوا الأعلام الفلسطينية، في ظل تواجد عسكري مكثف لقوات الاحتلال، محملين بالأسلحة الثقيلة والرشاشات مع وجود جيبات عسكرية.

كما أدى مئات المواطنين صلاة الجمعة في تجمع الخان الأحمر، تضامنًا مع سكانه المهددين بالترحيل وهدم بيوتهم.

في الوقت ذاته، حاولت مجموعة من المستوطنين اقتحام قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة لاستفزاز المواطنين المعتصمين هناك.

وتصدى الشبان المعتصمين في القرية للمستوطنين ومنعوهم من دخول القرية وأجبروهم على التراجع إلى الشارع الرئيس القريب من الخان الأحمر.

بدوره، قال وزير شؤون القدس في حكومة الوفاق الوطني عدنان الحسيني، إن "اقتحام المستوطنين قرية الخان الأحمر وعربدتهم تحت أعين جنود الاحتلال لهو استفزاز لمشاعر الفلسطيني وانتهاك صارخ لكافة القوانين".

وأضاف الحسيني في تصريح لـ "الوطن" أن "الاقتحام يدلل على حقد المستوطنين، وعلى العالم التدخل من أجل طرد المستوطنين من الأراضي الفلسطينية ومن شرق القدس المحتلة".

وبين الحسيني أن "دائرة القدس في منطقة التحرير تعد ملفا للتوجه لمحكمة الجنايات الدولية احتجاجا على مساعي الاحتلال لإخلاء شرق القدس من المواطنين الفلسطينيين بدءاً من قرية الخان الأحمر، وسيجري تسليم هذا الملف للخارجية الفلسطينية من أجل تقديمه للجنايات الدولية حسب الأصول".

وتشهد حدود غزة منذ 30 مارس احتجاجات تبلغ الذروة كل يوم جمعة لتأكيد "حق العودة للاجئين" إلى بلداتهم التي هجروها أو طردوا منها قبل نحو 70 عاماً، والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات، وفق الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة.