* "الوطن" تشارك في المؤتمر الصحفي عبر الهاتف لقائد القيادة المركزية الأمريكية

* البحرين من بين الدول التي شملتها جولتي حول بحث الأوضاع في المنطقة

* أمريكا وضعت خطوطًا حمراء لردع تهديدات إيران



* تكلفة باهظة تجاه أي فعل ضد القوات الأمريكية في المنطقة

* واشنطن تدعم الدول المناهضة لهيمنة طهران الإقليمية

* نشر أنظمة دفاع جوي لحماية المنطقة الخضراء في بغداد

* تفاؤل أمريكي بشأن تعامل رئيس الوزراء العراقي مع المليشيات المسلحة

* واشنطن تراقب التهديدات المختلفة لحركة الملاحة في المنطقة

* طهران تستخدم سوريا لأسباب خاصة وعلى الأسد استيعاب الأمر

* أزمة "داعش" في الأيديولوجية وليست العسكرة

* أمريكا مستمرة في الضغط العسكري على "القاعدة" و"داعش" في إدلب

* "طالبان" تعرقل الأمن في أفغانستان وغموض يكتنف الحل السلمي

وليد صبري

شن القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي "هجومًا عنيفًا على إيران وحلفائها في المنطقة"، مؤكدًا أن "واشنطن وضعت خطوطًا حمراء لردع النظام الإيراني وأسست مسرحًا كاملاً لردع طهران بشكل مباشر وغير مباشر"، مضيفا أن "تكلفة أي فعل ضد القوات الأمريكية في المنطقة ستكون باهظة"، مشيرًا إلى أن ""حزب الله" يشكل مشكلة في لبنان، وسوف نكون عميانًا إذا لم نقر ونعترف بخطر الحزب".

وقدم الجنرال ماكينزي في المؤتمر الصحفي عبر الهاتف والذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية، وشاركت فيه "الوطن"، "معلومات حول عمليات القيادة المركزية الأمريكية، بما في ذلك، وردع إيران، ومكافحة الإرهاب وجهود هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، والوضع في سوريا، والعراق، ولبنان، وأمن الملاحة في الخليج، والوضع في أفغانستان".

وقال الجنرال ماكينزي، "أنا حاليًا في رحلتي الأولى إلى المنطقة منذ فبراير، حيث أجلت عدة رحلات بسبب مخاوف بشأن فيروس كورونا (كوفيد19)، لقد زرت عدّة دول حتى الآن، والتقيت مع القادة المدنيين والعسكريين في عدد من دول المنطقة، بالإضافة إلى القادة الدبلوماسيين والعسكريين للولايات المتحدة والتحالف. هذه فرصة جيدة بالنسبة إليّ لإعادة الانخراط شخصيًا مع القادة في جميع أنحاء المنطقة ومناقشة المخاوف الأمنية المتبادلة. كما يسمح لي بالتعامل مع القوات الأمريكية وقوات التحالف لمناقشة الوضع الأمني ​​الذي يشهدونه، كما أنه يتيح لي فرصة رؤية بعض التحديات الخاصة بهم مباشرة".

وأضاف، "على الرغم من أنني لن أكون قادرًا على التحدث معك إلى أين سنذهب في المستقبل في هذه الرحلة، بسبب مخاوف أمنية، سأقول إنني زرت المملكة العربية السعودية والعراق والبحرين والأردن وقطر بالفعل والكويت، وقد أتيحت لي الفرصة أيضًا لزيارة القوات الأمريكية في شرق وجنوب سوريا. كما أعطتني هذه الرحلة أول فرصة للقاء رئيس الوزراء العراقي الجديد. كان من المهم جدًا بالنسبة إلي العودة إلى المنطقة؛ لأن بعض الأشياء لا يمكن رؤيتها في مؤتمر عبر الفيديو، وأعتقد أن التفاعل وجهًا لوجه أمر بالغ الأهمية".

وفي رد على سؤال حول أعمال الشغب في السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا وعبر سوريا، أفاد الجنرال ماكينزي بأنه "نحن ننظر إلى أعمال الشغب تلك بقلق، نحن نؤمن أن أفضل طريقة للحد من عدد تلك السجون، في جميع الحالات، هي الإعادة إلى الوطن، ونحن ندعم تمامًا الإعادة إلى الوطن ونحن نعمل مع مجموعة متنوعة من الدول لتحقيق ذلك - لتحقيق هذا الهدف، هذه عملية بطيئة، ولكننا نعتقد أن هذا هو أفضل مسار للمضي قدمًا".

وقال: "نحن نعمل أيضًا بكل ما في وسعنا لتقديم دعم إضافي لقوات سوريا الديمقراطية، الذين هم في الواقع مسؤولون عن الأمن في تلك السجون. كما تعلمون، ليس للولايات المتحدة دور مباشر في الأمن لتلك السجون، لكننا سنحاول مساعدة قوات الدفاع الذاتي بشكل غير مباشر وبأي طريقة ممكنة؛ لأنها تحافظ على هذه المهمة".

وأوضح: "لقد رأينا الاضطرابات في المنطقة الشرقية من سوريا وأفضل وسيلة لتقليص عدد السجناء إرسالهم إلى بلدانهم لكن هذه عملية بطيئة وهذا هو أفضل طريق للمضي قدما مستقبلا، وكما تعرفون فإن الولايات المتحدة ليس لديها دور مباشر في الأمن على الأرض في شمال سوريا، ولكن نحن نحاول أن نقدم المساعدة، وبالطبع نحن قلقون بشأن فيروس كورونا (كوفيد19)، في هذا المضمار وهذه مشكلة بالتأكيد والمشكلة منتشرة في أماكن مختلفة من سوريا في ظل وجود اللاجئين والنازحين والمشردين".

وأشار ماكينزي إلى أنه "أفضل الطرق لتخفيض الاكتظاظ في السجون التي تديرها ​قوات سوريا الديمقراطية​ في سوريا هي إعادة ​السجناء​ إلى وطنهم، وخاصة في ظل وجود جنسيات عديدة في هذه السجون ونحن نعمل بكل طريقة ممكنة لتقديم دعم إضافي لهذه ​القوات​ المسؤولة عن الأمن في تلك السجون"، معتبراً أنه "بالنسبة إلى الخوف من ​كورونا​ في تلك السجون فالموضوع لا يشكل مشكلة حاليا لكننا قلقون من ذلك".

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وهل من الممكن أن تؤثر على الحظر المفروض على إيران، قال الجنرال ماكينزي: "بعد الانتخابات الأمريكية وخاصة في يناير المقبل، هناك حسابات تقوم بها إيران، لاسيما وأنها تحاول أن تبعدنا عن المنطقة، وقد حددنا خطوطا حمراء لردع النظام الإيراني في المنطقة، وأصبحت واضحة لهم أكثر من أي وقت مضى، وسوف نستمر في المضي قدما للتضييق والتنفيذ الكامل للحظر المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة، وهذا الأمر واضح وجلي منذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، نحن نعرف ما تريد إيران أن تفعله".

وشدد على أن "إيران عازمة على إخراج أمريكا من المنطقة كجزء من خطتها نحو الهيمنة الإقليمية، في المقابل، نحن نقدم الدعم لعديد من دول المنطقة في تعارض هيمنة إيران".

وأشار خلال الإيجاز الصحفي عبر ​الهاتف إلى أنه "بعد تبادل المساجين الذي حصل مع ​إيران​ تبيّن أننا في فترة الفرص التي وُلدت من خلال القدرة والإرادة وأنا لا أعتقد أن إيران لديها أي شك في قدراتنا"، مشيرًا إلى أن "إيران لا تزال تسعى للسيطرة على المنطقة وإخراج ​الولايات المتحدة​ منها ولكن من الصعب جدا معرفة ما تفكر به إيران وأعتقد أنه بعد اغتيال قائد ​فيلق القدس​ الجنرال ​قاسم سليماني​ باتت إيران تجد صعوبة في اتخاذ القرارات".

وقال الجنرال ماكينزي عن الاتفاق الموقع مؤخرًا بين إيران وسوريا في مجال الدفاع الجوي: "إن إيران تستخدم سوريا لأسباب خاصة بها وعلى الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون على دراية بذلك، ونحن نراقب التحركات الفعلية على الأرض وليس النقاشات فقط بين الجانبين".

وذكر أنّ "واشنطن أسست مسرحًا كاملًا لردع إيران بشكل مباشر وغير مباشر"، مؤكدًا أن "تكلفة أي فعل ضد القوات الامريكية في المنطقة ستكون باهظة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنّ إيران دائمًا على دراية بقدرات الجيش الأمريكي العسكرية".

وفيما يتعلق بالانفجار الذي طال مفاعل نطنز ومدى تأثيره على القدرات النووية الإيرانية، قال الجنرال الأمريكي: "لقد راقبنا ورأينا هذا الانفجار في إيران، لا أستطيع أن أتحدث عن مزيد من التفاصيل عن هذا الانفجار؛ لأن هناك بعض التصريحات من جانب المسؤولين في هذا المجال وسوف أتركها لهم".

وفي رد على سؤال حول نشر أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، لحماية المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، أفاد الجنرال الأمريكي بأنه "لقد أكملنا هذا الانتشار وهذا ما سأقوله عن ذلك؛ لأننا لا نرغب في مناقشة التفاصيل التكتيكية للمكان الذي نضع فيه أنظمة حماية القوة، وقد تم ذلك، والشيء الوحيد الذي أود أن أخبركم هو أنه تم نشره وسيكون جاهزًا للنشر مرة أخرى إذا اقتضت الظروف ذلك".

وأعرب الجنرال الأمريكي عن "تفاؤله بشأن واقع وجودنا في العراق؛ فرئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يريد فرض السيادة العراقية ونحن نتفق معه تمامًا، ونؤمن بأنه يمكننا المساهمة في ذلك وأعتقد أنه يسعى إلى كسر سيطرة المليشيات، ولديه أيضًا واقع سياسي عليه التعامل معه وهو يدرك صعوبة هذا الموضوع وعلينا أن نتحلى بالصبر بينما يمضي هو قدمًا"، لافتًا إلى "أننا نشرنا أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة الخضراء في العراق ولا نود مناقشة التفاصيل التكتيكية حول الموضوع".

وعن مستقبل الوجود الأمريكي في العراق، قال ماكينزي: "أنا متفائل بوضع العراق، ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يقوم بكل ما هو صحيح تجاه المليشيات وتوفير الأمن للقوات الأمريكية، وأعتقد أننا في وضعية جيّدة مع الحكومة العراقية للمضي قدمًا في الحوار الإستراتيجي الثنائي في وقت لاحق هذا الشهر، والوجود الأمريكي يعتمد على التشاور بيننا وبين الحكومة العراقية".

وقال: "إن الحكومة العراقية ملتزمة بتقديم الدعم والحماية للقوات الأمريكية وقوات التحالف الموجودة في العراق والتي تحارب تنظيم الدولة "داعش"".

واستنكر الجنرال الأمريكي "عملية اغتيال المستشار والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي"، مؤكدًا أن "من نفذ عملية الاغتيال يعارض جهود رئيس الحكومة العراقية، ولذلك نحن نشعر بالصدمة لكن ذلك في الوقت ذاته مؤشر على أن رئيس الوزراء العراقي يعمل بشكل فعال".

وتطرق الجنرال ماكينزي خلال المؤتمر الصحفي إلى الوضع في لبنان قائلا: "واشنطن ملتزمة بدعم لبنان والقوى الشرعية فيه"، معتبرًا أنّ ""حزب الله" لا يزال المشكلة وإذا نفّذ الحزب عملية ضد إسرائيل فسيكون ارتكب خطأ كبيرًا".

وأكد أن "مشكلة "حزب الله" بالتأكيد كانت محور النقاش مع المسؤولين اللبنانيين، وتمحورت المحادثات حول دعم لبنان والدفاع الوطني في لبنان، لأن "حزب الله" لا يزال مشكلة في لبنان، وسوف نكون عميانًا إذا لم نر ونقر بهذه المشكلة".

وأعلن: "خلال زيارتي إلى لبنان التقيت قائد الجيش جوزيف عون وأكدت له التزامنا بدعم الجيش اللبناني"، لافتًا إلى أن "حزب الله يشكل مشكلة في نظرنا"، مشددًا على أنه "في حال فكّر الحزب بتنفيذ عملية عسكرية ضد إسرائيل سيكون بذلك قد ارتكب خطأ كبيرًا ولن تكون نهاية هذا الأمر جيدة".

وفيما يتعلق بأفغانستان، أوضح الجنرال الأمريكي أن "الجيش الأفغاني بحاجة توضيح قوته حيث يقاتل من أجل توفير الدفاع والأمن للأمة الأفغانية، بينما نحاول إجراء مفاوضات داخل أفغانستان، وفي الوقت ذاته، "طالبان" ليست مساعدة بالتأكيد، وبدلا من المساهمة في خفض العنف زادت من وتيرته، وذلك الغموض يكتنف فرصة التوصل إلى حل سلمي، لكنني سعيد بالطريقة التي يقاتل بها الجيش الأفغاني الآن".

وفي رد على سؤال حول نشاط "داعش" في منطقة شرق الفرات، وإستراتيجية التحالف للتعامل مع التنظيم المتطرف، أوضح الجنرال الأمريكي: "نحن في سوريا لمحاربة "داعش"، ونحن نعمل مع شركائنا على الأرض لهزيمة التنظيم ونمارس ضغطا كبيرا عليه، والمشكلة ليست في وجود التنظيم على الأرض ولكن المشكلة الحقيقية في أيديولوجية "داعش"، ونحن نحاول مساعدة القوات الأمنية هناك لوقف ومنع هجمات التنظيم لذلك نحن نعمل مع شركائنا وقوات الأمن المحلية لمنع تلك الهجمات". ولم يستبعد الجنرال الأمريكي "التعامل مع القوات الأمنية التي تدخل شرق سوريا"، متحدثًا عن "تنسيق مع الروس في هذا الشأن"، ولاسيما مع ورود تقارير عن أن هناك تنسيقًا مع الجيش السوري شرق البلاد.

وفيما يتعلق بأمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز وتهديدات الحرس الثوري الإيراني، قال الجنرال ماكينزي: "نحن نراقب بشكل دؤوب التهديدات المختلفة في المنطقة، ونود دائمًا أن نكون واثقين من أن حركة التجارة تسير بسهولة في المنطقة من دون أي تحديات ولاسيما ما يتعلق بمسارات المياه الدولية وحركة التجارة والملاحة".

وشدد على أن "واشنطن مستمرة في زيادة الضغط العسكري على المنظمات الإرهابية في إدلب شمال غرب سوريا، ولاسيما تنظيم القاعدة وداعش".

ورفض الجنرال الأمريكي التعليق على الأوضاع في ليبيا معتبرا أنها ليست ضمن قطاعه المسؤول عنه".

وقال إنه "حضر اجتماعات مهمة مع المسؤولين في الكويت، حيث تظل الكويت أحد شركائنا الرئيسيين في المنطقة، وهناك صداقة بين أمريكا والكويت".

يذكر أن الجنرال ماكينزي من بيرمينغهام في ولاية ألاباما وتم تفويضه للانضمام إلى قوات مشاة البحرية بعد تخرجه من كلية "سيتاديل"،"The Citadel"، في عام 1979 وتلقى تدريباته كضابط في المشاة. وتولى القيادة على مستوى الفصيلة والسرية والكتيبة ووحدة مشاة البحرية الاستكشافية. وتولى كمقدم قيادة فوج قوات مشاة البحرية السادس من الكتيبة الأولى. وتولى بصفة المسؤول القائد لوحدة مشاة البحرية الاستكشافية الـ22 "المؤهلة للعمليات الخاصة" قيادة الوحدة في عمليات قتالية في أفغانستان في عام 2004 والعراق في عامي 2005 و2006. وخدم في عامي 2006 و2007 كأمين عسكري لقائدي قوات المشاة الـ33 والـ34. وخدم في الأركان المشتركة كنائب لمدير العمليات ضمن مركز القيادة العسكرية الوطني عند ترقيته إلى رتبة عميد في يوليو 2007. واختاره رئيس قادة الأركان المشتركة في يونيو 2008 كمدير للفريق الانتقالي في الإدارة الجديدة التابع للرئيس. وقد قام بحكم منصبه هذا بتنسيق جهود الأركان المشتركة والقيادات القتالية لتحضير عملية انتقالية للمديرين خلال فترة الحرب وتنفيذها.