أطلقت عدة مؤسات مغربية عمومية وخاصة استنفارا قويا، للاستجابة للتوجيهات الملكية المتعلقة بتسهيل عودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن.

وفي وقت سابق من الأحد، أمر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، كل المتدخلين في مجال النقل الجوي، خاصة شركة الخطوط الملكية المغربية، ومختلف الفاعلين في النقل البحري، بالحرص على اعتماد أسعار معقولة تكون في متناول الجميع.



ومما أمر به الملك، ضرورة توفير العدد الكافي من الرحلات، لتمكين العائلات المغربية بالخارج من زيارة وطنها وصلة الرحم بأهلها وذويها، خاصة في ظروف جائحة كوفيد 19.

كما دعا العاهل المغربي كل الفاعلين السياحيين، سواء في مجال النقل أو الإقامة، إلى اتخاذ التدابير اللازمة، لاستقبال أبناء الجاليات المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأسعار ملائمة.

ولفت اليبان إلى أن هذه التعليمات تأتي في إطار "العناية الكريمة التي ما فتئ الملك محمد السادس، يوليها لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتجسيدا لحرصه على استمرار ارتباطهم بوطنهم الأم".

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، فإن حالة استنفار قصوى عمت المؤسسات المعنية بعملية عودة مغاربة الخارج لأرض الوطن، لضمان عودة سليمة لهم، خاصة بعد أكثر من عام على الجائحة.

مصادر "العين الإخبارية"، كشفت أنه من المتوقع أن يتوافد مئات الآلاف من مغاربة الخارج على مختلف النقاط الحدودية للمملكة، مُتوقعة ارتفاعاً غير مسبوق في مستوى تدفقهم هذا العام.

وأرجعت المصادر هذا التوقعات إلى كون الجائحة وفترات الحجر وإغلاق الحدود، حالت دون قدوم أغلب مغاربة الخارج لأكثر من عام.

وفي أعقاب التخفيفات العالمية من القيود الاحترازية للوقاية من انتشار كورونا، والتي شملت الممكلة المغربية أيضاً، يُتوقع أن ينتهز مغاربة الخارج الفرصة للعودة إلى بلدهم في الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة مع تزامن عطلة الصيف وعيد الأضحى.

وفي السياق نفس، عززت الخطوط الملكية المغربية من تسهيلاتها وأسطولها الجوي، بغرض الاستجابة للتعليمات الملكية، ولخدمة المغاربة العائدين لأرض الوطن.

وأفادت الشركة، في بلاغ لها، أنها عززت برنامج رحلاتها بأسعار في متناول أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث تم تدقيق هذه العروض لإعداد قائمة أسعار استثنائية تختلف حسب الوجهات وعدد أفراد الأسرة.

مُحامٍ قوي

وفي تعليق له على الخُطوة الملكية، شدد عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المقيمة بالخارج، وهي مؤسسة وطنية استشارية، على أن الملك يحرص بشكل كبير على حماية حقوق ومصالح مغاربة العالم، سواء بالداخل والخارج.

وأكد في مقال له، أن القرارات التاريخية تشهد على هذا الحرص الملكي الكبير، ما جعل العاهل المغربي "مُحامياً قوياً لمغاربة العالم" في أكثر من ملف شائك.

وقال: "الأمر الملكي الصادر بتسهيل عمليات عبور الجالية وبأثمان مناسبة، ليس إلا دليلا آخر على المكانة الخاصة لمغاربة العالم في الأجندة الملكية، وحرص جلالته على تواصل صلات الرحم وتقوية الأواصر بين مغاربة العالم ووطنهم الأم".

وعدد "بوصوف" المحطات التي وقف فيها ملك البلاد إلى جانب مغاربة الخارج، كالفصل في جنسيات أطفال المغربيات من الزواج المختلط، وتحريك ملفات ومساطر قضائية لحماية عقارات مغاربة العالم، ودفاعه عن سمعة مغاربة العالم واعتدال تدينهم في خطابه الشهير بعد محاولة اليمين المتطرف الأوروبي ربط كل العمليات الإرهابية بمغاربة العالم، فكان رده جامعا ومانعا ضد كل اتهامات الكراهية والعنصرية الموجهة ضد مغاربة العالم وضد طريقة تدينهم.

وختم بالإشارة إلى آخر قرار ملكي، والمتعلق بالمغاربة القُصر غير المرافقين بأوروبا، إذ أمر باتخاذ جميع التدابير لاستقبال كل القاصرين المغاربة غير المرافقين بأوروبا، وهو إجراء لقي استحسانا قويا من طرف منظمات وهيئات حقوقية دولية لحقوق الإنسان وحقوق الطفل.

واعتبر المتحدث أن القرار الملكي الأخير، لم يكن مفاجئاً، لأن العاهل المغربي الملك محمد السادس، معروف عنه قوة إنصاته لنداءات الجالية ولقواها الحية، خاصة مع تزامن عملية العبور الاستثنائية لسنة 2021 مع تداعيات الجائحة.

ولفت إلى إن عملية العبور لهذا العام، تتزامن مع "أزمة علاقات الثقة بين المغرب وإسبانيا بعد فضيحة استقبال زعيم المرتزقة غالي/بن بطوش في إسبانيا بهوية مزورة وتدبير عملية تهريبه ليلا بعد تحقيق قضائي مشكوك في احترامه لمساطر التقاضي، سواء إسبانيا أو بمجموع دول أوروبا التي دخل إلى فضائها شينجن بهوية مزورة"، على حد قوله.