جمعية الصم البحرينية الحاضن الرئيس للصم وذوي الإعاقة السمعية

أكد مدرب ومترجم لغة الإشارة والرئيس السابق لجميعة الصم البحرينية مهدي النعيمي، أن البحرين تشهد نشاطاً ملحوظاً في مجال دمج الصم في المجتمع وتقديم الخدمات التي تسهل حياتهم وتساهم في تنمية مهاراتهم وثقافاتهم، لافتاً إلى أن جمعية الصم البحرينية الحاضن الرئيس للصم وذوي الإعاقة السمعية وساهمت بشكل فعال في تطورهم من خلال البرامج التنموية والاجتماعية والترفيهية والتعليمية ودعمهم لتذليل كافة الصعاب التي يواجهونها وتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية.

وقال: «نناشد الجهات المسؤولة اتخاذ الخطوات اللازمة لمعادلة شهادات الصم، وتفعيل القرارات الداعمة لتوظيف هذه الفئة، لكي لا يكون لدينا طاقة معطلة لبناء المجتمع». وفيما يلي نص الحوار:



كم عدد الصم في البحرين؟ وكم عدد المنتسبين للجمعية؟

- عدد الصم في البحرين وبحسب إحصائية وزارة التنمية الاجتماعية لعام 2022 قد بلغ 2103 أصم من الجنسين الذكور والإناث. وعدد منتسبي الجمعية 280 عضواً من الجنسين تقريباً.

كيف ترى واقع الصم في البحرين؟

- شهدت مملكة البحرين نشاطاً ملحوظاً في مجال دمج الصم في المجتمع وتقديم الخدمات التي تسهل حياتهم وتساهم في تنمية مهاراتهم وثقافاتهم، وكان لجمعية الصم البحرينية الدور الأكبر لاحتضان الصم وتحقيق هدف دمجهم في المجتمع وتشجيع المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمع لدعمهم وتقديم الخدمات لهم. حيث كانت جمعية الصم البحرينية الحاضن الرئيس للصم وذوي الإعاقة السمعية وساهمت بشكل فعال في تطورهم من خلال البرامج التنموية والاجتماعية والترفيهية والتعليمية ودعمهم لتذليل كافة الصعاب التي يواجهونها وتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية.

ما هي الخدمات التي تقدمها جمعية الصم البحرينية؟

- تتضمن الخدمات المقدمة من جمعية الصم البحرينية أنشطة ودورات وفعاليات مختلفة في المجال الاجتماعي والثقافي والمجال الرياضي والأسري والمهني والفني والصحي والتعليمي والترفيهي، وكان لهذه الأنشطة دور فاعل في تنمية وبروز عدد من الموهوبين الصم في مختلف المجالات، وحصولهم على جوائز على المستوى المحلي والدولي. وفي مجال الترجمة تم إنجاز القاموس الإشاري المصرفي للبنوك بالتعاون مع جمعية مصارف البحرين، كما أولت الجمعية اهتماماً بالغاً في تأهيل وتدريب مترجمي لغة الإشارة وإقامة الكثير من الملتقيات والمؤتمرات وأبرزها الملتقى الخليجي الرابع للصم في البحرين.

حدثنا عن الخدمات الحكومية المقدمة لفئة الصم بالتفصيل؟

- فيما يتعلق بالخدمات الحكومية يعتبر مركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل أحد أهم مساهمات وزارة التنمية الاجتماعية في تعليم الصم، وتقدم الوزارة دعمها لفئة الصم وغيرها من الفئات ذوي الإعاقة من خلال الدعم المالي. ومن خلال سعي الجمعية لتوظيف الصم تم توظيف بعض العاطلين المسجلين في وزارة العمل من هذه الفئة سابقاً ومازالت الجمعية تتبنى هذا الملف لتوظيف عدد أكبر من الصم.

وفي المجال الصحي تم تدريب مجموعة من الأطباء والعاملين بالوزارة في عام 2008 وذلك بمبادرة من الجمعية ويتم التدريب حالياً لبعض الأطباء بشكل فردي، ونأمل أن تكون هناك دورات تخصصية في المجال الصحي.

وحالياً تم تدشين مشروع مركز الاتصال المرئي الذي تقدمت به الجمعية إلى المراكز الصحية للرعاية الأولية وبتمويل من شركة زين البحرين. وكان لوزارة الداخلية بعض المبادرات من خلال توفير الترجمة الإشارية بمركز العمليات وعقد دورات تدريب لغة الإشارة لمنتسبي الوزارة والمعسكر الصيفي لأبناء الموظفين، وفيما يخص وزارة التربية والتعليم قامت الوزارة بدمج الصم في المدارس الثانوية والمرحلة الجامعية وتوفير مترجمي لغة الإشارة لهم.

وتقدم وزارة الإعلام خدمة الترجمة الإشارية لنشرة الأخبار الرئيسة، كما أن مجلسي الشورى والنواب يقدمان خدمة ترجمة الجلسات وتم عقد دورات في لغة الإشارة لبعض منتسبي المجلسين.

كما كان للأفراد والشركات والمؤسسات المجتمعية والتجارية الداعمة دور مهم وفاعل في دعم الصم بالتبرعات العينية والنقدية لدعم أنشطة وفعاليات جمعية الصم البحرينية والمشاركة في تقديم الدورات والفعاليات التوعوية والفنية والتنموية لهم.

ما هي التحديات التي تواجه فئة الصم للاندماج في المجتمع؟

- يتطلع الصم لتوفير فرص أكبر لمشاركتهم في مختلف الأنشطة الاجتماعية ولكن أكبر التحديات التي تواجههم للاندماج في المجتمع هي عدم وجود مترجم لغة الإشارة في الوزارات والمؤسسات وبالخصوص الخدماتية منها، وكذلك في الفعاليات المجتمعية العامة والبرامج التلفزيونية.

هل واقع التعليم بمراحله الثلاث والجامعي استطاع أن يذلل العقبات أمام الصم؟

- يلتحق الصم بمركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل لنيل تعليم المرحلة الابتدائية والإعدادية وبعد ذلك كان يتم تحويلهم إلى التدريب المهني سابقاً، أما الآن فإنهم ينقلون إلى المرحلة الثانوية عن طريق الدمج في مدارس الحكومة التابعة لوزارة التربية والتعليم مع تواجد مترجمي لغة الإشارة وكذلك في جامعة البحرين. وهذا أتاح لهم فرصة أكبر للتعامل والاندماج مع أقرانهم السامعين، ولتحقيق المزيد من النتائج في تجربة الدمج لابد من السعي لتطوير العملية التعليمية لتتناسب مع احتياجات الصم. ومن جهة أخرى هناك حاجة ماسة لتوفير مترجمي لغة الإشارة للراغبين في مواصلة تعليمهم المسائي حيث توقفت الوزارة عن توفير مترجم لهذه الفئة، وعدم وجود مترجم يسبب عائقاً كبيراً للصم وخصوصاً الكبار الذين يعملون حالياً ويريدون أن يحصلوا على الشهادة الثانوية.

ما تقييمك لما يقدم لفئة الصم من الخدمات الصحية؟

- بالنسبة للخدمات الصحية المقدمة لفئة الصم سابقاً كانت المشكلة الكبيرة لدى الصم هي عدم وجود خدمة الترجمة الإشارية بخدمات وزارة الصحة وخاصة مجال التطبيب وتلقي الرعاية الصحية، ولكن بحمد الله وبمشروع الاتصال المرئي الذي تقدمت به جمعية الصم البحرينية للمراكز الصحية للرعاية الأولية وهو عبارة عن مركز اتصال مرئي بين الأطراف الثلاث وهم الطبيب والمريض الأصم والمترجم، وبدعم من شركة زين البحرين تم تذليل هذه العقبة. وفي ضوء تحسين الخدمات الصحية لفئة الصم أقترح وضع شاشة إلكترونية يظهر فيها رقم أو اسم المريض عند استدعائه من قبل الطبيب عوضاً عن المناداة الصوتية لأن الأصم لا يسمع.

ما هي الجهات التي لم توفر لغة الإشارة وتتمنى توفيرها قريباً؟

- نتمنى توفير لغة الإشارة في بعض الجهات الخدمية مثل إدارة المرور، والبلديات والأشغال، والكهرباء والماء، والمطار والموانئ وجسر البحرين وبعض شركات الاتصالات والقطاعات التجارية كالمحلات والمطاعم التي يتعامل معها الصم بشكل دائم.

هل ساهم دمج بيانات بطاقة ذوي الإعاقة مع بطاقة الهوية في زيادة أو تطوير الخدمات المقدمة لهم؟

- نثمن خطوة دمج بيانات بطاقة ذوي الإعاقة مع بطاقة الهوية في بطاقة واحدة فيها كل البيانات، وحبذا لو يكون في بطاقة الهوية ما يشير إلى نوع الإعاقة. كما نشكر وزارة التنمية الاجتماعية لجهودها في الحصول على امتيازات وتخفيضات خاصة لذوي الإعاقة من عدة شركات ومؤسسات. وهي 125 جهة من القطاع الخاص و11 جهة من القطاع الحكومي.

ما هي التحديات التي تواجه توظيف فئة الصم؟ ومقترحاتك لتذليلها؟

- التحديات التي تواجه توظيف فئة الصم كثيرة ويعتبر التعطّل أكبر مشكلة تواجه الصم وتؤثر هذا المعاناة بشكل كبير على حياتهم الأسرية والاقتصادية والنفسية، ومن هذا المنبر ندعو الجهات التشريعية والتنفيذية وكافة أطياف المجتمع المساهمة في تبني ملف توظيف ذوي الإعاقة السمعية العاطلين. ونناشد الجهات المسؤولة اتخاذ الخطوات اللازمة لمعادلة شهادات الصم، وتفعيل القرارات الداعمة لتوظيف هذه الفئة، لكي لا يكون لدينا طاقة معطلة لبناء المجتمع، حيث إن تطوّر المجتمعات يقاس بمدى اهتمامها بذوي الإعاقة. وندعو جهات العمل كذلك للاهتمام بموضوع زيادة رواتب الصم العاملين بعد التوظيف لكي لا يظلوا في مستوى الرواتب المتدنية لسنين عديدة.

*تعريف بالأستاذ مهدي:

• مدرب ومترجم لغة إشارة معتمد من المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة، الاتحاد العربي للمؤسسات والهيئات العاملة مع الصم.

• حاصل على شهادة من الأكاديمية الدولية للمسؤولية الاجتماعية كمدرب مؤهل في مجال الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة 2018.

• مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الصم البحرينية لأربع دورات سابقة.

• نائب رئيس الاتحاد البحريني للمعاقين سابقاً.

• عضو في الجمعية الخليجية للإعاقة وعدد من الجمعيات الخيرية.

• حضر وقدم العديد من الدورات التخصصية في مجال الترجمة والتدريب للغة الإشارة.