وليد صبري




وزيرة خارجية النرويج: قضايا سوريا واليمن تهدد أمن أوروبا


وزير خارجية العراق: «حوار المنامة» فرصة لحفظ الأمن المجتمعي

مجلس التعاون الخليجي صوت الدمج والانسجام في العالم


أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. نايف الحجرف أن دول الخليج أطلقت من خلال منظومة المجلس برامج وخططاً واسعة النطاق لدعم رأس المال البشري والبنى التحتية ورحلة التحول على مدار نحو 42 عاماً منذ تأسيسه في 25 مايو 1982، إلى جانب اضطلاع المجلس بالتزاماته في مكافحة الإرهاب والفقر في الدول المحتاجة، ما جعل المجلس أفضل مثال للمبادرات الفعالة في المنطقة، كما أنه يمثل صوت الدمج والانسجام في العالم، مشيراً إلى أن «حوار المنامة 2022» هو منتدى فريد من نوعه للحكومات وصناع السياسات والباحثين والقائمين على الأعمال لمناقشة الشؤون المتعلقة بالسياسات الخارجية والدفاعية محلياً وعالمياً، مؤكداً أن على إيران ألا تعيث فساداً من خلال دعم الحوثيين.

وأضاف د. الحجرف في كلمته في الجلسة العامة الرابعة والأخيرة لمؤتمر «حوار المنامة 2022»، قمة الأمن الإقليمي في نسخته الـ18، والتي عقدت تحت عنوان «مبادرات الشرق الأوسط لحل النزاعات الإقليمية»، أمس السبت، بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي د. فؤاد حسين، ووزيرة خارجية النرويج أنيكين هويتفيلدت، أنه على مدار الـ42 سنة المنصرمة أبرز المجلس قدرة غاية في القوة في مواجهة التحديات والمخاطر والاضطلاع بدور الاستقرار في المنطقة.

وذكر أنه على مر التاريخ كان الشرق الأوسط منطقة تزخر بالمبادرات، لكنها أيضاً مليئة بالنزاعات الكبيرة والمستمرة، لذلك سأركز على المبادرات المهمة جداً والتي تم اعتمادها وتطبيقها منذ 42 سنة وهو إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال إنه منذ الثورة الإسلامية في إيران حتى الغزو العراقي للكويت والحرب الأفغانية وما يسمى بـ»الربيع العربي» والنزاع العربي الإسرائيلي الطويل وما بعد «11 سبتمبر»، وما بعد كل تلك التحديات بقي هذا المجلس مرناً وبقي على دوره البناء ضمن الأسرة الدولية من أجل العمل على الاستفادة القصوى من التعاون والحوار والازدهار.

وتابع أنه على مدى السنوات الـ42 المنصرمة أبرز هذا المجلس قدرة غاية في القوة في مواجهة التحديات والمخاطر والاضطلاع بدور الاستقرار في المنطقة على الرغم من كافة هذه التحديات، وبقي على دوره مرناً ضمن الأسرة الدولية، وعلى مدى السنوات ساهم المجلس في اقتصاد العالم ليس فقط من خلال توفير إمداد الطاقة بدون أي انقطاع، ولكن أيضاً بتوفير الاستقرار في سوق الطاقة العالمية وأبرز سياسة استثمار مستقرة واضطلع بدور مهم جداً في اقتصاد العالم وكانت دول المجلس قد أطلقت خططاً واسعة النطاق للتركيز على رأس المال البشري وتطوير البنى التحتية ورحلة التحول التي نشهدها، وعلى مدار السنوات الـ42 اضطلع المجلس بالتزاماته أمام الأسرة الدولية بمكافحة الإرهاب والفقر والتعصب ليكون صوت الدمج والانسجام. وقال إن دول الخليج أفضل مثال لتكون مثالاً يحتذى بالنسبة للجميع، ولتضع معايير خاصة بها تكون في متناول الجميع، إنها مبادرة أطلقت شراكة موثوقة أصبحت صوت الحكمة وهي مبادرة ركزت على الجهود المشتركة والجماعية في الحفاظ على الأمن والاستقرار للدول الأعضاء في المنطقة وغيرها.

وذكر أنه بعد أكثر من 42 سنة لا تزال هذه المبادرة صلبة وثابتة ومتقدمة كمنظمة من أهم المنظمات في مجال الطاقة والنشاط والعمل الجاد وعلى مدار الـ42 عاماً واجهنا تحديات كثيرة ولكن هذه الرحلة قد استمرت في عملها، مستقرة وواضعة نصب عينيها أهدافها.

وأوضح د. الحجرف أن العالم دخل في خلال عام في طريق تحديات معقدة تسيطر على الأجندة الإقليمية والعالمية مع بروز تحد جديد فنحن بحاجة إلى عمل أكثر تركيزاً والتزاماً بتوفير الخدمات المطلوبة، ونحن نؤمن بأن الأمر يتطلب تطبيقاً لاحترام السيادة والاستقلال السياسي ووحدة الأراضي لكافة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقال إن مجلس التعاون الخليجي يدافع عن الاستقرار والازدهار، وإستراتيجيتنا هي بث الاطمئنان في المنطقة وما وراء المنطقة، وفي الوقت نفسه سوف نحمي مصالحنا وأمننا، وهذه مسألة لا يمكن التشكيك فيها، ونحن ندعو شركائنا إلى المشاركة والانخراط وتأدية دور يؤدي إلى الاستقرار ونحن ملتزمون بذلك. وشدد على ضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، ولا بد من المحافظة على استقرار الجميع، ولا بد أن على إيران ألا تعيث فساداً، وخاصة دعمها للحوثيين في اليمن، لذلك يجب ألا تتوقف المفاوضات النووية عند الاتفاق مع إيران فقط. وخلص إلى أن المبادرات الكبرى مرحب بها ومجلس التعاون الخليجي دائماً جزء من هذا الحل.

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية العراق د. فؤاد حسين أن حوار المنامة يساهم في تعزيز لغة الحوار والتواصل، والسعي لتوحيد الجهود وتغليب لغة الحوار من أجل خلق حياة مستقرة وتعزيز التعاونين الإقليمي والدولي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأشار إلى الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وما فيها من مزايا، تتطلب ضرورة اتخاذ خطوات جادة لوقف النزاعات، منوها إلى أهمية حوار المنامة لبحث التحديات من جوانبها السياسية والأمنية المختلفة، والبحث في فرص إنهاء حالة عدم الاستقرار وحفظ الأمن والسلم المجتمعي. وتحدث عن الدور الذي لعبه العراق في التصدي للتنظيمات الإرهابية المتمثلة بتنظيم «داعش» الإرهابي، ولا يزال يقوم بذات الدور بالتعاون مع دول المنطقة والعالم بهدف تعزيز الأمن الاستقرار ومنع دخول المقاتلين الأجانب وتجفيف الدعم المالي لهم، مطالباً مجلس الأمن بحث الدول لتنفيذ كامل التزاماتها ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وقطع كل أشكال الدعم المالي عنها. ونوه إلى أن الدبلوماسية العراقية تسعى لبناء علاقات متوازنة مع كل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية للحفاظ على الإنجازات التي تحققت، مؤكداً أن الحكومة العراقية تمثل مختلف أطياف المجتمع العراقي وليست خاضعة لدولة بعينها.

من جانبها، أكدت وزيرة خارجية النرويج أنيكين هويتفيلدت أن السلام والمصالحة من الأعمدة التي تؤمن بها بلادها، لأن السلام يصب في مصلحة العالم أجمع، مشيرة إلى مساعي بلادها في تسهيل المحادثات والاستثمار طويل الأجل لإنشاء عالم قابل للتعايش. وذكرت أن النرويج بصفتها عضواً منتخباً في مجلس الأمن فهي مهتمة بالتركيز على قضايا سوريا واليمن وما يمكن أن تسببه من تهديد للأمن في أوروبا.