مستوى المعيشة والتغذية والصحة أسهمت بزيادة العمر المتوقّع

أيمن شكل

توقعت بيانات الأمم المتحدة أن يصل متوسط أعمار سكان البحرين في عام 2050 إلى قرابة 85 عاماً، بالمقارنة 79.2 تم تسجيلها في عام 2022، وارتفع إلى 80.3 في العام الماضي، حيث أظهر المؤشر ارتفاعاً في متوسط عمر الفرد بصورة مضطردة.



ورصد المؤشر توقعاً لعمر المواطن البحريني في عام 2025 أن يبلغ 81 عاماً، على أن يرتفع في عام 2030 إلى 81.8 عاماً، ليصل إلى 82.6 في عام 2035، و 83.1 عاما في 2040، و 84 عاماً في سنة 2045، وأخيراً يتوقع المؤشر أن يبلغ متوسط عمر البحريني 84.7 عاماً في عام 2050.

ويعتبر متوسط العمر المتوقع هو مقياس يلخص معدلات الوفيات في جميع الفئات العمرية في سنة واحدة معينة، حيث يمثل متوسط العمر لمجموعة افتراضية من الأشخاص، إذا عانوا من نفس معدلات الوفيات الخاصة بالعمر طوال حياتهم مثل معدلات الوفيات الخاصة بالعمر التي شوهدت في تلك السنة المحددة.

التوقعات السكانية تم رصدها في العالم سنة 2022 وهي الطبعة السابعة والعشرون من التقديرات والإسقاطات الرسمية لعدد سكان العالم التي تنشرها الأمم المتحدة منذ عام 1951، وتستند التقديرات إلى جميع مصادر البيانات المتاحة عن حجم السكان ومستويات الخصوبة والوفيات والمؤشرات الدولية، والهجرة لـ 237 دولة أو منطقة.

وصنف تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر مؤخراً البحرين ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، بتسجيلها أداء مميزاً في دليل التنمية البشرية الذي يقيس متوسط الإنجازات في ثلاثة أبعاد أساسية وهي الحياة المديدة والصحية والمعرفة والمستوى المعيشي اللائق، فقد احتلت المرتبة الثانية على مستوى الدول العربية في تقرير التنمية البشرية.

وأكدت الدراسات أن التغذية ومستويات المعيشة المرتفعة قد ساهمت في زيادة متوسّط العمر المتوقّع، إذ أدّى تحسين التغذية إلى تقليل حدوث سوء التغذية والأمراض المرتبطة به، مثل توقّف النموّ وضعف الإدراك، كما أن للإنجازات الطبية الأثر الكبير على ارتفاع متوسط أعمار البشر.

ولقد شهدت مملكة البحرين ارتفاعاً في مستوى المعيشة والتطور المجتمعي في شتى مناحي حياة المواطن، ومن أبرزها تحسين تدابير الصحة العامة والارتفاع بمستوى التغذية الجيد لكافة أفراد المجتمع ما أدى لارتفاع متوسط الأعمار بشكل مضطرد.

تطور كبير في الخدمات الصحية

ويعزو الخبراء ارتفاع متوسط الأعمار إلى التقدم في التكنولوجيا الطبية مثل اللقاحات والمضادّات الحيويّة وتحسين خدمات صحّة الأمّ والطفل، وهو ما عملت عليه حكومة مملكة البحرين التي وفرت اللقاحات المناسبة للمواطنين خلال جائحة كورونا "كوفيد 19" ومتحوراته، حيث نجحت الحملة الوطنية للتطعيم في تحقيق أهدافها برفع الاستجابة المناعية لكافة الفئات العمرية التي بادرت بأخذ التطعيم بجرعتيه والجرعة المنشطة منه.

ونشرت وزارة الصحة على موقعها نسب الوفيات من فيروس كورونا والمتحورات الثلاثة التي جاءت بعده، حيث بلغت نسبة الوفيات من "كوفيد 19" 0.39%، وبلغت نسبة الوفيات للمتحور ألفا 0.34%، و للمتحور دلتا 0.70%، والمتحور أوميكرون 0.01%.

ويوجد في البحرين 27 مركزاً صحياً يخدم المواطنين في جميع المحافظات، حيث يوجد 9 مراكز صحية في العاصمة و 6 مراكز صحية في محافظة المحرق، و 7 مراكز صحية في المحافظة الشمالية، و 5 مراكز صحية في المحافظة الجنوبية، هذا بالإضافة إلى مجمع السلمانية الطبي الذي يخدم جميع المحافظات ويعتبر مرفقاً متعدد الخدمات الطبية وتمتد خدماته إلى جميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، ويتردد على قسم الطوارئ فيه يومياً ما بين ألف إلى 1300 مراجع.

مياه نظيفة وصرف صحي

وعلى صعيد آخر فقد أدّى توفير المياه النظيفة والصرف الصحّيّ في مملكة البحرين إلى تقليل حدوث الأمراض المنقولة بالمياه، حيث تبلغ حصة الفرد في مملكة البحرين من المياه 240 متراً مكعباً في العام، وبإجمالي استهلاك وصل إلى 432 مليون متر مكعب، يستهلك منها القطاع الزراعي ما نسبته 33%، والقطاع الصناعي 7%، والقطاع البلدي 60%.

البحرين الأولى عربياً في نصيب الفرد من الكهرباء

وكذلك احتلت مملكة البحرين الترتيب الأول عربياً على مستوى الدول العربية في متوسط نصيب الفرد من إنتاج الكهرباء خلال العام 2022 بـ21.7 ألف كيلوواط في الساعة، بنسبة وصول إلى الطاقة الكهربية بلغت 100% من السكان، واستطاعت البحرين تطوير ورفع كفاءة قطاع الكهرباء والماء والتطوير المستدام للإجراءات واستخدام التكنولوجيا الحديثة وأفضل الممارسات العالمية، وعبر مواصلة العمل الأهداف التنموية المنشودة.

92% من السكان يستخدمون خدمات الصرف الصحي

وفي إطار مشاريع الصرف الصحي، فقد بلغت نسبة الأشخاص الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان 92% من السكان، وتجاوزت نسبة توصيل العقارات بشبكات الصرف الصحي 87% في نهاية عام 2021، ووضعت الحكومة خطة استراتيجية وطنية للصرف الصحي ومعالجة المياه كأساس لتخطيط وتطوير وتوسيع الشبكات وأنظمة المعالجة في البحرين لتساير التطور العمراني المتسارع بهدف تحقيق التنمية والتطوير المستدامين لهذا القطاع وتوفير أفضل الخدمات لكافة مناطق المملكة ولضمان بيئة صحية سليمة للمواطن والمقيم.

التعليم في البحرين يحقق ريادة دولية

ويعتبر التعليم من أبرز المؤثرات غير المباشرة على متوسط الأعمار، حيث نوهت منظمة اليونسكو إلى تميز البحرين على الصعيد الدولي في قطاع التعليم، وأدخلت العديد من التحسينات في القطاع من حيث التوسع في البنية التعليمية الأساسية وتعزيز الموارد البشرية وتدريبها، والارتقاء بالتعليم ما قبل المدرسي "رياض الأطفال" وقامت بتطوير التعليم الفني والمهني وقطاعي التعليم العالي وحققت في هذا الصدد إنجازات إقليمية ودولية، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" فتح باب الترشح لنيل جائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم للعام 2023 والتي كانت انطلاقتها في العام 2005 لتشجيع استخدام المنظومة الإلكترونية على المستوى الدولي ونشر الأعمال المتميزة على هذا الصعيد.

متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي

كما يعتبر متوسط الدخل ونصيب الفرد من الناتج المحلي أحد أهم المؤشرات غير المباشرة على متوسط أعمار البشر، وفي هذا الصدد فقد بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، حوالي 30146.9 دولار أمريكي، وتوقع البنك الدولي أن يسجل إجمالي الناتج المحلي الحقيقي لمملكة البحرين 3.3% العام الحالي.