تمكنت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من الحصول على فرص إطلاق مجانية لخوارزمياتها من الذكاء الاصطناعي إلى الفضاء وذلك على متن قمر صناعي تابع لشركتي ستارفيجن الصينية وعدسة عمان العمانية. وسيتم تطوير هذه الخوارزميات بشكل كامل بأيدي مهندسي الهيئة.

وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل الشبكة الدولية الواسعة من العلاقات التي تتميز بها الهيئة، إلى جانب الكفاءة العالية والخبرات التقنية التي يتحلى بها مهندسوها في مجال تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المستخدمة على متن الأقمار الصناعية.

تتلخص فكرة المشروع في أن يعمل فريق الهيئة على تطوير خوارزميات متقدمة للذكاء الاصطناعي تعمل على متن القمر الصناعي التابع للشركتين الصينية والعمانية، وسيتم إجراء جميع الاختبارات التشغيلية اللازمة على الأرض للتأكد من جاهزيتها وذلك قبل إطلاقها إلى الفضاء. وستعمل هذه الخوارزميات على تحليل الصور الفضائية التي يلتقطها القمر الصناعي بشكل فوري، مما يمكنها من استخراج بيانات قيمة يتم استخدامها لتطبيقات متعددة كالتخطيط العمراني، وقياس جودة الهواء والماء، وتحديد مواقع السفن وهويتها، وغيرها العديد من التطبيقات الفضائية التي توفر البيانات للكثير من الجهات.

بالإضافة إلى ذلك، تستهدف هذه الخوارزميات تقليص حجم الصور الفضائية بشكل ملحوظ مع الحفاظ على وضوحها ودقتها، مما سيسهم في توفير مساحة التخزين وزيادة سرعة نقل البيانات عبر الفضاء.


حول التعاون التقني المتميز، صرح سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء قائلاً: " يشكل حصول الهيئة على هذه الفرصة إنجازاً جديداً يضاف لرصيد إنجازاتها ويسهم في وضع اسم مملكة البحرين في مكانة متقدمة ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء، كما يُعد هذا الإنجاز بمثابة دليل قاطع على العلاقات الدولية الواسعة التي تتمتع بها الهيئة والمستوى التقني المتقدم الذي بلغه منتسبو الهيئة وقدراتهم العلمية والعملية التي مهدت الطريق لهذا التعاون المتميز والذي يمتاز بأول تعاون "بحريني عماني" في قطاع الفضاء، إضافة لكونه ثاني تعاون "عربي صيني" في مجال الفضاء بعد التعاون البحريني المصري الصيني".

وأضاف العسيري: "ان هذا التعاون يأتي ضمن جهود الهيئة الحثيثة لتحقيق الرؤية التي اختطها لها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وهي الوصول بالبحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة. كما انه يترجم توجيهات سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لبناء القدرات الوطنية في مجالات علوم المستقبل وتعزيز التعاون العربي والدولي".

كما صرحت الأستاذة رشا العمد مدير التخطيط الاستراتيجي بالهيئة قائلةً: " إن العمل على مثل هذه الحمولة سيساهم في بناء خبرات جديدة لدى فريق البحرين للفضاء وصقل مهاراتهم في مجال تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي ودمجها مع مكونات الأقمار الصناعية، إضافة إلى عمليتي الاختبار والتشغيل، الأمر الذي سيفتح آفاقا جديدة للفريق نحو مزيد من الابتكارات، وهذا يأتي بفضل من الله ثم دعم وتشجيع إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لمنتسبيها وجهودها المستمرة لخلق مزيد من الفرص لإبراز إمكانيات فريق البحرين للفضاء وتميزهم في تقنيات الفضاء".

حول مشاركته في هذا المشروع صرح مهندس الفضاء يعقوب القصاب، أخصائي هندسة فضاء قائلاً: "بداية أتقدم بالشكر الجزيل إلى إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على إيمانها بقدرات شبابها ودعمها اللامحدود لهم لتحقيق الإنجازات وتحفيزهم بشكل مستمر على الابتكار، إضافة إلى مساعيها الدؤوبة لتوطين التقنية المتقدمة لخلق قطاع فضائي بحريني مستدام. إن تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي للعمل على متن الأقمار الصناعية يُمثل ثورة تقنية وهو أحد المواضيع الرئيسية التي يتناولها العديد من الخبراء والمتخصصين في مجال الفضاء وعلومه.

كما أن استخدام هذه الخوارزميات يمكنه تحويل البيانات الضخمة التي يتم التقاطها إلى معلومات ذات قيمة عالية بشكل فوري، مما يفتح آفاقًا جديدة للمراقبة البيئية، والتخطيط العمراني، والأمن القومي. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الخوارزميات في تقليل الجهد على نظام الاتصال من خلال تقليص حجم البيانات المرسلة إلى الأرض، مما يعزز كفاءة الأقمار الصناعية".

الجدير بالذكر أن عملية تحليل البيانات الفضائية بشكل تقليدي قد تستغرق أسابيع في حين أن عملية التحليل باستخدام تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي تختصر هذا الوقت إلى بضع ثوانٍ وبدقة عالية. كما أن مجال تطوير مثل هذه التقنيات على متن الأقمار الصناعية يُعد حديث العهد عالمياً نظراً لتحديات تصميم الأقمار الصناعية مثل محدودية الطاقة وسرعة المعالج.