علماء المناخ يحذرون من ارتفاع عددها في المستقبل وزيادة حدتها بسبب تغير المناخ


حادث طيران آخر يقع في أيام قليلة ويتسبب بسقوط جرحى والسبب تقلبات جوية أو مطبات هوائية. فقد جرح اليوم الأحد، 12 شخصا كانوا على متن طائرة متجهة من الدوحة إلى أيرلندا خلال موجة من المطبات الجوية. والثلاثاء تسببت مطبات هوائية عنيفة بسقوط قتيل وإصابة 60 شخصاً آخرين بجراح في طائرة متجهة من لندن إلى سنغافورة.

ولطالما سمعنا تحذيرات قائد الطائرة أثناء سفرنا من بلد إلى آخر بضرورة ربط حزام الأمان لاقترابنا من مطبات هوائية ولكن لم نكن لنغوص علميا في أسباب هذه المطبات ماهيتها وكيف تحصل.

ولكن مع تحذيرات علماء المناخ من أن الطيران سيواجه في المستقبل ارتفاعا ملحوظا في عدد المطبات وزيادة حدتها بسبب تغير المناخ كان لا بد من الغوص أكثر في معرفة المزيد عن كيفية تشكل المطبات وكيف تؤثر على الطائرة.

المطبات إلى ازدياد
ومن عام 1979 إلى عام 2020 ازداد الاضطراب أثناء الرحلات الجوية بنسبة 55%، وذلك في الأصل بسبب تغير المناخ، ومن المتوقع أن يصبح هذا الاضطراب أكثر ارتدادا واستمرارا وشدة في المستقبل. ويقول العلماء إن تغير المناخ من المرجح أن يسبب المزيد من المطبات التي لا يمكن للرادار أن يرصدها.

ويفسر البعض هذا التزايد في المطبات بسبب التغير في سرعة الرياح، في الارتفاعات الكبيرة بسبب الهواء الساخن المترتب عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون.

ويرى آخرون أن تزايد حوادث المطبات ثابت، وسببه الآخر هو تزايد عدد الرحلات الجوية. ويعود السبب في هذا إلى أن السماء أصبحت مزدحمة. فالطيارون يجدون صعوبة في تجنب المطبات والحفاظ على مسافة الأمان مع الطائرات الأخرى في الجو.

كيف تتشكل المطبات الهوائية؟
تحدث المطبات الهوائية بشكل متكرر في رحلات الطيران، تشكل أكبر قلق للمسافرين، وغالباً ما تجعل المسافرين في حالة عدم راحة، إلا أنها في معظم الأحوال لا تشكل أي خطورة تذكر على الطائرة.

والمطبات الهوائية هي حالة عدم استقرار في الهواء المحيط بالطائرة قد يحدث لعدة أسباب. وتحدث عندما يتحرك الهواء في تيارات تشبه الأنهار، وتسمى التيارات النفاثة. وهذه التيارات عبارة عن ممرات هوائية سريعة توجد في الارتفاعات العالية، خصيصاً بين الأماكن ذات الهواء الدافئ والبارد.

يمكن لأغلب المطبات الهوائية أن تتشكل داخل السحب عندما تكون حركة الرياح غير منتظمة. إلا أن بعض المطبات تحدث من غير سحب وتسمى "المطبات الصافية"، ومن سيئاتها أنه يصعب رصدها وبالتالي تفاجئ قائد الطائرة ولا تمهله الوقت لإنذار المسافرين.

وبحسب المعنيين فإن هذا النوع من المطبات يحدث في التيار النفاث، وهو تدفق سريع للهواء على ارتفاع 40 ألفا إلى 60 ألف قدم. ويقول العلماء إن تغير المناخ من المرجح أن يسبب المزيد من المطبات التي لا يمكن للرادار أن يرصدها. ويسبب الفارق بين سرعة الهواء في التيار النفاث والهواء هذه المطبات وهذا النوع غالبا ما يصادف المسافر بين أوروبا وأميركا الشمالية.

ماذا يحدث للطائرة والمسافرين عندما تدخل منطقة المطبات الهوائية؟
صممت الطائرات بشكل يسمح لها بتحمل ما تسببه المطبات لها. يقول الطيار ستيف أولرايت من "الخطوط الجوية البريطانية إن "الطائرات الحديثة متينة للغاية والطيارون مستعدون للاضطرابات". وأضاف أن الطائرة التي تهتز في السماء يمكن مقارنتها بسيارة تسير فوق المطبات في الطريق، متابعا: "إنه أمر مزعج، لكنه آمن".

ويمكن للمطبات أن تهز الطائرة وتحولها عن اتجاهها، وتتسبب في تغيير ارتفاعها. إلا أن أغلب هذه المطبات تكون خفيفة، ولكن عندما تقع في السحب الكبيرة، مثل السحب الركامية أو السحب الرعدية، فإن حركة الهواء غير المنتظمة قد تسبب مطبات متوسطة أو حادة.

ويقول خبراء إن المطبات قد تتسبب في أسوأ الحالات في أضرارا هيكلية للطائرة، نظرا لقوة الرياح.

ورغم أن الخبراء يقولون إن الإصابات وحالات الوفاة نادرة في المطبات، إلا أن ما حصل مع الطائرة التي كانت متوجهة من لندن إلى سنغافورة قبل أيام كان الأسوأ فقد توفي شخص واحد، وأصيب العديد من ركاب طائرة، بسبب مطبات هوائية شديدة. فقد تعرضت الطائرة لنزول مفاجئ، ما تسبب بقذف المسافرين بقوة كبيرة.

وبالتالي يمكن أن تكون المطبات الحادة خطيرة على المسافرين جوا، لأن الحركة العنيفة قد تقذف بكل من لم يربط الحزام باتجاه المقصورة.

كيف يتم تجنب المطبات الهوائية؟
يحصل الطيارون على معلومات قبل الرحلة تتضمن بيانات عن أحوال الطقس. ويدرسون هذه المعلومات لتحديد طريق الرحلة. وهكذا يتمكنون من تجنب العواصف الرعدية، لكن المطبات الصافية يصعب تجنبها.

كما أن الطيارين يعتمدون على معلومات طائرات سبقتهم وسلكت المسار نفسه فتحذرهم من وجود مطبات مثلا.

كما ينصح المسافرون بربط الأحزمة وعدم إخراج الأشياء الثقيلة. ولأن المطبات قد تأتي على حين غرة، فإن الطيارين ينصحون المسافرين بربط الأحزمة في كل وقت.