حسن الستري

أكدت الحكومة، أن إدارة الأوقاف السنية تقوم بتعمير وإنشاء صالات المناسبات التي قد تكون ملحقة بالمساجد والجوامع، أو على أراض موقوفة أو مخصصة لذلك بحسب الأحوال، وتتولى إدارة الأوقاف مسؤولية توفير الإيرادات اللازمة لتصميم وتنفيذ وبناء صالات المناسبات من ميزانيتها «إن وجدت» أوقاف أو ريوع أُوقفت لذلك الغرض، أو من خلال تبرعات الأفراد أو الجهات من أصحاب الخير أو الراغبين بذلك.

وبلغ عدد الصالات الرئيسة التي تتبع إدارة الأوقاف السنية 40 صالة لمختلف المناسبات، فمنها ما يستخدم للعزاء فقط، وبعضها يستخدم لمناسبات أخرى كالأفراح والمعارض والفعاليات وغيرها، بالإضافة إلى العزاء ويرجع ذلك كله إلى العديد من المعايير أبرزها حجم الصالة وموقعها الجغرافي، ورغبة الأهالي والجهات.

وعليه، تتولى إدارة الأوقاف تحمل التكلفة التشغيلية لصالات المناسبات من تجهيزاتها وصيانتها بشكل دوري لتكون مهيأة وجاهزة للاستخدام، حيث تتفاوت التكلفة التشغيلية لكل منها بحسب حجم الصالة وطبيعة الاستخدام لكل منها، وعدد مرات الاستخدام، وسداد فواتير الكهرباء والماء، فضلا عن أعمال الصيانة الدورية والطارئة والمصاريف الإدارية للإشراف ومتابعة تشغيلها ورعايتها، حيث إن إيرادات الصالات كما هي في عام 2023م تغطي حوالي النصف فقط من تكلفتها التشغيلية.

وبناءً على ما تقدم، يتضح بجلاء أن هذه الصالات وإن كانت في حقيقتها قد بنيت على أراضٍ مخصصة أو موقوفة، أو أن تكلفة بنائها أتت من متبرعين أو واقفين ساهموا في تعميرها، إلا أن أغلب تلك الصالات لا يوجد عليها أوقاف تدر ريوعاً لتغطية تكلفتها التشغيلية.

وبالتالي، فإن فرض إدارة الأوقاف المعنية مقابل خدمة لغرض استخدام تلك الصالات لا يخرج عن سلطتها التقديرية بموجب ما خولها به المرسوم رقم 6 لسنة 1985 بشأن تنظيم مجلسي الأوقاف السنية والجعفرية وإدارتهما وتعديلاته، ووفقاً لطبيعة النشاط المعدة له تلك الصالات، وبالتأكيد فإنه لا يخالف رغبة الواقف الذي أوقف الصالة لخدمة الأهالي، وهو الأمر الذي تحرص إدارة الأوقاف السنية على مراعاته في كافة الإجراءات التي تقوم بها ومن شأنها رعاية وتنمية الأوقاف والمحافظة عليها بما يكفل المد من عمر العقارات الوقفية واستدامتها واستمرارها في خدمة الأهالي والجهات والانتفاع بالشكل المطلوب وبما يحقق رغبة ومقاصد الواقفين.

وعلى الرغم من ما تقدم، فقد استثنت إدارة الأوقاف السنية من نطاق فرض مقابل خدمة استخدام الصالات لمناسبات العزاء ليكون مجانيًا، لما في ذلك من مساهمة خيرية فاعلة لذوي وأقارب المتوفى عند رغبتهم باستخدامها لذلك الغرض.