الخطاب السامي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم خطاب سلس ومرن ومتسلسل وواضح في كلماته وعباراته ومفرداته ودلالاتها التي تشير إلى التوجه العملي الفعلي المباشر والآني، والتي تبين من خلالها في بداية كل عبارة من المحددات التي رسمت خطة العمل الوطنية بأنها من أفعال الحاضر مثل (سجل) (بدء) (نوجه) (ننظر بعين الاعتبار) (استكمال) (تسريع) (تكثيف) (نجدد) (يعيد) (استئناف) والتي جاءت مفسرة في التالي:

.

1. (سجل) ولي العهد رئيس الوزراء بصماته المؤثرة في ميادين الخدمة المدنية، والتي أكدت على أن العمل تم وبانت آثاره المنجزة ولمساته المحققة التي شرفت ورفعت راية البحرين خفاقة بذلك الفكر الذي عمل بروح الفريق الواحد والمسؤولية الوطنية والشراكة المجتمعية البناءة.

.

2. وكلمته (ستظل) البحرين نموذجاً متحضراً في حفظ الحقوق وحماية الحريات ليؤكد على استدامة البحرين على هذا النهج في كل أعمالها ومشاريعها ومبادراتها، وذلك من خلال حرصها على تعزيز مبادئ حقوق الإنسان التي تعد أساساً لتعزيز كرامة الفرد وحريته، وإطاراً قانونياً وأخلاقياً يحمي الأفراد من الانتهاكات ولكونها مفتاح نحو مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

.

وجاء بعد هاتين العبارتين اللاتي اعتبرتا أساس ما جاء بعدها من توجيهات حثيثة للجهات المعنية وهي:3.(تنفيذ) دراسة متكاملة لقياس جاهزية البحرين لتأصيل الهوية البحرينية والتي يعني فيها المؤسسات العلمية والبحثية والباحثين والباحثات والإدارات البحثية في المؤسسات الحكومية والخاصة بأن يأخذوا بهذا التوجيه بعين الاعتبار والوصول إلى توصيات مؤكدة لبدء العمل عليها لتكون النتائج مثمرة.

.

4.كما قال (تكثيف) برامج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية وفق المعايير اللازمة، والتي ترجمت بأن البحرين قائمة على برامج الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها التنموية ومواكبة لهذا التطور، ولكن وجه بضرورة التكثيف وزيادة هذه البرامج بما يصب في صالح الوطن والمواطن وفق المعايير اللازمة التي لا تضر ولا تؤذي حيث الأخذ بالمنافع والابتعاد عن المضار لكي تساير وتواكب ما هو قائم على المستوى الدولي من عمل على هذه التكنولوجيا في مختلف المجالات.

.

5.كما أكد على وجود جهود مبذولة لرفع مستويات الأمن الغذائي والثروات الطبيعية من خلال مفردات ( وجود) ومازالت هذه الجهود قائمة تبحث عن كل جديد على المستوى المحلي والدولي حيث الأمن الغذائي في مملكة البحرين، ولم تفرغ المملكة بجهودها والجهات المعنية من وضع استراتيجيات بهذا الخصوص، والتي حققت الكثير من المكتسبات والحفاظ عليها واستثمارها لتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

.

6. هذا وقد أكد جلالته على مدى أهمية السلطة التشريعية ومقامها والثقة الموكلة إليهم بكل احترام وتقدير في سن التشريعات التي تجسد قيم الوحدة الوطنية، وذلك من خلال المفردات التالية: «(ننظر بعين الثقة) لدور السلطة التشريعية في سن التشريعات» حيث عزز جلالته الثقة في هذه السلطة التي تواكب كل جديد لتكون هي الضمانات الحقيقية التي تحرص الدولة على وجودها لتنظيم الحقوق والواجبات.

.

.7. وفي الجانب المقابل أشار إلى مرحلة جديدة من الحياة البرلمانية حيث قال : (بدء مرحلة جديدة) من الحياة البرلمانية ضمن أفق مفتوح لكل ما يتم التوافق عليه» مؤكداً على أهمية هذه السلطة الشعبية والحرية المفتوحة للتوافق على كل ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن وما تحقق من منجزات وما سيتحقق حيث العمل مازال قائماً والتوافق متاح من منطلق الدبلوماسية البرلمانية التي بدأ العمل عليها والاستعانة بدورها الكبير.

.

8. كما أكد من خلال مفردة ( استكمال ) على ضرورة تسريع إنهاء الخطط المتبقية من رؤية مملكة البحرين 2030 وما تبقى منها من عمل، ومن جانب آخر أرفقها بمفردة ( تسريع) حيث ضرورة سرعة العمل على إنجاز نسخة 2050 والتي أراد جلالته ما بين المفردتين (استكمال) و(تسريع) حتى يشير إلى ضرورة عدم تأجيل أو تأخير المشاريع والمبادرات الخاصة برؤية 2030 و التي قد تحدث إرباكاً مع دخول رؤية 2050 حتى يكون الاستعداد لها قائماً وعلى جاهزية تامة لمواجهة التحديات بمختلف ظروفها.

.

9. كما استخدم جلالته زمنية الحاضر في مفردة (نجدد) لإيمانه ويقينه بهذه الدعوة التي تسعى إلى الخير لصالح الجميع حيث السلام والأمان مطلب الجميع والمجتمع الدولي بأكمله لذا دائماً ما يجدد جلالته الدعوة لعقد مؤتمر السلام في كل محفل ولقاء لحرصه بأهمية إقامة هذا المؤتمر واللقاء الذي يسعى من خلاله إلى السلام، وربطه بمفردة (يعيد) ليجدد إعادة الأمل لتحقيق السلام حيث هو مطلب الوقت الحاضر.

.

إنها مفاتيح لكنوز من العمل بين الحاضر والأمل والثقة والدفع للتقدم يناجي ويوجه فيها جميع المسؤولين وأبناء الوطن والمؤسسات الحكومية والخاصة، وكل من له شأن في هذا الوطن، والذي جاء بمحددات موجزة حكيمة شملت خطة وطن بأكمله ضمن التطورات المعاصرة والمواكبة، ولم ينسَ حق الوطن العربي من متطلبات، فلم تكن هي مفردة الحاضر، وإنما هي مفردة الوجوب وإلزامية العمل الفوري والسعي لوقوف حرب غزة وما هو متطلب من الجهات الساعية والداعمة لتحقيق هذا الوجوب والإلزام للأخذ بالحلول السلمية حيث وجه بضرورة (الاستئناف) وعدم التوقف، وكلها في اليوم والحاضر والآن وعاجلاً وليس آجلاً .إعلامية وباحثة أكاديمية