خالد المقود


في يوم الأمم المتحدة، الذي يصادف هذه السنة الذكرى التاسعة والسبعين لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز النفاذ، علينا أن نستذكر كيف اتّحدت الأمم في أعقاب صراع عالمي غير مسبوق لتأسيس هذه المنظمة الفريدة من نوعها التي تهدف إلى تحقيق السلام والأمن الدوليين والتنمية المستدامة لجميع الشعوب.وفي هذه الأوقات العصيبة، تُمثل الأمم المتحدة قوة استقرار في عالم يواجه بشكل متزايد انقسامات جيوسياسية، وحروباً ونزاعات لا نهاية لها، فضلاً عن التهديد الوجودي الذي تمثله أزمة المناخ بما في ذلك الاحتباس الحراري، وكوارث إنسانية طويلة الأمد، بما في ذلك تزايد أعداد النازحين، والظلال القاتمة التي يمثلها خطر الأسلحة النووية والأسلحة الجديدة.وفي خضمّ الأحداث المروّعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تواصل الأمم المتحدة العمل في ظروف بالغة الصعوبة لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للمحتاجين وتذكير جميع الأطراف بشكل مستمر بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.كما تمثل الأمم المتحدة الأمل في مستقبل أفضل لا يتخلّف فيه أحد عن الركب. وقد جدّدت قمة المستقبل الأخيرة الأمل في إصلاح منظومة العمل متعدّد الأطراف، وكون الأمم المتحدة في مركزها، بشكل يمكّنها من الاضطلاع بمهامها لتكون أكثر تمثيلاً لعالم اليوم.هذا ويُمثّل يوم الأمم المتحدة للفريق القطري للأمم المتحدة في البحرين مناسبة للنظر في شراكة طويلة الأمد مع مملكة البحرين، وكيفية الارتقاء بها مستقبلاً - والتي شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى بين البحرين والأمم المتحدة، عكست أهمية شراكتنا. وشمل ذلك مشاركة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للأمم المتحدة، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش إلى البحرين لحضور القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية برئاسة البحرين.وإنجاز تقدّم كبير في الأشهر الأخيرة نحو وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة إطار التعاون الاستراتيجي الجديد الذي سيوجّه عمل الأمم المتحدة في البحرين في الفترة 2025-2029. وقد تمّ تطوير هذه الوثيقة من خلال عملية تشاورية وشاملة مع كل من حكومة البحرين والقطاع الخاص، ولأول مرة، مع ممثلين عن المجتمع المدني، بما في ذلك الشباب والنساء.هذا ويجدد الفريق القطري للأمم المتحدة في البحرين التزامه بمواصلة دعم شعب البحرين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطلعاته التنموية الوطنية، بما يتماشى مع رؤية البحرين 2030.

*المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين