أعلن الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني د. فوزي أمين، وجود تواصل مع الجهات المعنية لحثها على جعل دورة الإسعافات الأولية أحدى المتطلبات الرئيسة للحصول على شهادة القيادة، معرباً عن استعداد الهلال لتقديم كل المساعدة الممكنة في هذا الإطار.

واحتفلت البحرين ممثلة بالجمعية بـ"اليوم العالمي للإسعافات الأولية" الذي يقام هذا العام تحت شعار "تمكين المجتمعات المحلية من أجل إنقاذ الأرواح".

ونظَّمت لجنة الإسعافات الأولية بالجمعية بالتعاون مع لجان أخرى، فعالية على كورنيش الفاتح، عملت من خلالها على تعزيز وعي الجمهور بأهمية التدريب على الإسعافات الأولية في إنقاذ أرواح المرضى والمصابين.



وقال أمين، إن هذه الفعالية "تأتي كجزء من الدور المهم الذي نضطلع به في مجال الإسعافات الأولية، وبناء القدرات للاستجابة الفاعلة والسريعة"، وأضاف أن جوهر العمل الإغاثي والإنساني هو إنقاذ الأرواح، لذلك يمثل نشر الوعي والتدريب على الإسعافات الأولية مرتكزاً أساسياً للجمعية.

وأشار إلى أن موضوع اليوم العالمي للإسعافات الأولية هذا العام هو "الاستجابة الأولى لحوادث الطرق"، انطلاقاً من حقيقة أن حوادث المرور تودي بحياة نحو 25 مليون شخص سنوياً، فيما يصل عدد المصابين إلى أضعاف مضاعفة من هذا الرقم.

وقال أمين، إنه ما لم يتم تقديم الإسعافات الأولية في الوقت المناسب فإن العديد من الأشخاص المصابين إصابات بالغة يلقون حتفهم، وبذلك تصبح مسألة وجود شخص قادر فوراً على تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، ريثما تصل فرق الطوارئ، مسألة حياة أو موت بكل ما للكلمة من معنى.

وقال إن ضحايا حوادث المرور في البحرين بحسب إحصائيات الإدارة العامة للمرور بلغوا العام الماضي 1699 شخصاً، من بينهم 55 حالة وفاة، و520 إصابة بليغة، و1124 إصابة بسيطة ومتوسطة، على الرغم من أن البحرين انتقلت إلى تصنيف الدول المتحضرة في عدد الحوادث المرورية بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقال أمين، إن البحرين خفضت عدد حوادث الوفيات 40% وعدد المخالفات 50% خلال العام 2016، إلا أنه لا زال بالإمكان تحقيق المزيد من التقدم في هذا المضمار لتقليل عدد الضحايا والمصابين.

وأضاف أن الهلال الأحمر يعمل على تشجيع الناس من جميع الأعمار على تعلم تقنيات الإسعافات الأولية حتى تكون لديهم المهارات والثقة اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ في مكان حادث الطريق.

وأشار أمين إلى أن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نشر تقريراً أوضح فيه أن حوادث المرور تحصد أكثر من 34 مليون من أرواح البشر كل عام، ولها تأثير سلبي كبير على الصحة والتنمية، وأن عواقب الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق تكلف الحكومات ما يقرب من 3% من الناتج المحلي الإجمالي.

كما أن الإصابات الناجمة عن حوادث المرور هي السبب الرئيس للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، وإن إحدى الأسباب الأكثر شيوعاً لوفيات حوادث الطرق، هو نقص إمدادات الأوكسجين الناجمة عن انسداد مجرى الهواء.

وورد في التقرير أن حوادث المرور تكلف في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل 65 مليار دولار سنوياً، فيما تتأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بشكل أسوأ، مع معدلات وفيات مضاعفة مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل، وتصنف حوادث المرور على أنها السبب الرئيسي التاسع للوفاة وتمثل 2.2% من جميع الوفيات على مستوى العالم. ويتوقع أن تصبح السبب السابع الرئيس للوفاة بحلول عام 2030.

وفي السياق ذاته جدد أمين عزم الجمعية، على إقامة مشروع خاص بتدريب سائقي دراجات توصيل الطلبات وسائقي المركبات الثقيلة في البحرين على مهارات الاسعافات الأولية، لتمكينهم من تقديم المساعدة لأنفسهم ولضحايا الحوادث في الشوارع.

وقال إن الجمعية ستبدأ بتنفيذ هذا المشروع الطموح بعد شهر رمضان الكريم، موضحاً أن طبيعة عمل سائقي دراجات توصيل الطلبات تقتضي انتشارهم في جميع أنحاء البحرين تقريباً، وهم موجودون حولنا في الشوارع بشكل دائم تقريباً، لذا فإن تدريبهم على الإسعافات الأولية يجعلهم مؤهلين لتقديم المساعدة الإسعافية اللازمة لأي شخص مصاب في حادث مروري لحين وصول سيارة الإسعاف.

وأوضح أن كل متدرب سيحصل في نهاية الفترة التدريبية على شهادة وملصق خاص بالإسعافات الأولية، يشير إلى أن حامله مؤهل لتقديم خدمات الإسعافات الأولية، وسيتم توفير مجموعة من حقائب الإسعافات الأولية لسائقي الدراجات بعد الانتهاء من التدريب.

وقال "كثير من حالات الوفاة في حوادث الطرق تنجم عن نزيف حاد أو انسداد مجرى الهواء، حيث يستغرق المصاب أقل من أربع دقائق قبل أن تحدث الوفاة، فيما يستغرق وصول سيارة الإسعاف نحو 10 دقائق في الدول المتقدمة، لذلك فإن توفر شخص مدرب على الإسعافات الأولية في مكان الحادث يمكن أن ويسهم في إنقاذ حياة المصاب".