وصلت هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى آخر فصول عام الاحتفاء "بالمحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018م"، حيث أعلنت برنامج احتفالها بالعيد الوطني وعيد جلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عبر ثماني عشرة فعالية متواصلة على مدار شهر ديسمبر الجاري.

وتقدّم هيئة الثقافة خلال الشهر فعاليات تلائم مختلف فئات المجتمع وتخاطب أطيافه المتعددة وتستحضر أجمل الإبداعات الفنية، الموسيقية، الأدبية في قوالب متنوعة كالمعارض، الأمسيات، المحاضرات ورش العمل وغيرها.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "أعيادنا الوطنية نحتفي بها هذا العام بتزامن مع ختام سنة كرسناها للمحرق عاصمة الثقافة الإسلامية، برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الداعم الأول للثقافة وتطورها وتقدمها الدائم".



وأضافت: "نستدرج إلى البحرين نشاطاً يحمل ثقافات متعددة، ونبعث خلال العيد الوطني لمملكة البحرين رسالة مفادها أن المملكة أرض تلتقي فيها الحضارات والإبداعات العالمية وهي مركز حضاري عربي منتج للثقافة".

معارض متحفية

أول أنشطة أعياد الوطن جاءت مبكرة، حيث افتتحت هيئة البحرين للثقافة والآثار معرض "5000 عام من للآلئ البحرين - مختارات من مقتنيات متحف البحرين الوطني، مطر للمجوهرات ومجموعة كارتييه" في مركز زوار موقع طريق اللؤلؤ بالمحرق، الذي تم افتتاحه يوم 28 نوفمبر الماضي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالإنابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.

ويستمر المعرض حتى تاريخ 10 يناير 2019م، من الساعة 10:00 صباحاً وحتى 6:00 مساءً، في إتاحة فرصة استثنائية للزوار لمشاهدة مجموعة فريدة من مجوهرات اللؤلؤ من مقتنيات متحف البحرين الوطني، مطر للمجوهرات ومجموعة كارتيير، إذ تعكس هذه المجموعة أهمية اللؤلؤ البحريني وجودته التي لم توجد في أي مكان آخر في العالم.

ويوم 4 ديسمبر 2018م، يستضيف متحف البحرين الوطني معرض "لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية"، حيث يقدّم المعرض مجموعة رائعة من المجوهرات المستوحاة من معرض فن التراث في الرياض. ويكشف المعرض عن التأثيرات المتنوعة التي ساهمت في بلورة التصاميم المحلية في السعودية ويعكس التداخل ما بين الثقافات، الألوان، والأشكال في واقع الهوية السعودية المتعارف عليها اليوم في التصميم . أما يوم 9 ديسمبر، فسيكون محبّو الفنون التشكيلية على موعد مع المعرض الشخصي للفنان هشام زباري حيث يقام في مركز الفنون ليعطي للجمهور فكرة حول مهارات الفنان وإتقانه الفني وتطوره الإبداعي. كما يعكس النضج الفني لأعمال هشام الزباري والتي صنعها بأدوات غير تقليدية.

ومن متحف البحرين الوطني تعلن هيئة الثقافة يوم 11 ديسمبر تدشين العمل الفني "سرب الطيور" للفنان خليل الهاشمي، وهو عمل فني تركيبي يعرض مشهداً ثابتاً لسرب من الطيور المحلق ويقع حالياً على تقاطع شارع المطار وشارع الغوص في المحرق. وقام الفنان الهاشمي بتصميم هذا العمل في محاولة لتفسير رمزية الطيور ودلالتها على النزعة الطبيعية للسلم الإنساني والمحبة والوئام. كما يعكس العمل منظور الفنان الشخصي للبحرين.

وفي مدرسة الهداية الخليفية بالمحرّق، تفتتح الهيئة معرض "100 عام بورتريه" للفنانة بثينة فخرو يوم 12 ديسمبر. ويحتفي المعرض بالمدرسة والمؤسسين والإداريين الذين ساعدوا في بدء المنظومة التعليمية في البحرين، وتوجيه المجتمع نحو مرحلة جديدة من الوعي والثقافة. ويضم المعرض أربع عشرة لوحة للمثقفين الذين ساهموا في نهضة المجتمع البحريني.

وضمن الأعياد الوطني تحتفل هيئة البحرين للثقافة والآثار بالذكرى الثلاثين لتأسيس متحف البحرين الوطني عبر معرض "متحف البحرين الوطني: الذكرى الثلاثون، نظرة استعادية"، وذلك يوم 15 ديسمبر الجاري. ويتتبع هذا المعرض تاريخ المتحف عبر السنين ومنجزاته الحضارية، كما يعيد التعريف بالمتحف الذي يعد أبرز واجهة ثقافية لمملكة البحرين.

وخلال احتفالاتها بالأعياد الوطنية، تقدّم هيئة البحرين للثقافة والآثار مجموعة من الأمسيات الموسيقية التقليدية التي تعزز التراث غير المادي والمخزون البحريني العريق من الألحان والأشعار الأصيلة، حيث تقدم الهيئة في دار الرفاع بمنطقة الرفاع الشرقي أمسيتين يومي 1 و22 ديسمبر الجاري في تمام الساعة 8:00 مساءً بهدف إلقاء الضوء على مختلف ألوان الفنون الشعبية البحرينية. أما مركز زوّار شجرة الحياة جنوب مملكة البحرين فيستضيف يوم 7 ديسمبر في تمام الساعة 8:00 مساءً أمسية لفرقة إسماعيل دواس في الهواء الطلق. وفي دار المحرق بمدينة المحرق تقدم الهيئة يومي 8 و29 ديسمبر أمسيتين موسيقيتين أيضاً الساعة 8:00 مساءً للاحتفاء بفن الفجري الذي يعد أحد أهم أنماط الغناء في التراث الموسيقي المحلي، والذي يعود بتاريخه إلى تقاليد وتراث صيد اللؤلؤ العريق الذي اشتهرت به المملكة.

ومن جنوب البحرين إلى شمالها، تقدم الهيئة الأغنيات التراثية يوم 16 ديسمبر، حيث تشهد الساحة الأمامية لمتحف البحرين الوطني نشاطاً موسيقياً ما بين 5:00 و 9:00 مساءً برفقة فنانين بحرينيين سيصنعون مشهداً احتفالياً مميزاً بمناسبة الأعياد الوطنية.

عروض فنية

انطلاقاً من يوم 4 ديسمبر الجاري، تقدّم هيئة الثقافة للجمهور العرض التفاعلي "الصوت والضوء" في قلعة البحرين، حيث يحيي هذا العرض عبر تجربة صوتية ومرئية تاريخ موقع قلعة البحرين ويأخذ الزوار في رحلة إلى الماضي العريق لمملكة البحرين. وأعلنت الهيئة أن التذاكر مطلوبة لحضور هذا العرض ويمكن معرفة المزيد حول تسعيرتها الرمزية من موقع هيئة الثقافة على الإنترنت.

كذلك تواصل الهيئة تقديم نشاط "الخامسة بتوقيت الباب" في باب البحرين وذلك كل يوم خميس من شهر ديسمبر في تمام 5:00 مساءً. وتشمل فعاليات "الخامسة بتوقيت الباب" أنشطة متنوعة ما بين الموسيقى، الحرف، الآثار، الفنون والمأكولات.

أما يوم 15 ديسمبر فتعود إلى متحف البحرين الوطني الفعالية المميزة "ما نامت المنامة"، لتتزامن مع الذكرى الثلاثين لتأسيس المتحف. وتحتفي الفعالية بالأعياد الوطنية عبر نشاطٍ يمتد لاثنتي عشرة ساعة متواصلة. وسيكون الجمهور على موعد مع فقرات موسيقية، استعراضية، أدبية، فنية، تشكيلية وغيرها الكثير.

المعرفة والثقافة

وبين تاريخ 4 و 6 ديسمبر، تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالتعاون مع لجنة البحرين لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة وهيئة البحرين للثقافة والآثار ورشة عمل شبه إقليمية حول "تنمية المهارات التقليدية في أوساط النساء" في مملكة البحرين وذلك في مركز الفنون بالمنامة. وتهدف الورش هذه إلى إبراز الأدوار الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تلعبها النساء الحرفيّات في المجتمع، ودراسة التحديات التي يواجهنها.

بدوره يستضيف باب البحرين يوم 6 ديسمبر في تمام الساعة 6:30 مساءً محاضرة للدكتورة نيليدا فوكارو بعنوان "تاريخ المنامة". وتستكشف المحاضرة حقبًا مختلفة من تاريخ المنامة، كمرفأ حيوي ومركز مهم لصناعة اللؤلؤ وما تبعه من ازدهارٍ في قطاعات مختلفة بعد اكتشاف النفط. وتناقش المحاضرة التغييرات الديناميكية التي طرأت على ملامح المنامة وما يتصل بها من عوامل سياسية اجتماعية وثقافية.

واحتفاءً بيوم الشهيد، فإن هيئة الثقافة تقدّم ورشة عمل فنية تفاعلية بالتعاون مع الفنانة هلا محمد الخليفة، وذلك يوم 17 ديسمبر في حديقة متحف موقع قلعة البحرين. وسيقوم الأطفال في هذا اليوم بتعلّم مهارات فنية وتنفيذ أعمال مستوحاة من زهور الرازجي التي تمثل رمزاً للأمل، كما سيزرع الأطفال شتلات من الرازجي في حديقة المتحف.

أما يوم 18 ديسمبر، فيشهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي حفل الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية بشعار "اللغة العربية والشباب". وفي هذا العام يقدم المركز الحفل في تمام الساعة 11:00 صباحاً، وتعلن خلاله هيئة البحرين للثقافة والآثار عن نتائج مسابقة "جواز عبور السياحة الثقافية".

منجزات حضارية

تعقد هيئة البحرين للثقافة والآثار في تمام الـ 12:00 ظهراً من يوم 13 ديسمبر مؤتمراً صحافياً حول مشاركة مملكة البحرين في إكسبو دبي 2020. ويقدم المؤتمر النظرة الأولى لتصميم جناح البحرين المشارك في الإكسبو والذي يعطي تصوراً إبداعياً لعملية صناعة الفرص للأجيال القادمة، ويشير إلى دور تداخل النسيج الاجتماعي والثقافي في هذه العملية.

أما يوم 19 ديسمبر فسيكون الجمهور على موعد مع إعلان الفائزين في جائزة المحرق للفيلم القصير وذلك تمام الساعة 7:00 مساءً بمتحف البحرين الوطني. وكانت هيئة الثقافة قد أطلقت المسابقة بالتعاون مع نادي البحرين للسينما في محاولة لاستدعاء المواهب والطاقات الإبداعية في مجال السينما وصناعة الأفلام بهدف إنتاج مادة فيلمية مميزة تعبر عن مدينة المحرق وتساهم في إبراز ما تمتلكه من جمالياتٍ عمرانية، تراثية، وثقافية تزامنًا مع اختيارها عاصمةً للثقافة الإسلامية 2018م.