طارق مصباح

من جوانب العبادة في رمضان، أن الفرح فيه يقوي النفس؛ لأنها أنست واستبشرت بالله. وقد عبر عن ذلك رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»، وهذا الفرح طاقة لأداء العبادة رجاء ثوابها الجزيل، وأعظم الفرح ما كان لله تعالى وبه سبحانه، لأن الفرح بالله تعالى وبما يتصل به سبحانه فرح دائم لا ينقطع، وباق لا ينفد.

رمضان شهر الفرح والاستبشار بالحسنات الكثيرات، فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي سبب لمضاعفة الأجور أضعافا كثيرة، وسبب لطول أعمار هذه الأمة في الطاعات، ولو قصرت في السنوات، وهذا موجب للفرح العظيم، وفيه أن أهله يدخلون الجنة، ففي الحديث: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق، فلم يدخل منه أحد». وهنا جملة من أحاديث الفرح بالأجور: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر»، «عمرة في رمضان تعدل حجة»، «أفضل الصدقة صدقة رمضان».



نسأل الله الكريم من فضله أن يوفقنا لطاعته.