يصادف الحادي والعشرون من مارس من كل عام، يوماً تترقبه جميع أفراد الأسرة للاحتفاء بالأمهات وتكريمهن بعيدهن، حيث تشهد الأسواق عادةً انتعاشا كبيرا في كثير من القطاعات وتنتعش معه حركة اختيار الهدايا والزهور والمصوغات الذهبية المقدمة للأمهات.

وفي حديث لوكالة أنباء البحرين (بنا) قال عدد من أصحاب المحلات إن عيد الأم يشكل فرصة مواتية لانتعاش الأسواق بعد ركود ملحوظ سببته ظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية التي استلزمتها، فرغم إعادة فتح كافة المحلات والمجمعات التجارية وإعادة النظر في بعض الإجراءات إلا أن الالتزام بالتباعد الاجتماعي وما تطلبه ذلك من إيقاف إقامة المناسبات والأفراح قد أثر بشكل كبير على القطاعات التجارية المرتبطة بمثل هذه الأنشطة.

وقال السيد مشعل محمد صاحب محل بيع الزهور إن الاحتفال بيوم عيد الأم يعد من أهم المواسم التي تشهدها محلات بيع الزهور، وتزداد أهميته خلال فترة جائحة كورونا مع انخفاض معدل عمل المحلات بشكل ملحوظ بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي ووقف المناسبات والأفراح، مؤكداً أنه من المتوقع أن يساعد الإقبال المتوقع على الاحتفال بمناسبة عيد الأم على تعويض المحلات عن فترة الركود الماضية.



وأضاف أنه في موسم عيد الام تقوم المحلات بتوفير عروض على بعض الهدايا الجاهزة للاستلام الفوري مثل باقات الورود والشوكولا وغيرها بأسعار تجذب الزبائن، حيث تسهل عليهم الكثير الاختيار وتوفر عليهم الوقت، مشيرا الى أنه رغم تنوع الهدايا وتعددها إلا أن الورود مازالت أبرزها لما لها من أثر طيب على النفس، فلا تكتمل هدايا الزبائن إلا بالزهور مهما كانت الهدية من ذهب أو عطور أو غيرها، لذا فهو يحرص على تقديم تشكيلة مميزة من الزهور بما يليق بهذه المناسبة.

ومن جانبه قال السيد أحمد الصالحي صاحب محل مجوهرات إنه مع اقتراب عيد الأم شهدت أسواق المجوهرات والذهب في مملكة البحرين استعدادات خاصة، لعرض أحدث المشغولات الذهبية لاستقبال عيد الأم، مشيراً إلى أن أسواق المجوهرات والذهب شهدت في الأيام الماضية إقبالاً كبيراً على شراء الهدايا.

وأكد أن معظم المشغولات الذهبية الجديدة أخذت الطابع القديم للتراث البحريني مثل "كرسي جابر" و"الياسمينة" و"صباح الخير" وغيرها، وذلك لإقبال الزبائن عليها في مثل هذه الأيام من كل عام لتكون هدية عيد الأم، لذلك يعتبر شهر مارس في كل عام موسما هاماً لباعة الذهب ينتظره الجميع من عام إلى عام.

وأضاف أن الإقبال بدأ على شراء الذهب كهدايا للأم مع تسلم رواتب شهر فبراير، حيث شهدت الخواتم والسلاسل إقبالاً كبيراً من الزبائن، مبيناً أن الذهب يعتبر هدية ثمينة وقيمة تليق بالأمهات والزوجات في عيدهن ويستفاد منه، فكما يقول المثل "الذهب زينة وخزينة" مما يضاعف من قيمته لدى السيدات.

وأضاف السيد الصالحي أنه في بداية الشهر الجاري تفاجأنا بنزول سعر الذهب بشكل مفاجئ بعد ارتفاع استمر أكثر من عام بسبب جائحة كورونا وانخفاض معدل الدولار الأمريكي، مما ساهم في زيادة الإقبال والطلب عليه خصوصاً في هذه الفترة تزامناً مع عيد الأم.

وفي السياق نفسه قالت السيدة أمينة الشروقي، وهي ناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي وصاحبة محل بيع الزهور إنه في فترة الاحتفال بعيد الأم من كل عام تزداد نسبة الإعلانات للمحلات والمشاريع التجارية والمنزلية حيث تقدم عروضاً وخصومات تجذب الجمهور للشراء.

وأضافت أن موسم الاحتفال بعيد الأم يعتبر من أهم المواسم على مدار العام فهو ينعش الأسواق وتبدع المحلات التجارية في منتجاتها استعداداً له، كما تقدم عروضاً خاصة لهذا الموسم، مبينة أن هذا الاهتمام جاء من تفاعل الناس مع هذا اليوم وحرصهم على تقديم الهدايا المتميزة للأمهات.

وأوضحت أن الذهب والعطور والبخور تتصدر دائما إعلانات نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الموسم، حيث يهتم الجمهور بتقديم أرقى الهدايا لوالدتهم، لذلك تهتم المحلات بتقديم العروض وعمل المسابقات وإنتاج وتصنيع قطع خاصة لهذا اليوم، مشيرة الى أن 90 % من الإعلانات للعام الجاري كانت لمحلات المجوهرات والذهب تزامنا مع انخفاض سعر الذهب واقتراب شهر رمضان الكريم.

وقالت "الاحتفال بيوم الأم ليس وليد اللحظة، فنحن نحتفل به منذ كنا صغاراً، ولكن اختلفت مظاهر الاحتفال عن الماضي، حيث أصبح عنصر الإبداع والمفاجأة في طريقة تقديم الهدية هو الأهم، ليتم توثيق تلك اللحظات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركتها مع الأصدقاء والأقارب".

وأضافت أن الاهتمام بعيد الأم ليس مقتصراً على الأبناء حيث أصبح الزوج يبحث عن الهدية المناسبة لزوجته تقديرا لها بما تقوم به من أجل أسرتها، موضحة بأن الرجل أصبح يذهب إلى محلات الهدايا والزهور بعد ما كانت تلك المحلات مكتظة فقط بالنساء ليشارك اهتمامه بتفاصيل هذا اليوم المميز.